ترشيح واختيار من يتولي منصب شيخ الأزهر كان حقا خالصا لهيئة كبار العلماء( مجمع البحوث الإسلامية حاليا), وذلك قبل صدور قانون تطوير الأزهر رقم103 لسنة1961, إذ بموجب انتفت عن أعضاء المجمع أي علاقة بالترشيح أو الاختيار أو حتي التزكية, وأصبح اختيار شيخ الأزهر حقا رئاسيا خالصا لرئيس الجمهورية, الذي ينص الدستور علي حقه في اختيار شيخ للأزهر, وعدم أحقيته في عزله أو إقالته. وتقرر المادة(26) من قانون الأزهر أن شيخ الأزهر هو رئيس المجمع, وهو الذي يدعو إلي اجتماعات المجلس والمؤتمر, ويقرر جدول المجلس والمؤتمر, ويقرر جدول أعمالهما ويدير مناقشاتها, وفي حالة غيابه أو خلو منصبه يتولي الرئاسة وكيل الأزهر, وفي حالة غياب وكيل الأزهر أو خلو منصبه أيضا يرأس الاجتماع أمين عام المجلس, ثم أكبر الأعضاء سنا. اللقاء مع البسطاء يتصور الكثيرون أن مقابلة شيخ الأزهر, أمر يحتاج واسطة كبيرة, ولكن الواقع عكس ذلك تماما عبدالرحمن النحاس السكرتير الخاص لشيخ الأزهر يقول: كانت لدينا تعليمات مشددة من فضيلته بعدم حجب أي مشكلة أو طلب عنه, وكان يستجيب لمقابلة أشخاص عاديين يأتون إليه في مشكلة عائلية, أو طلب فتوي, أو يساعدهم في تأشيرة حج أو عمرة.. فكان يتوسط للبسطاء, لأخذ حقوقهم في هيئات ومصالح لا علاقة للأزهر بها, ومن جوانب انسانيته, في الأسبوع الماضي جاء ولي أمر تعرض ابنه للضرب المبرح في أحد المعاهد, فقابله وتأثر لحال ولده, لدرجة أنه أخرج من ماله الخاص مبلغ خمسة آلاف جنيه للتخفيف عن التلميذ الفقير, وأمر بإحالة المدرس المتسبب في الواقعة للتحقيق. ويضيف سكرتيره الخاص أنه كان وفقا لتعليمات شيخ الأزهر يستمر في عمله حتي العاشرة مساء أي بعد مواعيد العمل الرسمية, ليستقبل أي مشكلات أو طالبي مقابلة فضيلة الإمام ويقوم بعرضها عليه بعد أن يأتي لعمله في صباح اليوم التالي. تعازي من البيت الأبيض والفاتيكان ومؤسسات وهيئات عالمية توالت علي مصر ومشيخة الأزهر برقيات التعازي في وفاة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي, حيث نعي البيت الأبيض رحيل شيخ جليل هو شيخ الأزهر, وقال البيت الأبيض في بيان له صدر الليلة الماضية: إن الدكتور طنطاوي كان صوتا مدويا للإيمان والتسامح ويتمتع باحترام في مصر والعالم الإسلامي والعالم كله, ومن قبل أولئك الذين ينشدون بناء عالم يقوم علي الاحترام المتبادل. وذكر أن الشيخ طنطاوي شارك في استضافة خطاب الرئيس الامريكي باراك أوباما في القاهرة في يونيو العام الماضي, وأنه يتذكر كرم الضيافة الذي أبداه. من جانبها, أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن حزنها لرحيل الإمام الأكبر, مؤكدة أنها تشعر ببالغ الأسي والحزن لرحيله. وقالت إن شيخ الأزهر كان يحظي باحترام كبير, ويقود واحدة من أهم مؤسسات التعليم الإسلامية في العالم, ومثلما قال الرئيس باراك أوباما في القاهرة في صيف العام الماضي, فإن الأزهر يمثل منارة للعلوم الإسلامية لأكثر من ألف عام ولايزال يلعب دورا نشطا حتي اليوم. وأضافت أن الإمام طنطاوي كان صوتا مهما في الحوار بين الأديان والمجتمعات. وأعربت عن تعازيها لأسرة الإمام الأكبر وأصدقائه والعديد من طلابه وللعالم الإسلامي قاطبة. * كما بعثت وزارتا الخارجية الفرنسية واليابانية ببرقيات عزاء في فضيلة الامام الأكبر. * ورئيس الإمارات ونائبه وولي عهد أبوظبي يعزون الرئيس مبارك حيث بعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة برقية تعزية ومواساة إلي الرئيس حسني مبارك في وفاة المغفور له فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر. كما بعث الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة