تأملت جيدا قوله تعالي في وصف سيد الخلق محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه في قوله وإنك لعلي خلق عظيم ثم تأملت هذا اللوم من رب العزة حين عبس وتولي صلي الله عليه وسلم في قوله: عبس وتولي أن جاءه الأعمي وتعجبت جدا من هذا اللوم لذي الخلق العظيم حين عبس لرجل لا يراه أو لو كان ابن ام مكتوم يري هذا العبوس من الرسول لقلنا إنه تصرف آذي مشاعره ولكن اللوم وقع دون أن يراه صاحب الشأن.. توقفت عند هاتين الآيتين.. الخلق العظيم والعبوس والتولي وقلت لنفسي: ألا يمكن أن يكون الله قد حرم العبوس حتي وإن لم يره أحد, ويؤكد ذلك قول الرسول صلي الله عليه وسلم ابتسامتك في وجه أخيك صدقه. أسوق هذه المقدمة لما أراه من عبوس شديد من كل المسئولين بمصر في هذه الفترة الحرجة من عمر البلاد التي نحتاج فيها إلي كل ابتسامة تهون علينا ما نحن فيه؟ فجميع المسئولين بلا استثناء يرتسم علي وجوههم هذا العبوس الشديد الذي يحرك أضعاف أضعاف العضلات بالوجه إذا ما قورن بالابتسام. هل هذا الوجه مقصود به أن يخيف كل مسئول هذا الشعب المطحون أم يرعب الثوار أم هو انذار للبلطجية؟.. لقد اختلط الحابل بالنابل وأصبح المسئولون جميعا في حيرة من أمر هذا الشعب ومن مقدرات هذا الوطن.. ارجو أن يصدر المسئول الكبير عن هذا الوطن أمرا واضحا باعفاء من يشعر بهذه المرارة لشعبه من منصبه ولتكون عبس وتولي شعارا لنا بعد ذلك, اتقوا الله فينا فنحن لا نستحق منكم هذا الوجه المؤلم. د. حسام أحمد موافي أستاذ طب الحالات الحرجة قصر العيني