اللهم اكفني شر اصدقائي, أما اعدائي فانا كفيل بهم هذه الحكمة تنطبق علي الجريمة البشعة التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر كان يستعد لإتمام زواجه من خطيبته ولكن شهوة انتقام احد أصدقائه دفعته إلي استدراج الشاب إلي قرية نائية بحجة شراء قطعة أثرية ليتحول الصديق إلي شيطان نسي الصديق العشرة والعيش والملح وذكريات الطفولة والصبا وقد اتفق الصديق مع شيطانين آخرين كانا في انتظار إشارة الفتك بالشاب وراحوا ينهالون عليه ضربا وعندما حاول الاستغاثة وطلب النجدة من الأهالي في وقت متأخر من الليل تدخلت سيدة وطلبت من الجناة ان يكفوا عن ضربه ولكنهم قالوا لها: انه لص سرق تليفونا محمولا خاصا بأحدهم وانهم سوف يسلمونه للشرطة وتمكنوا من اقتياده الي سيارة احد الجناة ثم ذهبوا الي منطقة جبلية وهناك فتكوا به حتي سقط مغشيا علي الأرض ثم قام الصديق بتوثيقه بالحبال حتي لا يتحرك وراحوا يدهسونه بالسيارة ذهابا وإيابا ثم ألقوا بجثته في حفرة بعد ان استولوا علي جميع متعلقاته عدا( دبلة الخطوبة) وعلي مدي اكثر من شهرين والأسرة يراودها الأمل في عودة الشاب الغائب, فالاتصالات لم تنقطع تطالب الأب بسداد فدية بدأت من مليون جنيه وانتهت ب20 ألف جنيه وفي رحلة البحث التي إستمرت أكثر من شهرين تمكنت مباحث المنيا من كشف لغز اختفاء الشاب وضبط الجناة الذين أرشدوا عن مكان الجثة حيث انتقلت النيابة لمعاينتها وتعرف الأب علي جثة نجله من خلال الملابس التي كان يرتديها ودبلة الخطوبة المكتوب عليها اسم خطيبته وتاريخ الخطوبة يوم6 من شهر ديسمبر الماضي, بدأت المأساة عندما تقدم محمود سيد63 سنة بالمعاش ويقيم بشارع سيدي حبيب بمدينة المنيا ببلاغ إلي قسم شرطة المنيا يفيد إختفاء نجله مصطفي26 سنة حاصل علي دبلوم ولم يتهم الأب احدا في المحضر الذي حمل رقم(748) إداري قسم شرطة المنيا.. وبعد يومين من البلاغ حضر الأب إلي قسم الشرطة ووجه اتهاما إلي3 من أصدقاء نجله بعد ان أخبره احد اقاربه بأن نجله مصطفي اتصل به واخبره بأنه مع3 من اصدقائه وذكر له اسماءهم وبعد الاتهام المباشر والصريح من الأب لأصدقاء الابن بدأ فريق البحث الجنائي بإشراف العقيد إسماعيل كامل مفتش المباحث في إجراء التحريات حول لغز اختفاء مصطفي حيث قرر أيمن جمال الدين أحمد ابن خالة الشاب المتغيب ان مصطفي إتصل به قبل اختفائه مباشرة وقال له انه ذهب في مشوار سبوبة مع3 من اصدقائه وذكر لي أسماءهم وعندما استفسرت عن طبيعة السبوبة فقال لي: موضوع آثار وطلب مني أن أبلغ الشرطة لو حدث له مكروه وبعد ساعتين اتصلت به ولكن تليفونه كان مغلقا.. وبالتوازي مع أقوال ابن الخالة قام الرائد عمرو حسن رئيس مباحث قسم شرطة المنيا بفحص ما جاء في اقوال ابن خالة المتغيب حيث أكدت التحريات ان خلافات مالية قديمة وقعت بينه وبين احد اصدقائه بسبب الحفر للتنقيب عن الآثار بأحد المنازل وان الصديق انتابه شك