إصلاح التعليم الأزهري وتطويره واللجان التي شكلت لهذا الغرض برئاسة شيخ الأزهر ودوافع تشكيلها وآليات عملها وإمكانية تطبيق توصياتها... والزام الطلاب في المرحلة الابتدائية بحفظ القرآن الكريم كاملا. ومعاناة طلاب الأزهر في دراسة العلوم الشرعية, وبجانبها المواد الثقافية وتخفيضها, ومدي تأثيرها علي المستوي العلمي للطلاب عند التحاقهم بالكليات العلمية... وضعف الاعتمادات المالية المخصصة للأزهر ومدي كفايتها للاحتياجات التي يتطلبها قطاع المعاهد لمواجهة العجز في المدرسين والمنشآت والأثاث والأنشطة الطلابية.. هذه النقاط, وغيرها كانت محتوي حوار الأهرام مع فضيلة الشيخ جعفر عبد الله رئيس قطاع المعاهد الأزهرية. ما الذي حققته لجنة إصلاح التعليم الأزهري التي شكلها شيخ الأزهر؟ هناك ثلاث لجان إحداها للتعليم الابتدائي والاعدادي, وأخري للتعليم الثانوي والثالثة للجامعة, بالإضافة إلي لجنة عامة لإعداد المقترحات والتوصيات, وتعمل هذه اللجان جميعها تحت رئاسة الامام الأكبر شيخ الأزهر, ويشارك فيها أساتذة متخصصون في مناهج التدريس من قطاع المعاهد الأزهرية ووزارة التربية والتعليم وجامعة الأزهر في الشريعة وأصول الدين واللغة العربية, وهذه المجموعات تعمل بنظام الفريق الواحد... وقد أنتهت في المرحلة الأولي إلي أن يحفظ الطالب في المرحلة الابتدائية القرآن الكريم والمكون من ثلاثين جزءا بواقع5 أجزاء كل عام. وذلك لإعادة الأزهر إلي سابق عهده حيث كان الطالب لا يقبل التحاقه دون أن يكون حافظا للقرآن الكريم كله.. وأن تخفف المناهج الأخري بواسطة لجان من الأزهر الشريف ووزارة التربية والتعليم باعتبار هذه المناهج هي التي يدرسها طلاب المرحلة الابتدائية في الأزهر إلي جانب حفظ81 جزءا فقط حاليا. وماذا عن كيفية حفظ القرآن في المرحلة الابتدائية؟ سيتم تعيين مدرس لكل فصل لتحفيظ القرآن الكريم ومساعد للحفظ ممن يجيدون ويتقنون حفظ القرآن وتجويده للاطمئنان والتأكيد من التحفيظ ومراجعة الحفظ لطلاب الفصل الذين يزيد عددهم علي ثلاثين طالبا أو طالبة بما يضمن حفظ كل طالب للقرآن داخل الفصل, كما كان متبعا في نظام العريف في الكتاتيب سابقا دون الاعتماد علي أحد من أفراد الاسرة في المنزل. ولماذا لم يتقرر حفظ القرآن في رياض الأطفال وقبل الالتحاق بالمعاهد الابتدائية؟. هذه هي البداية ليعلم الجميع أن الأزهر بدأ يتحرك لأن حفظ القرآن من الصغر, وفي هذه المرحلة السنية يجعل الطالب يتقن القراءة, ويعرف مهارة الكتابة مع حفظ القرآن.. كما أن فصول رياض الأطفال لا تنتشر في جميع المعاهد علي مستوي الجمهورية... ويقتصر وجودها علي01% داخل المعاهد الرسمية. ما هو الدافع وراء تشكيل لجان لإصلاح التعليم في الأزهر؟. لقد تبين أن هناك كثيرا من الطلاب في الأعوام السابقة تحولوا إلي مدارس بوزارة التربية والتعليم, وقد برروا ذلك بصعوبة المناهج الأزهرية أو الازدواجية في تدريس المواد أو ارتفاع مجاميع الدرجات للقبول في جامعة الأزهر, خاصة كليات القمة.. وللحفاظ علي خصوصية الأزهر رأي الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ضرورة مواجهة انصراف الطلاب عن الدراسة في الأزهر والتحويل للمدارس العامة.. وعدم دفن الرؤوس في الرمال.. ومعالجة هذه الظاهرة مع الحفاظ علي السمة المميزة للأزهر, وهي حفظ القرآن الكريم للطالب حتي يحقق الاستفادة المثلي من