برقية تعزية ومواساة إلي الرئيس حسني مبارك. * وعاهل المغرب يعزي الرئيس مبارك وبعث الملك محمد السادس عاهل المغرب برقية تعزية إلي الرئيس حسني مبارك في وفاة فضيلة الامام الدكتورمحمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر. كما بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلي أسرة الفقيد, يعرب لها فيها باسمه وباسم الشعب المغربي عن أحر التعازي وأصدق المواساة في فقدان هذه الشخصية الإسلامية الفذة. * والفاتيكان يعلن فقدان صديق واعتبر الفاتيكان ان وفاة شيخ الازهر الشيخ محمد سيد طنطاوي بالنسبة لعاصمة الكاثوليك هي بمثابة فقدان صديق. وقال الكاردينال جان لوي توران رئيس المجلس الاسقفي للحوار بين الاديان: فقدنا صديقا لانه كان يبدي علي الدوام تفهما كبيرا تجاهنا, وكان يستقبلنا بكثير من الود. وكان شخصية مهمة جدا في الحياة العامة المصرية, وانه يتشارك في الحزن مع الاصدقاء المصريين. وأنه كان رجل سلام وحوار, وانا متأكد ان هذا الخط سيكون ايضا خط خليفته. * كما أعربت السفارة البريطانية بالقاهرة عن عميق حزنها لوفاة المغفور له فضيلة الأمام الأكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف المفاجئة. * كما أصدر مجلس كنائس الشرق الأوسط, بيانا جاء فيه: تلقي مجلس كنائس الشرق الأوسط بمزيد من الألم خبر رحيل العالم الجليل فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي والذي عرفناه رجل تسامح ومحبة ساعيا لكل مالخير مصر والأمة العربية. كما نعت الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية برئاسة الدكتور نبيل صموئيل, فضيلة الإمام الأكبر. كما نعي أعضاء منتدي حوار الثقافات بالهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر, ذاكرين دور فضيلته في دعم أنشطة المنتدي طوال أكثر من خمسة عشر عاما مضت. * والكنيسة المشيخية.. ونعي الدكتور القس فيكتور عمانوئيل مكاري منسق مكتب الشرق الأوسط بالكنيسة المشيخية بأمريكا وفاة فضيلة الإمام الأكبر مؤكدا تقدير الكنيسة لشخص فضيلة الإمام. سائقه الخاص: في رحلته للمطار.. ودع مصر من نافذة السيارةالمواقف الانسانية والسمات الشخصية, لا يعرفها عن شيخ الأزهر إلا من اقترب منه, وعايشه.. وليس أقرب من الحاج عادل الشربيني السائق الخاص للإمام الأكبر لمدة أربعة عشر عاما, فماذا قال لالأهرام: كان الشيخ رحمه الله مصرا في سفره الذي توفي فيه علي أن يذهب لمكتبه أولا فيباشر بعض أعماله, ثم يتوجه للمطار.. فلبيت رغبته ولاحظت أنه لأول مرة في الطريق يصر علي إزاحة الستائر الجانبية للسيارة, ويتأمل كل شيء نمر به من المباني والشوارع والمارة, ولما سألته: هل نعيد الستائر؟ رفض وقال: دعني أري الناس والحياة في مصر قبل أن أسافر. أما تعليماته لسائقه خلال القيادة فكانت دائما تحذيرا من كسر الإشارة, أو تخطي سيارة, أو التضييق علي سيارة مجاورة, وكان يدعوني للوقوف أو التهدئة لعبور المشاة, وكثيرا ما رفض أن ترافقه سيارة الحراسة المخصصة له, أو يصر علي أن تمشي بعيدا عن حتي لا يحظي بأي أولوية في المرور, أو مضايقة الآخرين. أما الطريف في مواقفه علي الطريق وحرصه علي أن يكون آمرا بالمعروف, وناهيا عن المنكر في كل ما تقع عليه عيناه لدرجة أنه أمر سائقه بإيقاف السيارة لتوبيخ حارس عمارة يستخدم خرطوم الماء في الشارع, وكثيرا ما كان يلتقط ملاحظات مثل كسر ماسورة مياه, أو أي مشكلات ويتصل برئيس الحي لإبلاغه بنفسه, وطلب إصلاح العطل وحل المشكلة. ويؤكد سائقه الخاص أن كل تحركات السيارة المخصصة لشيخ الأزهر كانت خاصة به وبعمله, ومجاملات العزاء التي كان يحرص عليها وكان يرفض بشدة أن يستخدمها استخداما شخصيا هو أو أحد من أهل بيته, وفي سفره إلي المحافظات كان يستقل أحيانا السيارة مع وزير الأوقاف لتوفير سيارة إضافية وسيارة الحراسة. ..