مدينة الإسكندرية بتاريخها القديم منذ أنشأها الإسكندر قد شهدت أحداثا وحروبا كثيرة سجلها التاريخ علي مر الزمن, وظل الروم يسكنون الإسكندرية أجيالا طويلة حتي عام25 ه, عندما بدأت تفقد صبغتها الأجنبية لتخطو نحو التعريب بخطوات سريعة عندما وفد إليها كثيرا من مشاهري الصحابة والصالحين وأعيان العرب للاستقرار الدائم فيها أو المؤقت, وبعد فتح مصر نزل فيها عمرو بن العاص ونزل في دور مجاورة له معظم من حضروا فتح الإسكندرية من العرب, وأنشأ عمرو بن العاص أول مسجد بالمدينة, كما أقام عبادة بين الصامت في خباء اقام فيه مدة بقائه بالمدينة ويقال إن أبا الدرداء كان معه, وقد وافق عمرو بن العاص للفاتحين السكني في بيوت المدينة مدة اقامتهم بها بينما حرم عليهم استغلالها أو توريثها, ورأي بعض الصحابة أن يقيم له مسكنا في المدينة ومنهم ابن الزبير بن العوام, وجامع عمرو من المرجح ان يكون في المكان الذي يشغله الآن المسجد العمري العتيق بالغرب من ضريح سيدي أبي الدرداء, وتقرر الدكتورة سعاد ماهر في دراساتها أن ابا الدرداء انتقل إلي الشام وتوفي هناك بعد ذلك, وان ذكري مجيئه واقامته في المكان المجاور لمسجد عمرو لاتزال عالقة بأذهان الناس وفي التراث الشعبي, وقد أسس العرب مساجد بعد فتح المدينة, وبني عمرو بن العاص مسجدا آخر هو مسجد الرحمة في المكان الذي امر عمرو برفع السيف عن قتل الروم بعد الانتصار عليهم والمرجح ان مكانه الآن في حديقة الشلالات مكان الضريح المعروف باسم سيدي عمرو يحيي, ويذكر ابن عبد الحكم في كتابه فتوح مصر إنه كان في الإسكندرية في النصف الأول من القرن الأول الهجري بالإضافة إلي مسجد عمرو خمسة مساجد أخري هي: مسجد النبي ومسجد سليمان عليه السلام ومسجد ذي القرنين ومسجد الخضر ومسجد الرحمة ولم تحدد أماكنها بدقة حتي الآن ثم بني المسلمون الاوائل في النصف الثاني من القرن الأول الهجري مساجد وأضرحة زوايا كثيرة ومن المساجد المعروفة بالاسكندرية التي تنسب الي وفد من الصحابة إلي مصر مسجد سيدي جابر وضريحه بمنطقة الرمل إلا أنه ليس هناك مايؤكد أنه من الصحابة الذين جاءوا إلي مصر, فقد ذكر السيوطي أن أربعة من الصحابة جاءوا إلي مصر يسمون باسم جابر, وقد مات جابر بن عبد الله بالمدينة وكان قد حضر19 غزوة لرسول الله عليه الصلاة والسلام والثاني جابر بن ماجه والثالث جابر بن ياسر وقد شهدا فتح مصر, والرابع جابر بن أسامة الجهني وقد نزل مصر ومات بها, وفي رواية آخري, أن جابر بن اسحق الذي نشأ بالأندلس وفد إلي مصر وعاش في الإسكندرية وأقيمت له زاوية بالرمل اقام بها حتي توفي سنة697 ه وهو في التسعين واقيم مكان الزاوية مسجد عام1955 م.