شهدت مدينة بلطيم بكفر الشيخ أمس الأول في رابع أيام عيد الأضحي أحداثا مؤسفة واشتباكات دامية بين أهالي منطقتي سوق الثلاثاء ومدينة بلطيم واستمرت حتي فجر امس علي خلفية مشاجرة بين سائق توك توك وأحد الشباب تحولت الي ما يشبه حربا أهلية بين أهالي المنطقتين . بعد قيام أهالي منطقة سوق الثلاثاء باطلاق الأعيرة النارية صوب المواطنين من أبناء مدينة بلطيم بعد اقتحام المدينة بسيارات النقل المحملة بالرجال المدججين بالأسلحة النارية والذين قاموا بقطع رافد الطريق الساحلي الدولي مما أدي الي توقف حركة المرور علي الطريق واسفرت الاشتباكات الدامية عن مقتل3 أشخاص واصابة نحو160 آخرين من الأهالي, ورفعت مستشفيات كفر الشيخ حالة الاستعداد القصوي لاستقبال المصابين وتم نقل بعض الحالات الخطيرة الي مستشفي المنصورة الجامعي وطنطا الجامعي وأكد الدكتور لطفي عبد السميع مدير مستشفي كفر الشيخ العام أن المستشفي قد تلقي أكثر من20 حالة معظمها مصاب بطلقات نارية وتم تحويل حالتين لمستشفي طنطا الجامعي نظرا لخطورة حالتهما وقد تم اجراء عدد كبير من العمليات الجراحية للمصابين. وتعود الأحداث الدامية الي وقوع مشادة كلامية بين أحد سائقيالتوك توك من أهالي مدينة بلطيم وأحد الشباب من قرية سوق الثلاثاء لدخول سائقالتوك توك حفل زفاف مما أدي الي حدوث تلفيات بإحدي السيارات في حفل الزفاف فنشبت مشاجرة حامية بينهما تدخل علي أثرها عدد كبير من أقارب الطرفين واستخدموا خلال المشاجرة الأسلحة البيضاء والشوم والعصي الغليظة مما أدي الي احداث تلفيات في مركبات توك توك وكسر وتهشيم الزجاج الأمامي لاحدي سيارات الميكروباص الأجرة وتحطيم جهازي كمبيوتر وتليفزيون داخل مطبعة بمدينة بلطيم واصابة نحو10 أشخاص من طرفي المشاجرة واشتعلت الأزمة بين اهالي منطقة سوق الثلاثاء وأهالي مدينة بلطيم وبدأت الصراعات والمشاكل تندفع بين الطرفين ولم تفلح محاولات الصلح بين الطرفين, حيث يتربص كل فريق بالآخر ووصلت الأحداث الي ذروتها بعد قيام أهالي منطقة سوق الثلاثاء بحفر خنادق حول القرية وتنظيم لجان شعبية بالأسلحة النارية والآلية لحماية قريتهم ومنع دخول أحد حيث يقومون بإطلاق الأعيرة النارية العشوائية علي الأشخاص التي لم يعرفوها خوفا من أن يكونوا من المتربصين بهم. كما قام أهالي مدينة بلطيم بتكسير العيادات والمحلات الخاصة بأهالي منطقة الثلاثاء الموجودة بمدينة بلطيم نظرا لهذه الاعتداءات عليهم من أهالي سوق الثلاثاء. من جانبه قطع المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ اجازته وعاد الي المحافظة للوقوف علي آخر التطورات في تلك الأحداث الدامية والموسفة التي تشهدها مدينة بلطيم وقام بمخاطبة قائد المنطقة الشمالية العسكرية لتعزيز القوات داخل مدينة بلطيم, كما كثف اللواء صلاح عكاشة مدير أمن كفر الشيخ التعزيزات الأمنية من سيارات الأمن المركزي وسيارات المدرعات وسيارات الاطفاء التابعة لوحدات شرطة النجدة, كما تمت الاستعانة بسيارات الأمن المركزي من المحافظات المجاورة في محاولة للسيطرة علي تلك الأوضاع والأحداث التي تشهدها المحافظة. وقرر محافظ كفر الشيخ منح العاملين بالوحدة المحلية لمدينة ومركز بلطيم أجازة أمس بسبب الأحداث المؤسفة كما تقرر منح اجازات للمدرسين بمدينة بلطيم فامتنع العديد من الأهالي عن ارسال أطفالهم الي المدارس خوفا عليهم في ظل الاشتباكات والأحداث الدامية. ويواصل العديد من العقلاء والشخصيات العامة بمحافظة كفر الشيخ جهودهم لعقد جلسة مصالحة بين الطرفين, في مقدمة هؤلاء حمدين صباحي المرشح المحتم لرئاسة الجمهورية وابن مدينة بلطيم والعقيد فؤاد محمد عبد الدايم واللواء ابراهيم قطاطعو رئيس المحكمة العسكرية العليا سابقا والمهندس محمد عامر أحد القيادات البارزة لجماعة الاخوان المسلمين بالمحافظة وهم من أبناء المنطقة في محاولة لنزع فتيل الأزمة التي تنذر بكارثة دموية اذا لم يتدخل العقلاء في وضع حلول جذرية لها وانهائها تماما. التبرع لشراء السلاح انتشرت عمليات البلطجة والنهب داخل مدينة بلطيم بعد احراق وإتلاف عدد كبير من المحال التجارية ونهب البضائع منها وبيعها خارج المدينة, الأمر الذي جعل بعض الأهالي يستقلون سيارات نصف نقل تحمل مكبرات صوت والسير بها في الشوارع لحث المواطنين علي التبرع لشراء أسلحة والدفاع عن المدينة بعد أن تمكن أبناء قرية سوق الثلاثاء من الحصول علي كميات كبيرة من السلاح من خارج المحافظة وقيامهم بحفر الخنادق في مدخل القرية وتناوب الحراسة بها لصد أي هجوم من أبناء بلطيم علي قريتهم. من جانبه قام المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ بإجراء العديد من الاتصالات بعدد من أبناء مدينة بلطيم وكذلك أبناء قرية سوق الثلاثاء لتقريب وجهات النظر وإقناع الطرفين بعقد جلسة صلح عاجلة لحقن الدماء بين الطرفين ومن المرجح عقد جلسة صلح في حالة موافقة الطرفين.