وعزاء من الوزراء والمسئولين كما توالت برقيات العزاء من الوزراء والمؤسسات والهيئات المصرية وكبار المسئولين: * بعث الدكتور بطرس بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان باسمه برقية عزاء لمشيخة الأزهر واسم أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان والعاملين بالمجلس, العالم الجليل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف. * كما نعت الوزيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان للشعب المصري والأمة الإسلامية فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف العالم الجليل صاحب الفكر المستنير الذي ترك بصمة واضحة لا تمحي علي طريق التقدم الاجتماعي المستند إلي صحيح العقيدة السمحاء والذي تصدي بكل شجاعة للممارسات السلبية المنسوبة خطأ إلي الدين من ختان الإناث أو زواج الأطفال أو عنف أسري, وكان خير سند لجهود المجلس القومي للطفولة والأمومة في التصدي لتلك الممارسات. * كما نعت نقابة السادة الأشراف فقيد الإسلام الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف, الذي كان له دور كبير في خدمة الإسلام والمسلمين. * ونعي المجلس القومي للشباب للأمتين العربية والإسلامية فضيلة شيخ الإسلام الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف العالم الجليل والشيخ النبيل الذي كانت شخصيته ورؤاه وتواضعه وأخلاقه تجسيدا لسماحة الإسلام ونبل مقاصده. آخر القرارات:20 مليون جنيه لحفظة القرآن الكريم برغم أن جسد الإمام الأكبر لم يدفن بمصر, فإن شعب مصر كله سيقدم العزاء لأسرته.. وكما صرح لالأهرام الدكتور محمد واصل وكيل الأزهر بأنه تقرر بالتنسيق مع أسرة الإمام الراحل إقامة مأتم العزاء اليوم الجمعة في مسجد عمر مكرم, وقال إن المشيخة تتلقي مئات الاتصالات, بالإضافة لأعداد من المواطنين تريد أن تقدم واجب العزاء, مشيرا إلي استعداد عدد كبير من الشخصيات الإسلامية والعربية للقدوم للقاهرة يوم الجمعة لعزاء أسرة الإمام الراحل والأزهر الشريف. وحول آخر لقاء بين وكيل الأزهر والإمام الأكبر قبل أن يسافر للأراضي السعودية.. قال: كنت معه بمكتبه لآخر لحظة قبل مغادرته المطار وكنا نعد معا تفاصيل مسابقة حفظة كتاب الله من المعاهد والمكاتب القرآنية, حيث رصد لها مبلغ20 مليون جنيه, وكان من الأمور التي يحرص عليها جدا تشجيع حفظ القرآن الكريم.. وكثيرا ما كان يردد في المؤتمرات والمحافل: ليس بأزهري من لم يحفظ القرآن الكريم. أما أول قرار يمضيه وكيل الأزهر بالأمس, بدلا من شيخ الأزهر فهو القرار الخاص بالعلاوات التشجيعية الذي يستفيد منه موظف والأزهر علي مستوي الجمهورية بنسبة10% من كل درجة مالية. شفاعة الرسول[ لمن دفن في البقيع تعازي من البيت الأبيض والفاتيكان ومؤسسات وهيئات عالمية توالت علي مصر ومشيخة الأزهر برقيات التعازي في وفاة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي, حيث نعي البيت الأبيض رحيل شيخ جليل هو شيخ الأزهر, وقال البيت الأبيض في بيان له صدر الليلة الماضية: إن الدكتور طنطاوي كان صوتا مدويا للإيمان والتسامح ويتمتع باحترام في مصر والعالم الإسلامي والعالم كله, ومن قبل أولئك الذين ينشدون بناء عالم يقوم علي الاحترام المتبادل. وذكر أن الشيخ طنطاوي شارك في استضافة خطاب الرئيس الامريكي باراك أوباما في القاهرة في يونيو العام الماضي, وأنه يتذكر كرم الضيافة الذي أبداه. من جانبها, أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن حزنها لرحيل الإمام الأكبر, مؤكدة