النار تحت الرماد.. هكذا يمكن وصف المشهد بين المثلث القبلي بمحافظة قنا الأشراف والهوارة والعرب والتي يبلغ تعداد أفرادهم نحو المليون نسمة, تلك النار بدأت شرارتها منذ مئات السنين. ولا تكاد تنطفئ حتي تعود إلي الاشتعال مرة أخري سواء بالثأر أو الخطف أو حتي من خلال حرب التسلح بينهم المشهد في مجمله ينذر بكارثة وقنبلة علي وشك الانفجار في ظل سباق التسليح الدائر بين القبائل الثلاث بذريعة اختطاف رهائن من هنا أو من هناك فان الدلائل تشير إلي وجود نية لاستخدام ترسنات الأسلحة هذه في الانتخابات المقبلة والتي يعتبرونها حربا لرد الاعتبار والكرامة حتي لو كانت مقاعد البرلمان مروية بدماء الأبرياء الذين تحركهم النزعة القبلية والعصبية, غير مدركين العواقب الوخيمة التي قد تؤدي إلي نكوص في عملية التحول الديمقراطي وتأخر في الخروج من المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد والدخول الي نفق مظلم. الأسلحة التي تم إدخالها في الفترة الماضية لم تكن قطع سلاح خفيفة أو أعداد قليلة, إنما كانت صفقات عبارة عن شحنات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والآر بي جيوانواع متطورة من الأسلحة الآلية ويتبين ذلك جليا من وجود السلاح في أيدي الأطفال والصبية في الشوارع. وان كان المشهد من الخارج حتي اللحظة متوترا, فقبيلة الأشراف التي تعتز بأصولها وعاداتها بدأت في التسلح بأحدث الاسلحة الآلية رغم الجهود التي بذلها كبار تلك القبيلة لضبط أفراد قبيلتهم ومنعهم من الرد علي ما حدث ومن أعمال خطف نفذتها قرية السمطا وراح ضحيتها سائح كندي الجنسية ولم يتم حتي اللحظة ضبط قاتله وكانت قبيلتا العرب والأمارة تستعدان لعقد جلسة صلح بعد نجاح عبدالفتاح دنقل أحد زعماء قبيلة العرب في تحرير رهينة اختطفها مسلحون من قرية السمطا من قبيلة الأمارة, وكان الأمير هاشم أبو الفضل الدندراوي أحد رموز محافظة قنا وزعيم الامارة قد توصل لعقد جلسة تضم رموز القبيلتين لإنهاء الازمة التي احتدمت بعد اختطاف أحد أبناء الأمارة لصراع علي أراض جبلية بناحية المراشدة. وداخل قبيلة العرب وتحديدا في السمطا لاتزال القرية تبحث عن ثلاثة مختفين لها منذ أول أيام العيد واستغل ذلك البعض كزريعة مع عدد كبير من الأسلحة لا احد يدري فيما أو متي سيستخدم ورغم الجهود التي بذلتها قبيلة الأشراف في احتواء الموقف الا ان الملف مازال مفتوحا خاصة ان هناك ثلاثة مختفون من السمطا مازالوا مجهولي المصير ولا تزال المحاولات مستمرة لسرعة ظهور المختفين حقنا للدماء بين أبناء القبيلتين والحيلولة دون تكرار ملف الخطف للرهائن الذي تسبب في توتر وتسلح عالي المستوي خاصة داخل نجع الخطاطبة الذي لايزال يبحث عن المختفين الثلاثة به وسط ترسانة من السلاح علي مستوي عال رغم جهود الامن التي يبذلها اللواءان عادل لبيب محافظ قنا ومحمد أحمد حليمة مدير الأمن لنزع فتيل الأزمة وحث كبار القبيلتين علي التحرك السريع الوضع عند قبيلة هوارة البلابيش لا يختلف كثيرا خاصة بعد ان عجزت قيادتها حتي