دراسته في الأزهر لأن الاحتمال في حفظ القرآن, وأختيار المحفظ والرقابة علي المدرس خلال السنوات الماضية كشف عن وجود معلم ضعيف, ومحفظ ركيك. وماذا عن المناهج ومراحل التعليم في الأزهر؟. لن يتم اغفال مناهج التربية الاسلامية واللغة العربية, وستوضع ضمن خطط الإصلاح للتعليم الأزهري لتدريس هذه العلوم لطلاب المرحلة الإعدادية, كما سيتم المحافظة علي كتب التراث والسلم التعليمي في المعاهد الأزهرية ليستمر ست سنوات للابتدائي, وثلاث سنوات للاعدادي وثلاث سنوات للمرحلة الثانوية, وكذلك الحفاظ علي المناهج الأزهرية القديمة التي تصقل الطالب, وتجعل منه داعية إسلامي يحمل الوسطية والمنهج المعتدل في الإسلام التي يحافظ عليها الأزهر ويقصده من أجلها طلاب العلم من كل مكان في أنحاء العالم ليكونوا سفراء للأزهر في بلادهم وينشرون مباديء الوسطية الاسلامية والاعتدال التي تعلموها داخل الأزهر. هل هناك تخفيض لمناهج العلوم الشرعية أو الثقافية؟ تم وضع خطة في مشروع إصلاح التعليم بالأزهر لتغيير مفهوم الطالب, وتطبيق نظام دراسي جديد, ففي المرحلة الثانوية ستنشأ شعبة تسمي الشعبة الخاصة التي تماثل الشعبة الاسلامية, وهي( عودة للأزهر القديم) وسيدرس الطالب فيها العلوم الشرعية والعربية حسب النظام القديم, وتخفف مناهج وكتب وزارة التربية والتعليم بنسبة( خمسين في المائة) وسيقبل الطلاب من خريجي هذه الشعبة في كليات أصول الدين والشريعة والقانون واللغة العربية والدراسات الإسلامية والعربية وعلوم القرآن الكريم... ولن يتم الاكتفاء بتدريس الانجليزية كلغة أولي والفرنسية كلغة ثانية, بل ستضاف للدراسة ثلاث لغات أخري, وهي البرتغالية والصينية واليابانية, وذلك بهدف إعداد وتخريج داعية إسلامي يتسلح بالعلوم الشرعية وحاذق للعلوم العربية, ويتقن اللغات الأجنبية لأن المراكز الإسلامية في الدول الأجنبية تحتاج إلي الداعية الذي يستطيع أن يقنع الشعوب في تلك الدول بما يقول إذا أجاد لغتهم وتفهم حديثهم. وسيكون في مقابل ذلك الشعبتان الأدبية والعلمية وسيدرس فيها الطلاب مناهج المواد الثقافية كاملة, كما هي إلي جانب العلوم الشرعية والعربية بعد تخفيض المناهج فيها, وبذلك يتسني لطالب الأزهر الالتحاق بالكليات العسكرية والشرطة, وكليات الجامعات الأخري, لأن شهادته الثانوية في الشعبتين ستتعادل مع الثانوية العامة. متي يبدأ تطبيق النظام الجديد لخطة الإصلاح؟. اللجان ستواصل العمل لاستكمال مشروع إصلاح التعليم وتطوير مناهج باقي المواد الدراسية في مختلف المراحل, وبعد الانتهاء من اختيار الموضوعات, وتحديدها ودمج بعض المواد مع البعض الآخر كالتفسير والحديث واعتبارهما مادة واحدة دون الاخلال بالجوانب العلمية أو تقليصها.. سيدأ التطبيق العملي مع بداية العام الدراسي المقبل4102/3102 أو العام الذي يليه بعد التجهيز الكامل للمشروع وطبقا لما يحقق مصلحة الطلاب أولا وأخيرا. الاعتمادات المالية المخصصة في ميزانية الدولة.. هل تكفي لسد احتياجات القطاع وتوفر متطلباته؟. يأسف رئيس قطاع المعاهد الأزهرية... لأن هذا القطاع الذي يضم تسعة آلاف ومائة وستة وخمسين معهدا, وتشمل المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية ومعاهد القراءات, وتنتشر في تسع وعشرين منطق أزهرية بجميع محافظات الجمهورية وبها مليونان وخمسة وثلاثون ألفا ومائة واثنان وثمانون طالبا وطالبة