إن إنسان سيناء قد ولد من جديد يوم السادس من أكتوبر 1973, وإننا إذا ما بدأنا بالرجوع إلي تاريخ وإنسان سيناء أو سيناء الإنسان فأول ما يتبادرإلي الذهن وما هو مدون في سجلات وشواهد التاريخ هو. سيناء الإنسان وسيناء الأرض المقدسة, فهي احدي البقاع التي باركتها السماء.. حيث شرفت جبالها..ووديانها..ورمالها بدبيب اقدام الأنبياء.. وقدر لسيناء ان تشهد مطلع الرسالات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية, وان تشرف سيناء بسير سيدنا إبراهيم ابو الأنبياء عليها لقداسة أراضيها, وطهارة رمالها, وعندما وصل النبي موسي إلي طور سيناء.. قال الرب إن الأرض التي انت واقف عليها هي أرض مقدسة.. وهذه هي بداية قداسة سيناء الإنسان, ثم المسيح. حيث عبرت السيدة العذراء بالمسيح طفلا..أرض سيناء في طريقها إلي مصر..ثم أيضا عندما امرهما الله بالعودة ثانية إلي أرض فلسطين بعد هلاك هيرودس كانت العودة أيضا عن طريق سيناء فكان العبور.. وكانت العودة.. بداية لما دار بعد ذلك في سيناء. لذا كانت سيناء هي أرض القداسة, إن أنشودة سيناء.. منذ العهود الغابرة كانت أنشودة الحب والطريق إليها كان لابد له من العبور الشاق والمعاناة الأليمة للوصول إلي الحب الخالص, فالحب هو شعار الملائكة وشعار الكمال علي الأرض وكان الرهبان والنساك الأوائل.. الذين بدأوا في النزوح إلي أراضي سيناء, ينشدون القرب من الله وينشدون الحب. وكانت الصلة مباشرة بين الله,, والرعية في صحراوات يتناثر هواؤها بهمسات السماء. فكانت الدعوات تصل مباشرة إلي الله.. وكان جبل سيناء هو من تأتي من عنده. نداءات الرب. لقد اعطي الرب لنا ميثاقا في حوريب فلم يعط الرب هذا الميثاق لآبائنا, بل اعطاه لنا نحن. نحن الذين مازلنا هنا احياء إلي هذا اليوم.. فإن أرض المعارك وأرض القداسة كانت مكانا مشهودا علي مدي الأزمات, والعصور.. علي قدرة الخالق لحماية شعبه وتنفيذ عهده.. وتنمية سيناء اليوم وتعميرها هي التي تربط الإنسان المصري بالأرض كما ربطته منذ الازل.. ومنذ أن كان إنسان سيناء الأول هو الإنسان المقدس إلي ان اصبح إنسان سيناء الجديد. هو الإنسان المصري بطل6 أكتوبر. ومصر غنية بكنوزها غنية بعاطفة الانتماء الإنساني التي تألفت في حرب أكتوبر المجيدة غنية بتصرفات ابطالها وأبنائها تقبيلا منهم لتراب سيناء وتقديسا لأرضها.. وبذل الدم الغالي رخيصا لتحريرها.. سيناء الحبيبية التي فجرت ينابيع البترول.. وينابيع الشجاعة وينابيع العزة والكرامة.