زين العابدين بن علي ثاني رئيس في تاريخ الجمهورية التونسية ومن المصادفة أيضا أنه تولي الرئاسة بعد إنقلاب أبيض في عام1987 علي الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الذي ظل رئيسا في تونس إلي أن فقد السيطرة علي مجريات الأمور بسبب تدهور حالته الصحية. زين العابدين بن علي بدأ عهده بدعوي التصدي للفساد. وأطلق سراح الكثير من المعتقلين السياسيين منهم زعيم الاتحاد العام التونسي الحبيب عاشور وزعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي. وأعلن إلغاء الرئاسة مدي الحياة بالإضافة إلي سن قوانين لصالح المرأة التونسية. إلا أن تلك الإجراءات صاحبها قمع الحريات وتهميش دور المعارضة. وأمام تصاعد التيار الإسلامي أصدر بن علي قانونا ينظم ارتياد المساجد وفرض غلقهاخارج أوقات الصلاة. كما منع ارتداء الحجاب في العمل. وكان يفوز دائما بكل الانتخابات الرئاسية التي يخوضها بنسب لا تقل عن90% حتي عام2009 مثل جميع الطغاة الذين انتشروا في الوطن العربي. وقد وضع في عام1998 علي قائمة أسوأ عشر أعداء لحرية الصحافة في العالم. ورغم ذلك فقد نجح بن علي أن يجعل من تونس أكثر البلدان العربية انفتاحا علي أوروبا وكانت تونس أول بلد من جنوب المتوسط يوقع اتفاق شراكة تجاري مع الاتحاد الأوروبي. وسط هذا كله و رغم هذا الانفتاح علي أوروبا لم يسمح بن علي بانفتاح ديمقراطي فظل الشعب التونسي يشاهد الديمقراطية في الغرب وتداول السلطة ولايمارسها في بلاده. وما زاد الطين بلة أوضاع اقتصادية سيئة وزيادة في نسبة العاطلين رغم ارتفاع مستويات التعليم. بالإضافة إلي فساد عم البلاد من خلال سيطرة أقارب زوجة الرئيس ليلي الطرابلسي علي القطاع الاستثماري والاقتصادي مما ساهم في تفاقم السخط الشعبي علي الرئيس وقرينته. وظلت الأمور علي هذا المنوال إلي أن أحرق بائع خضار بسيط نفسه يسمي محمد البوعزيزي اعتراضا علي صفع شرطية له في الطريق وتكسير عربته التي يقتات من العمل عليها. وهنا انفجرت ثورة عارمة علي حكم بن علي إلي أن أضطر للهرب من البلاد وترك الحكم لتبدأ ثورات الربيع العربي في التوالي في الشرق الأوسط.