التدهور في الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار البترول وتغير المناخ السياسي في العديد من دول العالم القي بظلاله السلبية علي واحدة من أهم الصناعات ومصادر الدخل القومي في العالم, وهي صناعة الطيران المدني مما جعل شركات الطيران تلجأ إلي العديد من السياسات لتحقيق عائد اقتصادي يعوض النقص في أعداد المسافرين. ومن أبرز هذه السياسات زيادة أسعار التذاكر للسفر علي الطائرات وتقسيم الدرجة الواحدة في الطائرة الي عدة شرائح في السفر, ترتفع وتختلف من راكب لآخر وفقا لموعد حجز التذكرة مما يجعل الراكب يجد نفسه قد دفع سعرا عاليا في ثمن تذكرة سفره, بينما الراكب الذي يجلس بجانبه في الطائرة قد حصل علي سعر أقل بسبب انه قد قام بحجز تذكرته في موعد مبكر عنه. وتحديد ميعاد السفر قد ينجح اذا اعتبرنا ان جميع الركاب يسافرون علي الطائرات لقضاء الاجازات فقط, والتي يتم التخطيط لها من فترات بعيدة يرغب الراكب فيه قضاء اجازة خارج بلاده, وهذه شريحة قليلة وليست السواد الأعظم لركاب الطائرات لأنه بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في العالم. وأصبح السفر يقتصر علي الضرورة القصوي إما لظروف العمل أو المرض للعلاج بالخارج أو ما شابه ذلك, وهذه الشريحة من الركاب هي التي يصيبها الضرر الأكبر من زيادة أسعار التذاكر واختلاف الشرائح السعرية علي الطائرة. ويعد تغيير موعد الحجز طريقة أخري لاستنزاف الرaاكب والذي قام بالحجز للسفر في موعد محدد وخاصة الأفراد وليس شركات السياحة ثم تعرض لأي ظرف طاريء ربما مرض أو ظروف عمل طارئة أو شابه ذلك ولكن الشركة تجبر الراكب علي دفع مبالغ كبيرة عند الرغبة في تغيير الحجز وفي البدااية يكون المبلغ محددا ثم عند الدفع يفاجأ الراكب بأن الغرامة المطلوبة لتغير موعد الحجز قد تضاعفت بدعوي ان المقعد الذي سيتم حجزه له من شريحة اخري علي الطائرة ويضطر الراكب تحت ضغط الظروف التي تعرض لها الي دفع مبلغ مضاعف. بل انه أكثر من ذلك فإن هناك شركات طيران ترفض تغيير موعد الحجز مهما كانت الظروف بدعوي ان التذكرة تم شراؤها اثناء فترة من العروض السعرية التي تقدمها الشركات وهذه التذاكر لا يمكن التغيير في موعدها أو استرداد ثمنها اذا اضطر الراكب الي الغاء سفره لأي ظرف طاريء وإذا كان الراكب مضطرا للسفر فإن الشركة تجبره علي شراء تذكرة جديدة أخري بالموعد الجديد منها لاحقا وهذا بالطبع لا يتم وإذا تم اعادة ثمن التذكرة فإن السعر الذي يحصل عليه الراكب ينخفض الي أقل من النصف الذي دفعه حين قام بشراء التذكرة. ألا يمكن لشركات الطيران وضع سياسات أخري تحقق فيها قدرا من المراعاة لظروف الركاب خاصة الافراد وليست الجماعات والا تستنزفهم في كل الظروف!!