كاتب وروائي له العديد من الكتب والروايات الصادرة عن دور النشر المغربية والعربية. مناضل من أجل حقوق الانسان بالمغرب, مهموم بقضايا الثقافة والمثقفين المغاربة والعرب. انتقل من موقعه هذا إلي منصب وزير الثقافة المغربي, انه سالم بن حميش.. التقينا به لنحاوره عن معرض الدارالبيضاء للكتاب وعن التنمية الثقافية بالمغرب والعلاقات الثقافية المغربية العربية والمغربية المصرية. بدأ الوزير حواره معنا بشكر الأهرام علي الاستضافة الكريمة من الجريدة العتيدة التي يفخر بها وبتاريخها الصحافي الكبير. وعن المعرض قال: إن عدد العارضين يناهز700 عارض يمثلون38 دولة عربية وأجنبية, وتم زيادة المساحة المخصصة للعرض بنسبة25% وارتفع عدد الزوار بنسبة30% عن العام الماضي. وتميز المعرض ببرنامج ثقافي ضخم استضاف مجموعة من كبار الكتاب والمثقفين من جميع الدول العربية. وقد تفضل جلالة الملك بتكريم بعض الضيوف العرب بمنحهم وسام القائد وكان علي رأسهم الدكتور جابر عصفور والدكتور صلاح فضل, وكان صديقنا العزيز سعيد الكفراوي مرشحا وتعذر حضوره لأسباب صحية, وطبعا مصر في قلبنا وجوارحنا وهذا التوشيح كان مستحقا. وعن الرقابة بمعرض الكتاب قال الوزير: لا توجد رقابة في معرض الدارالبيضاء للكتاب بل يوجد مراقبة لاحترام التقاليد والمخاصصة, والالتزام بكميات الكتب المخصصة طبقا لقانون المعرض لكي لا يحدث اغراق, ولاحترام قوانين الملكية الفكرية ومراقبتها. وبشكل عام فإن المعرض لا يوجد به رقابة ومنع كتب نهائيا. وعن دور الوزارة في دعم الثقافة المغربية داخل المغرب وتأثيره علي العلاقات الثقافية مع دول المغرب العربي بشكل خاص والدول العربية بشكل عام.. قال الوزير بالنسبة للمغرب فقد بدأنا في انشاء الموقع الالكتروني للوزارة وإصدار المجلة الالكترونية لكي نساير العصر. ومن جهة أخري بدأنا فيما أسميه رفع العزلة الثقافية عن المدن التي وصلها الماء والكهرباء ولم يصلها الثقافة فتم بناء دور ثقافية متعددة الاغراض في تلك المدن لكي تتواصل مع متطلبات العصر ويصلها أحدث الاصدارات والفعليات الثقافية. أما عن العلاقات الثقافية فالحقيقة انني عندي اختيار لا أعتقد أنني مخطيء فيه وهو أن الثقافة هي قدرنا, فكل النزعات والخلافات والحروب تلتفي في آخر المطاف حول طاولة المفاوضات, ولكي نحسم نزاعتنا حول طاولة المفاوضات لابد من مد الجسور الثقافية وتقويتها. فحضور الاخوة الجزائريين مهم وكذلك حضور الإخوة التونسيين, وبالطبع الحضور المصري لأننا نعتبر مصر جزءا من شمال إفريقيا فهي مغاربية لأن الجغرافيا عنيدة فإذا نظرنا إلي الخريطة سنجدها جزءا من شمال افريقيا. فنحن نعتبر اللغة اللاحمة لغة الضاد والثقافة المشتركة والتاريخ والحضارة تسير في اتجاه خلق اتحاد كبير اقتصادي واجتماعي وثقافي. وهذا الاتحاد لا ينفي التنوع. اذ ان التنوع يعتبر إضافة, ولكن لابد أن يكون مقرونا بالتواصل, وهذا المعرض والتظاهرة الثقافية المصاحبة له لا أقول يمهد ولكنه يقوي المسار ويقنع الناس بالفعل وليس بالكلمة ان هذا هو أفقنا ومصيرنا وإلا سندفع الثمن غاليا وسنكون عبابيد( جمع عبيد) للآخرين أي للأقوي. وهذا نرفضه ونتحداه. ولذلك فإن تقوية اللحم والنسيج الثقافي صار مستعجلا ليمهد لفترة تآخ وتلاحم في مجال السياسة والاختيارات السياسية والاقتصادية العامة علي صعيد المغرب العربي وكذلك ليكون له امتداد بالنسبة للبلدان العربية كلها. ونحن نفكر في هذا الاطار في عقد لقاءات مع وزراء الثقافة المغاربية بشكل خاص والعربية بشكل عام من أجل ارساء الجسور ووضع قواعد واسس للتواصل الثقافي بين بلداننا. وفي هذا الاطار قد التقيت في باكو عاصمة اذربيجان بوزيرة الثقافة الجزائرية وتأخينا وتناقشنا في أمور كثيرة وكنا علي نفس الموجة. وسنقوم بالتعاون مع إليسكو واليونسكو بعقد مؤتمرات ولقاءات لوزراء الثقافة العرب لتقوية الأواصر الثقافية بين بلداننا. وعن انتقال الكاتب والمثقف من صفوف المثقفين إلي الموقع التنفيذي أنا أؤمن بالثقافة وبرسالتها النبيلة. والآن لدي فرصة بل هي فرصة ذهبية لكي أضع يدي في العجين وأحاول أن أحقق بنسبة كبيرة احلامي وترجمة الاقوال إلي أفعال, ومؤسسة الثقافة والفعل الثقافي ودعم كل من يريد الخير للثقافة داخل هذا الوطن وخارجه بشرط واحد هو أن تجمعنا ما أسميه بالأساسيات المكونة لهويتنا وثقافتنا وحضارتنا. وأنا أعتبر نفسي الآن أجتاز امتحانا وهو امتحان عسير وليس بالسهل وهو أن أصل القول بالفعل وان انجز وافعل أكثر مما اتكلم. وعن التعاون الثقافي المصري المغربي أكد الوزير انه تحاور مع الدكتور جابر عصفور مستغلا وجوده بالمعرض عن مشاريع ثقافية مشتركة بين مصر والمغرب تمثل قاطرة تعطي المثال للآخرين للانضمام إليها. قاطرة لمحاولة تذويب أزمة الكتاب والقراءة والتفكير في مشاريع مشتركة قابلة للتنفيذ علي المدي المتوسط والبعيد. وقريبا سوف اسافر إلي القاهرة لكي نعمق هذا النقاش ونحدد ماذا يمكن بالفعل ان نقوم به مثل النشر المشترك وتبادل الوفود الشبابية الثقافية لتعميق العلاقات الثقافية بين البلدين. وسوف تتبلور الرؤية اكثر بفضل لقاءاتنا التي آمل ان تكون منتظمة. وأنا أري أن التعاون الثقافي المغربي المصري سيكون نموذجا يقتدي به. ومن يريد أن ينضم إليه من البلدان العربية سواء من المغرب أو المشرق العربي فأهلا ومرحبا به.