سيطر الغضب العارم علي طلاب جامعة الأزهر أمس, بعد إصابة المئات من الطلاب بالمدينة الجامعية في مدينة نصر بتسمم غذائي أمس الأول. وقاموا باقتحام مقر مشيخة الأزهر وتحطيم بوابته الرئيسية, ومجمع إدارة الجامعة وقطع طريقي الأوتوستراد وصلاح سالم, مطالبين بإقالة رئيس الجامعة الدكتور أسامة العبد. وقام الرئيس محمد مرسي بزيارة المصابين بمستشفي التأمين الصحي بمدينة نصر ووجه بالاهتمام بكل الحالات المصابة في جميع المستشفيات. وأعلنت وزارة الصحة عن وصول عدد المصابين إلي583 طالبا, غادروا جميعا المستشفيات ولم يبق منهم سوي85 حالة. وأشعل الحادث غضب طلاب الجامعة, الذين احتشدوا في السادسة والنصف من مساء أمس الأول عقب ظهور حالات التسمم أمام مبني المدينة الجامعية علي امتداد شارع مصطفي النحاس بمدينة نصر وقاموا بقطع الطريق ورددوا هتافات غاضبة, منددين برئيس جامعة الأزهر, منها: الحقونا الحقونا.. بيموتونا بيموتونا.. وشيخ الأزهر ساكت ليه.. بعد السم بقي إيه.. وارحل ارحل يا أسامة.. ارحل ارحل مع السلامة. وأعلن اتحاد طلاب جامعة الأزهر عن تضامنه الكامل مع زملائهم المصابين, وأصدر بيانا حمل فيه مشيخة الأزهر ورئاسة الجامعة مسئولية الحادث. ونظم طلاب الجامعة ثلاث مسيرات حاشدة أمس, انطلقت الأولي من أمام مبني الجامعة إلي مقر مشيخة الأزهر, للمطالبة بإقالة رئيس الجامعة الدكتور أسامة العبد, وإدارة الجامعة فورا, مرددين هتافات من بينها: اغضب ثور خلي فساد الجامعة يغور. وبينما انطلقت المسيرة الثانية من أمام جامعة الأزهر, وطافت داخل أسوار الجامعة, تجمع منظمو الثالثة من الطلاب أمام قسم ثان مدينة نصر وقاموا بقطع طريق النصر من الاتجاهين وعلقوا لافتات كتبوا عليها مش هنخاف مش هنطاطي احنا كسرنا الصوت الواطي واشتبك عدد من الطلاب مع سائقي الميكروباص والسيارات بطريق الأوتوستراد الذي شهد حالة من الفوضي المرورية. ولم تمنع قوات الأمن المركزي التي أحاطت بمشيخة الأزهر الطلاب من اقتحام مبني المشيخة وتحطيم بوابته الرئيسية بعد اقتحامهم في وقت سابق مقر مجمع ادارة الجامعة بمدينة نصر. وعقب اعلان وزارة الصحة ارتفاع عدد المصابين إلي583 حالة دعا بعض الطلاب إلي نقل الاعتصام إلي منزل شيخ الازهر لضمان تحرك سريع وفاعل, وطالب آخرون بالإضراب عن الدراسة لحين اقالة رئيس الجامعة لاسيما أنها لم تكن المشكلة الاولي بالمدينة. وقرر الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الازهر احالة مدير عام المدن الجامعية ومدير التغذية بالجامعة إلي النيابة ووقفهما عن العمل. وأوضح العبد في تصريح للأهرام انه قرر تشكيل لجنة قانونية من الجامعة للتحقيق في الموضوع برمته وبيان أسباب تكرار مشكلات المدن بالجامعة, كما قرر تشكيل لجنة أخري من أساتذة كلية الزراعة لتسلم الاغذية والتأكد من سلامتها قبل تقديمها للطلاب. وعقد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر اجتماعا طارئا أمس ضم رئيس جامعة الأزهر والنواب, لبحث ما تم اتخاذه حيال الاحداث, وأصدر توجيهاته بسرعة التحقيق العاجل. وأصدرت جامعة الأزهر بيانا أمس أوضحت خلاله أن عدد الطلاب الذين تناولوا الوجبة الغذائية يزيد علي أربعة وعشربن ألف طالب وطالبة بالمدن الجامعية بالقاهرة. وقام الرئيس محمد مرسي ظهر أمس بزيارة مفاجئة إلي مستشفي التأمين الصحي بمدينة نصر, للاطمئنان علي أبنائه الطلبة, وذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن الرئيس مرسي استفسر من الطلبة المصابين عن مستوي الرعاية الصحية التي يتلقونها, وتوافر الخدمات العلاجية بالمستشفي, مؤكدا أنه يتابع شخصيا الحالة الصحية لجميع الطلبة المصابين, وأنه وجه بالاهتمام بجميع الحالات المصابة في جميع المستشفيات وتقديم الخدمات الطبية اللازمة حتي يتماثلوا للشفاء, ويعودوا إلي دراستهم. وكلف الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء الجهات المعنية ببدء التحقيق الفوري لمعرفة اسباب الحادث ومحاسبة المسئولين منعا لتكراره. وأمر النائب العام المستشار طلعت عبد الله بتشكيل فريق خاص من المحققين من رؤساء ووكلاء النيابة العامة للتحقيق بشأن واقعة التسمم الغذائي بالمدينة الجامعية لجامعة الأزهر تحت اشراف المستشار محمد غراب المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة وبرئاسة المستشار مصطفي خاطر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية. وأكد المستشار مصطفي دويدار المحامي العام والمتحدث الرسمي باسم النيابة العامة ان فريق النيابة بدأ عمله صباح أمس بالانتقال لسؤال المصابين بالمستشفيات المختلفة و تم الانتقال الي المدينة الجامعية والتحفظ علي الأواني والأدوات المستخدمة في الطهو وبقايا الأطعمة وأخذ عينات منها بالاضافة الي العينات المأخوذة من المصابين بمعرفة الأجهزة الطبية بالمستشفيات وتم ارسالها الي المعامل المختصة لتحليلها للوقوف علي أسباب الحادث. وأدلي عدد من المصابين بأقوالهم حيث أكدوا ان دخول دجاج فاسد في وجبة الغذاء هو السبب في ظهور حالات التسمم, وأن كل الطلاب المصابين جميعهم من طلاب الجزء( أ) من المدينة الجامعية الذين يبلغ عددهم8 آلاف طالب, في حين أن الجزء( ب) من المدينة الجامعية لم يحدث فيه أيحالات.