تعد الآثار بالنسبة لمصر هي الفرخة التي تبيض ذهبا, خاصة أن مصر تحوي ثلث آثار العالم, وهذا يدعونا إلي العمل علي الحفاظ عليها وترويجها سياحيا. وعلي الرغم من ذلك فوجئ الدكتور خالد علي محمد مدير آثار مارينا بالعلمين بقيام لوادر تابعة لشركة مقاولات بتدمير جزء من موقع البردان الأثري بالكيلو67 طريق الإسكندرية مرسي مطروح وهو موقع أثري مهم, حيث يضم ثكنات للجنود يرجع تاريخها للعصر اليوناني الروماني علي مساحة8 أفدنة, وقد زعم صاحب شركة مقاولات بأنه لا يعلم بأن هذه الأرض تابعة للآثار وأنه تم تكليفه بتسوية الأرض من قبل أحد الأشخاص الذي ادعي أنه مالكها. وقد أكد مدير عام آثار مارينا العلمين ل الأهرام أن اللوادر توغلت فقط في الجزء الشمالي الشرقي من الموقع وأن العناية الألهية أنقذت الموقع من التدمير والموقع يعد موقعا أثريا من العصر اليوناني الروماني ويخضع لقرار صادر من وزارة الثقافة وهو من ضمن مواقع أثرية عديدة بالمنطقة الواقعة من الحمام حتي العلمين, مشيرا إلي أنه تم القبض علي المتهمين وحبسهم احتياطيا علي ذمة التحقيقات. وأضاف مدير الآثار أن محافظة مطروح تضم آثارا كثيرة ونادرة, سواء بمنطقة الساحل الشمالي الغربي والتي تم اكتشافها خلال الخمسين عاما الماضية وما قبلها أو في مرسي مطروح وواحة سيوة والتي من أشهرها معبد رمسيس الثاني بأم الرخم الذي يرجع للعصر الفرعوني ومقابر الدفن الرومانية بمنطقة عجيبة والتلال الأثرية في6 مناطق ممتدة من رأس الحكمة حتي مرسي مطروح ومدينة وميناء أثري مهم بمارينا العلمين يرجعان للعصرين اليوناني والروماني ومعبد آمون وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر بسيوة وجبل الموتي الذي يضم مقابر منحوتة في صخوره, وأهمها مقبرة سي أمون التي ترجع للعصر الفرعوني, بالإضافة إلي مقابر رومانية وبطلمية بمناطق بهي الدين وبلاد الروم والزيتون والأعواف بسيوة, كما توجد آثار مهمة في واحة العرج وهي من الواحات التابعة لواحة سيوة ولا يسكنها أحد وتوجد بها مقابر فرعونية كثيرة. ويضيف الدكتور خالد, هذا يدعونا للنظر بجدية نحو إيجاد خطة شاملة لحماية آثار محافظة مطروح من التدمير وذلك عن طريق تكثيف الوجود الأمني في تلك المناطق الأثرية الواقعة في الصحراء والواحات سواء بزيادة عدد الخفراء التابعين لوزارة الآثار أو الجنود التابعين للشرطة, وتوفير الاستراحات اللازمة لهم في تلك المناطق لضمان وجودهم بصفة مستمرة لحماية تلك الآثار المهمة والتي تعتمد عليها السياحة في المحافظة اعتمادا رئيسيا في جذب واستقطاب السياح إلي المحافظة, خاصة بعد نجاح خطة تحويل المحافظة من السياحة الداخلية إلي السياحة الخارجية, حيث استقبلت المحافظة خلال العام الماضي أكثر من90 ألف سائح قادمين بالطيران الشارتر من أوروبا مباشرة إلي مطروح والعلمين.
