هل تتحول مبادرة تنمية الصعيد التي أطلقها الرئيس محمد مرسي من محافظة سوهاج يوم السبت الماضي إلي حل سحري لمشاكل الحدود بين محافظات الصعيد وكذلك مشروعات حقيقية لرفع مستوي معيشة المواطن, وإيجاد فرص عمل جديدة والنهوض بالخدمات والمرافق حتي يحصل الصعيد, علي نصيبه العادل بعد إهمال عقود طويلة. ملحق المحافظات حصل علي مشروع تنمية شمال الصعيد, الذي يقترح إنشاء طريق المنيا الواحات البحرية بطول061 كيلو مترا بتكلفة تصل إلي085 مليون جنيه, وهي الوصلة التي تؤدي إلي اكتمال أول محور عرضي في صعيد مصر يربط مدينة رأس غارب بالبحر الاحمر شرقا حتي الحدود الغربية المصرية مع دولة ليبيا أي أن المحور الجديد سوف يكون مسارا دوليا يربط بين دول السعودية ومصر وليبيا إلي جانب الطريق الساحلي الدولي. الدراسة الخاصة بالمشروع, التي تم عرضها أمام الرئيس مرسي منذ أكثر من3 أشهر بحضور الدكتور مصطفي عيسي محافظ المنيا والمهندس حسين سعد رئيس الإدارة المركزية بالمنطقة السابعة بالهيئة العامة للطرق والكباري التي تضم المنيا وأسيوط لتنمية شمال الصعيد تشير إلي أن المحور الجديد الذي يبدأ من منطقة البهنسا بمركز بني مزار بالمنيا حتي مدينة البويطي بالواحات البحرية بمحافظة الجيزة بطول061 كيلو مترا يمثل أهمية استراتيجية كبيرة باعتباره أطول طريق عرضي في صعيد مصر يمتد من ساحل البحر الأحمر حتي واحات الصحراء الغربية, حيث يوجد حاليا طريق يربط بين رأس غارب في الشيخ فضل بمركز بني مزار, ويمتد هذا الطريق حتي بني مزار غربا من خلال الكوبري الجاري تنفيذه علي نهر النيل ثم الوصلة التي تربط بين بني مزار والبهنسا علي الصحراوي الغربي, وأن هذا الطريق المقترح يوفر554 كيلو مترا, ويسهم في إحداث طفرة عمرانية واستثمارية وسياحية من خلال الترويج واستغلال المناطق الأثرية بالمنيا والواحات الغربية, حيث توجد مناطق أثرية تمثل العصور التاريخية المختلفة بالمنيا أهمها الأشمون وتونا الجبل وطهنا الجبل, وتل العمارنة والبهنسا ومقابر بني حسن, أما في الواحات البحرية والفرافرة والداخلة والخارجة, فتوجد آثار معابد هيبس والناضورة ودوش والزيان بالإضافة إلي السياحة العلاجية والاستشفائية المنتشرة لوجود عيون الآبار الكبريتية الساخنة والكثبان الرملية وسياحة التصحر في واحات الفرافرة والبحرية. وتضيف الدراسة أن الطريق المقترح يسهم في إقامة مجتمعات عمرانية جديدة وجلب الاستثمارات الزراعية والصناعية علي طول الطريق, كما يوجد عدة مزايا للارتقاء بالمستوي العلمي والثقافي والاجتماعي لأهالي الواحات المحرومين من وجود جامعات للتعليم العالي لتسهيل انتقالهم إلي جامعتي المنيا وبني سويف, وإنهاء عزلة أهالي محافظة الوادي الجديد, وتسهيل عملية تسويق منتجات محافظة الوادي الجديد مثل البلح والزيتون والمشمش, واقترحت الدراسة تعديل الحدود الإدارية لمحافظة المنيا والامتداد بحدودها من جميع الجهات وسرعة الانتهاء من تنفيذ فرع جامعة الأزهر بمنطقة البهنسا ببني مزار, حيث يقع فرع الجامعة عند تقاطع الطريق الصحراوي الغربي بالمحور العرضي المقترح تنفيذه لأن إنشاء فرع الجامعة التي يجري حاليا علي مساحة5 آلاف فدان, وتعد أكبر جامعة علي مستوي الجمهورية من حيث المساحة فضلا عن أنها قابلة للزيادة إلي51 ألف فدان تتيح استغلال مساحات كبيرة من الأرض في أعمال استصلاح الصحراء, وحتي تكون مزرعة لكلية الزراعة الصحراوية ضمن عدد من كليات فرع الجامعة.