وشعور بالخيانة من جانب صديق عمره وشك في عثوره علي آثار بالمنزل الذي كان يتم فيه الحفر وتصرف فيها بالبيع دون ان يعطيه نصيبه. المعلومات التي وردت من شركة الإتصالات بعد قرار النيابة بتتبع المكالمات الصادرة والواردة الخاصة بتليفون الشاب المتغيب أكدت ان آخر اتصال قبل الإختفاء كان من تليفون صديقه الذي استدرجه إلي قرية طهنا الجبل وأن أحد الجناة إستخدم جهاز تليفون المجني عليه بعد التخلص منه ووضع شريحة خط جديد علي الجهاز وبعد عرض التحريات امام احمد لطفي مدير نيابة بندر المنيا قرر ضبط وإحضار المتهمين فقامت قوة شارك فيها النقباء احمد مختار واسلام كساب ومحمد رشدي معاونو مباحث قسم شرطة المنيا لضبط المتهمين وهم: محمد علاء عبده سنوسي24 سنة حاصل علي بكالوريوس خدمة إجتماعية ومقيم بمساكن أرض المولد وهو الصديق الحميم للمجني عليه وغاندي عبده علي معوض30 سنة سائق مقيم بقرية طهنا الجبل وبدوي محمد عبدالعزيز31 سنة وشهرته محيي ابوعزيز مقيم بشارع خليل عبده بمدينة المنيا وبمواجهتهم بما اسفرت عنه التحريات إنهاروا وراحوا يعترفون بارتكابهم الجريمة. قال صديق المجني عليه انه استدرجه للتخلص منه بعد ان اخبره بشراء قطعة آثار من احد التجار بمنطقة طهنا الجبل وعند وصولنا إلي قرية نزلة عبيد اتصلت بكل من غاندي وبدوي حيث حضرا في سيارة ربع نقل ثم ركبنا السيارة وذهبنا الي أطراف قرية طهنا الجبل وقمنا بالاعتداء عليه بالضرب ولكنه حاول الهرب والإستغاثة فقمنا بالإمساك به وعندما حاولت إحدي السيدات بالقرية التدخل وطلبت التوقف عن الإعتداء عليه قلنا لها: انه حرامي قام بسرقة تليفون محمول وسوف نسلمه للشرطة وارغمناه علي استقلال السيارة معنا وذهبنا الي اطراف القرية في منطقة جبلية وهناك تناوبنا عليه الضرب حتي سقط علي الأرض فقمت بتوثيقه بالحبال وركبنا السيارة التي راحت تدهسه حتي مات ثم قمنا بدفنه في حفرة وردمنا عليه الرمال. وبعيدا عن التحقيقات الرسمية انتقل الاهرام الي منزل والد الشاب المجني عليه ليحكي لنا ما حدث فقال الأب: نجلي يمتلك عمارة سكنية وورشة بلاط ومحل إكسسوارات وليس لديه خلافات مالية مع صديقه المتهم الذي تربطه به علاقة صداقة وكان يقيم مع نجلي في شقته الخاصة وكان كثير التردد عليه ثم بدأ الأب يروي المأساة التي عاشها لأكثر من شهرين فقال: نجلي اتصل هاتفيا بنجل خالته ويدعي ايمن جمال قبل اختفائه بحوالي ساعة وقاله له انني بصحبة3 من اصدقائي من بينهم محمد علاء عبده سنوسي وقال له إذا غبت تعرف تبلغ عني وفي اليوم التالي لاختفائه ذهبنا للمستشفيات واقسام الشرطة للبحث عن نجلي ولكني لم اجده وكان محمد علاء( المتهم الرئيسي) الصديق الحميم لنجلي يلازمني في المنزل وفي كل مكان اذهب اليه بحثا عن نجلي وقد رأيته يندب( يلطم خديه) تعبيرا عن الحزن علي اختفاء نجلي ولكن انتابني الشك في تصرفاته وتم إبلاغ الشرطة التي ألقت القبض علي المتهمين.