لا تتعدي الاعتمادات المخصصة لهم في الخطة الاستثمارية لموازنة الدولة في العام سبعين مليون جنيه لجميع أوجه الانفاق والاحتياجات التي تتطلبها هذه المعاهد من إقامة منشآت جديدة وترميم وبناء معاهد البعوث والتطور التكنولوجي والجودة والأثاث والأنشطة وغيرها ومن بين هذا الاعتماد عشرون مليونا فقط لاقامة معاهد جديدة تستوعب الراغبين في الالتحاق بالأزهر وهو مبلغ يكفي بالكاد لبناء معهدين أو ثلاثة علي اكثر تقدير.. وهنا يدور التساؤل هل هذه المبالغ تحقق الهدف في إقامة صروح تعليمية أزهرية؟ المعاهد التي تقام بالجهود الذاتية ويتم ضمها للأزهر أليست كفيلة بسد الاحتياجات من المباني ؟ هذه المعاهد التي يتم ضمها والعاملون بها من مدرسين واداريين تعد مرضا دخل أبنية الأزهر, لأن المعلمين فيها انصرفوا عن العلم عدة سنوات وهم غير مؤهلين للتدريس وعندما يرفض الأزهر قبولهم للعمل يقيمون دعاوي قضائية وتصدر لهم أحكام بالتعيين.. وللقضاء علي هذه الظاهرة فقد أصدر الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قرارا بوقف تعيين المعلمين بطريقة الضم للمعاهد.. وأن يقتصر قبول التبرع بالمنشآت فقط.. كما الذين عينوا بموجب الأحكام القضائية في مختلف التخصصات الدراسية لرفع مستواهم العلمي وقد عهد بهذه المهمة إلي أساتذة متخصصين من جامعة الأزهر وقطاع المعاهد لتتحقق الاستفادة منهم للطلاب في المعاهد الأزهرية. الأوقاف المخصصة للتعليم الأزهري لماذا لا يحصل القطاع علي جزء من عائدها؟ نتطلع ونأمل أن يستفيد الأزهر بما فيه قطاع المعاهد من ريع هذه الاوقاف لبناء المعاهد الأزهرية بالتصميمات التي تشبع رغبة أولياء أمور الطلاب في الحاق ابنائهم بها وحفظهم للقرآن الكريم وذلك لحين إمكانية التوصل مع هيئة الأوقاف لكيفية استرداد هذه الأوقاف وطريقة استثمار عائدها في خدمة العلم والتعليم الأزهري. ماهي الاستفادة التي ستعود علي قطاع المعاهد من قانون تطوير الازهر الجديد القانون يتعلق بتطبيق الكادر وسيحقق ميزة مالية للمعلمين في المعاهد الأزهرية ورغبتهم في الترقيات إسوة بزملائهم في التربية والتعليم. ما السبب الذي دفعكم فجأة للقيام بجولات ميدانية علي المعاهد.. وهل حققت نجاحا؟ لقد اكتشفت أن ضعف المستوي التعليمي في الأزهر يرجع الي عدم المتابعة من جانب رؤساء المناطق والادارات وتفاتيش العلوم وتقاعس الموجهين عن أداء عملهم في متابعة المعلمين داخل الفصول الدراسية مما أدي إلي الإهمال في تحضير وأداء الدروس وشرحها للطلاب وبالتالي اهمال مشايخ المعاهد وعدم اطلاعهم علي دفاتر تحضير المدرسين, حيث لم يجدوا مسئولا واحدا من المنطقة يتابعهم ويتفقد أحوال معهدهم.. وأكتفي رؤساء المناطق بالعمل علي ضوء التقارير التي تأتي اليهم ومؤداها.. كله تمام ياأفندم ونتج عن ذلك الفوضي العارمة داخل معاهد الأزهر وضعف المستوي التعليمي للطلاب.. الأمر الذي دفعني للعمل علي ضرورة تفعيل دور القيادات في المتابعة ومحاسبة المقصرين ابتداء من وكيل الوزارة رئيس المنطقة إلي أصغر عامل فيها.. لماذا لا يتم إنشاء هيئة لأبنية الأزهر التعليمية ؟ يجري البحث حاليا حول إمكانية إقامة هيئة للأبنية التعليمية للأزهر وقد طلب الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من وزير التربية والتعليم التعاون مع الأزهر في الإعداد والتخطيط لتنفيذ مشروع هذه الهيئة الجديدة.