تحولت شبه الجزيرة الكورية إلي ميدان معركة كلامية طاحنة أمس, في ظل تصاعد لهجة التهديد والوعيد الكورية الشمالية. فلم تتورع بيونج يانج عن التهديد بشن ضربة نووية وقائية وتحويل سول وواشنطن إلي بحر من نار. وذلك في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لفرض المزيد من العقوبات علي الشطر الشمالي. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية- كما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية- طالما أن الولاياتالمتحدة تسعي إلي شن حرب نووية, فإن قواتنا المسلحة الثورية تحتفظ لنفسها بحق شن ضربة نووية وقائية. وشدد الشطر الشمالي علي الحق في التدرب علي شن هجوم نووي احترازي ضد من يهاجمها, في تصعيد للهجة بيونج يانج ضد دول تعتبرها من وجهة نظرها عدائية, في الوقت الذي تستعد فيه الاممالمتحدة لفرض عقوبات مشددة علي الدولة الشيوعية المنعزلة. وتأتي هذه التهديدات الشمالية كرد علي التدريبات العسكرية الأمريكية- الجنوبية, والتي يعتبرها الشمال منصة لإطلاق هجوم نووي أو بالأسلحة التقليدية ضدها. وهددت بالقيام بمزيد من التجارب علي الأسلحة النووية ردا علي العقوبات التي تدعو لها الولاياتالمتحدة. وتزامنت هذه التطورات مع تحذير وزارة الدفاع الكورية الجنوبية من أن كوريا الشمالية تجري سلسلة من التدريبات العسكرية وتتأهب لمناورات في أنحاء البلاد علي نطاق غير معتاد في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات قبل فرض المزيد من العقوبات علي بيونج يانج. وأكد كيم مين سيوك المتحدث باسم الوزارة أن بلاده والولاياتالمتحدة- اللتين تجريان تدريبات عسكرية مشتركة حتي نهاية أبريل المقبل- تراقبان عن كثب أنشطة كوريا الشمالية تحسبا لأي مؤشرات علي أنها ستتجاوز التدريبات لتشن هجوما فعليا. وأكد مين أنه ليس من المعتاد أن تجري كوريا الشمالية تدريبات عسكرية علي مستوي البلاد.. يجري الشمال حاليا تدريبات متنوعة في البر والبحر والجو وتابع نحن نراقب أنشطة الشمال ونزيد من الاستعدادات علي افتراض أن تلك التدريبات يمكن ان تؤدي إلي أي تحرك استفزازي في أي وقت. ورفض كيم أن يؤكد تقارير إخبارية بأن بيونج يانج فرضت منطقة حظر طيران قبالة سواحلها في خطوة محتملة لإطلاق صواريخ. لكنه قال إن أي حظر للطيران قاصر علي المنطقة الواقعة قرب الساحل لن يكون الهدف منه استخدام أسلحة طويلة المدي. وكان مصدر جنوبي عسكري مسئول قد أكد في وقت سابق أن كوريا الشمالية حددت مناطق لحظر الطيران والإبحار قبالة شواطئها الشرقية والغربية في تحرك محتمل لإطلاق صواريخ قصيرة المدي في نهاية هذا الشهر. ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن المصدر نفسه قوله إن بيونج يانج قد حظرت الطيران والصيد بالقرب من سواحلها لمدة أسبوعين وهي الفترة التي تجري فيها كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة مناورات حربية كجزء من تدريباتهما السنوية, وقد أثارت هذه الخطوة التكهنات حول نيتها. ومن المعتقد بأن بيونج يانج تمتلك أكثر من ألف صاروخ, معظمها قادرة علي ضرب كوريا الجنوبية وبعضها قادر علي ضرب قواعد عسكرية محددة يابانية وأمريكية. وعلي الصعيد الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية, أصدرت شرطة كوريا الجنوبية أوامرا لتعزيز حالة التأهب عقب إعلان الشمال عن خطته لإلغاء اتفاقية الهدنة قبل يومين. وأصدرت هيئة الشرطة العامة أوامر لدوائرها بتعزيز حالة التأهب خلال الفترة من11-21 من الشهر الحالي والتي تجري فيه المناورات العسكرية السنوية المشتركة بين القوات الكورية الجنوبية والأمريكية المعروفة بإسم كي ريزولف.كما عززت الشرطة مستوي الدوريات علي السواحل والمنشآت الرئيسية في المدن مع مراقبة تحرك الشمال بالتعاون مع الجيش والجهات المخابرات.