وسط هدوء حذر يسود محيط مجلس الوزراء, باستثناء تعرض قوة تأمين السفارة الأمريكية للرشق بالحجارة من بعض المعتصمين, علمت الأهرام قبل ساعات من انتهاء اجتماع المجلس الاستشاري أمس أن المجلس قرر دراسة مبادرة شاملة تهدف إلي إنهاء الأزمة السياسية المتفجرة التي تمر بها مصر منذ اندلاع أحداث شارع قصر العيني مساء الجمعة الماضي. وكشفت مصادر مطلعة ل الأهرام عن أن هناك حرصا بالغا علي ضرورة مشاركة القوي والتيارات والأحزاب السياسية في المبادرة وتفعيلها. وتتصدر بنود المبادرة الالتزام بجدول نقل السلطة إلي الحكم المدني, والضمانات اللازمة لجدية وسرعة وشفافية التحقيق في أحداث مجلس الوزراء. وأشارت المصادر التي استقت الأهرام معلوماتها منها إلي أنه في ضوء المطالبات المتكررة بالتعجيل بالانتخابات الرئاسية. فإن جدول أعمال الاستشاري في جلسة أمس تضمن دراسة مدي استكمال بحث قانون الترشيح لانتخابات رئاسة الجمهورية المقرر لها موعد أقصاه03 يونيو المقبل, وذلك في إطار مراجعة شاملة للجدول الزمني المحدد لإنهاء الفترة الانتقالية. جاء هذا التطور بعد يوم واحد من الاجتماع المشترك للمجلس الأعلي للقوات المسلحة, والمجلس الاستشاري, كما أنه يأتي قبل42 ساعة من جمعة رد الشرف التي دعت إليها واستعدت لتنظيمها32 حركة وائتلافا بميدان التحرير غدا, وبعض المحافظات, وقبل42 ساعة أيضا من جمعة لا للتخريب التي دعا إليها عدد من الائتلافات بميدان العباسية. من جهته, أعلن السيد منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري أن مناقشة مشروع انتخاب رئيس الجمهورية بالمجلس قد تستغرق أكثر من جلسة, مشيرا إلي أن المجلس سيبحث إجراءات انتخاب الجمعية التأسيسية التي ستكلف بوضع الدستور بالتتابع. من ناحية أخري, قال عمرو موسي, المرشح الرئاسي المحتمل: إن المجلس يسعي إلي طرح مبادرة للتوافق الوطني تضم كل القوي السياسية, وإلي دعوة قضاة التحقيق في الوقائع التي شهدت عنفا أمام مجلس الوزراء, وفي ميدان التحرير وغيرهما, إلي سرعة الإعلان عن نتائج التحقيقات أولا بأول, بهدف تهدئة الرأي العام وإطلاعه علي مجريات التحقيق. وعلي صعيد ذي صلة, تباينت ردود فعل القوي السياسية حول المرحلة الانتقالية, حيث أعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضها الالتفاف حول الإعلان الدستوري, وقال الدكتور محمود غزلان, المتحدث الرسمي باسمها: إن الجماعة تؤيد بشدة تقصير الفترة الانتقالية عن طريق اختصار زمن الانتخابات البرلمانية, وليس بتعجيل الانتخابات الرئاسية, كما ترفض أي إجراء يخالف الإعلان الدستوري. في مواجهة ذلك, تمسك حزب المصريين الأحرار أحد أحزاب الكتلة المصرية, بضرورة تسليم السلطة في موعد أقصاه ثلاثة أشهر عن طريق تعجيل الانتخابات الرئاسية, لتبدأ بعد تشكيل مجلس الشعب, وتأجيل انتخابات الشوري, والبدء فورا في تشكيل الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور, وفق كلام باسل عادل عضو المجلس الرئاسي بالحزب. كما يؤيد تحالف الثورة مستمرة التعجيل بالانتخابات الرئاسية, بينما يري عبدالغفار شكر منسق التحالف, أن انتخابات الشوري من الممكن اختصارها لتجري علي مرحلة واحدة. وقال: إن معايير تشكيل هيئة الجمعية التأسيسية للدستور حق لمجلسي الشعب والشوري, وإن الإخوان يتخوفون من تعجيل انتخابات الرئاسة حتي لا تؤثر علي جمعية الدستور, بعد حصدهم الأغلبية. وفي تطور مفاجئ, قطع الهدوء الحذر في ميدان التحرير, تجمع نحو مائة شخص بصورة مفاجئة بجوار مسجد عمر مكرم باتجاه ميدان سيمون بوليفار, ورشقوا قوات الجيش التي تؤمن محيط السفارة الأمريكية بوابل من الحجارة, في حين التزمت القوات أقصي درجات ضبط النفس.