اللحظة عن فك الحصار وإعطاء الامان لعائلة عبدالقادر التي تحاصرها عائلة العتامنة بالاسلحة بحثا عن الثأر لما حدث في أول ايام عيد الاضحي الماضي ورغم الحديث المتداول ان المصابين العشرة والقتيل جاءتهم رصاصات مرتدة الا ان هذا الامر لم يثن العتامنة عن الحصار او التصديق علي ما قيل, واضطرت قبيلة هوارة البلابيش ان تفتح أبوابها الي زعماء من قبيلة العرب واعضاء لجنة المصالحات للتفاوض معها كبار ورموز القبائل الثلاث أكدوا ان سبب العنف الدائر نتيجة لحالة الانفلات الأمني والرغبة في الانتقام ونظرا الي التشكيك في قدرة الأمن علي استعادة دوره في ضبط الشارع وملاحقة المجرمين وأكدت قيادات القبائل ان الانتخابات المقبلة لن تغيب عنها رائحة الدم لكثرة السلاح والعنف وغياب الأمن بقوته الرادعة ومحاولة القبائل الحفاظ علي مقاعدها لضمان هيبتها ولو بالعنف. قيادات الشرطة قالت لالأهرام إنها تملك توفير الحماية الكاملة واستعادة هيبة الدولة, ولكن في ظل نص قانوني يحمي ضابط الشرطة, ويكفل الحماية له عند تنفيذ القانون للرد الرادع ومنع تكرار حوادث تزعزع أمن المجتمع. أحد قيادات مديرية أمن قنا رفض ذكر اسمه قال الضباط الآن يتعاملون بحذر, خاصة وسط قبائل مسلحة. وأصبح الضباط مهددين بالنقل لمجرد شكوي بسيطة أو حتي كيدية. ومن جانبه أكد اللواء محمد أحمد حليمة مدير أمن قنا أن جهود الأمن تتواصل لمنع اشتباك القبائل, ولكن الامن يسعي جاهدا للحلول الجذرية التي تتدخل فيها رموز تلك القبائل وهو الحل الأفضل لان تدخل الامن بالقوة سيكفل امنا موقتا وليس دائما. أخطر منفذ حدود علي بعد3 كيلو مترات من قرية القناوية والمخاومة تكشف الاهرام عن أكبر منفذ لترويج السلاح بالصعيد والذي حصلت علي صورة بالقمر الصناعي تحدد موقعه بالتفصيل, وهو عبارة عن قمم جبلية مكشوفة يتمكن من خلالها بائعو السلاح والمخدرات من تتبع اي تحركات أمنية علي بعد4 كيلو مترات ومن ثم الاختباء وسط المدقات. انه منفذ( الدبة) والذي يضمن وصول عرب الصق من الخبرة وسيناء من اختراقه وصولا إلي قلب الصعيد لتتبادل شحنات الاسلحة في نقطة الالتقاء( بالدبة) بين منابع السودان مع السلاح القادم من سيناء. وأكد مصدر أمني أن هذه المنطقة لاتمثل خطرا علي المواطنين لانها تبعد عن العمران5 كيلو مترات تقريبا ولكنها منفذ لتجارة السلاح الخفيف والثقيل ولايتم خلاله بيع الاسلحة بالقطعة بل صفقات ذات ثقل. وكانت آخر الحملات الأمنية بتلك المنطقة عام2007 بعدما اقتحمت أجهزة الامن العام والادارة العامة لمكافحة المخدرات المنطقة وحالت دون تسليم شحنة من الاسلحة والمخدرات. وكشف المصدر عن الأمني أن تلك المنطقة لايستطيع الامن في الوقت الحالي أستهدافها لانها منطقة مكشوفة وتحتاج عشرات التشكيلات للسيطرة عليها وهي منطقة يتردد عليها عتاة الاجرام منذ زمن ولكنها اصبحت مسارا للصفقات بصفة اسبوعية ومؤمنة من قبل تجار المخدرات يدخل من خلالها آلاف الاسلحة من وإلي الصعيد والسودان وسيناء. وذات الطريق يؤدي إلي البحر الاحمر ورأس غارب.