أنها تشعر ببالغ الأسي والحزن لرحيله. وقالت إن شيخ الأزهر كان يحظي باحترام كبير, ويقود واحدة من أهم مؤسسات التعليم الإسلامية في العالم, ومثلما قال الرئيس باراك أوباما في القاهرة في صيف العام الماضي, فإن الأزهر يمثل منارة للعلوم الإسلامية لأكثر من ألف عام ولايزال يلعب دورا نشطا حتي اليوم. وأضافت أن الإمام طنطاوي كان صوتا مهما في الحوار بين الأديان والمجتمعات. وأعربت عن تعازيها لأسرة الإمام الأكبر وأصدقائه والعديد من طلابه وللعالم الإسلامي قاطبة. * كما بعثت وزارتا الخارجية الفرنسية واليابانية ببرقيات عزاء في فضيلة الامام الأكبر. * ورئيس الإمارات ونائبه وولي عهد أبوظبي يعزون الرئيس مبارك حيث بعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة برقية تعزية ومواساة إلي الرئيس حسني مبارك في وفاة المغفور له فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر. كما بعث الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة برقية تعزية ومواساة إلي الرئيس حسني مبارك. * وعاهل المغرب يعزي الرئيس مبارك وبعث الملك محمد السادس عاهل المغرب برقية تعزية إلي الرئيس حسني مبارك في وفاة فضيلة الامام الدكتورمحمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر. كما بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلي أسرة الفقيد, يعرب لها فيها باسمه وباسم الشعب المغربي عن أحر التعازي وأصدق المواساة في فقدان هذه الشخصية الإسلامية الفذة. * والفاتيكان يعلن فقدان صديق واعتبر الفاتيكان ان وفاة شيخ الازهر الشيخ محمد سيد طنطاوي بالنسبة لعاصمة الكاثوليك هي بمثابة فقدان صديق. وقال الكاردينال جان لوي توران رئيس المجلس الاسقفي للحوار بين الاديان: فقدنا صديقا لانه كان يبدي علي الدوام تفهما كبيرا تجاهنا, وكان يستقبلنا بكثير من الود. وكان شخصية مهمة جدا في الحياة العامة المصرية, وانه يتشارك في الحزن مع الاصدقاء المصريين. وأنه كان رجل سلام وحوار, وانا متأكد ان هذا الخط سيكون ايضا خط خليفته. * كما أعربت السفارة البريطانية بالقاهرة عن عميق حزنها لوفاة المغفور له فضيلة الأمام الأكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف المفاجئة. * كما أصدر مجلس كنائس الشرق الأوسط, بيانا جاء فيه: تلقي مجلس كنائس الشرق الأوسط بمزيد من الألم خبر رحيل العالم الجليل فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي والذي عرفناه رجل تسامح ومحبة ساعيا لكل مالخير مصر والأمة العربية. كما نعت الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية برئاسة الدكتور نبيل صموئيل, فضيلة الإمام الأكبر. كما نعي أعضاء منتدي حوار الثقافات بالهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر, ذاكرين دور فضيلته في دعم أنشطة المنتدي طوال أكثر من خمسة عشر عاما مضت. * والكنيسة المشيخية.. ونعي الدكتور القس فيكتور عمانوئيل مكاري منسق مكتب الشرق الأوسط بالكنيسة المشيخية بأمريكا وفاة فضيلة الإمام الأكبر مؤكدا تقدير الكنيسة لشخص فضيلة الإمام. سائقه الخاص: في رحلته للمطار.. ودع مصر من نافذة السيارةالمواقف الانسانية والسمات الشخصية, لا يعرفها عن شيخ الأزهر إلا من اقترب منه, وعايشه.. وليس أقرب من الحاج عادل الشربيني السائق الخاص للإمام الأكبر لمدة أربعة عشر عاما, فماذا قال لالأهرام: كان الشيخ رحمه الله مصرا في سفره الذي توفي فيه علي أن يذهب لمكتبه أولا فيباشر بعض أعماله, ثم يتوجه للمطار.. فلبيت رغبته ولاحظت أنه لأول مرة في الطريق يصر علي إزاحة الستائر الجانبية للسيارة, ويتأمل كل شيء نمر به من المباني والشوارع والمارة, ولما سألته: هل نعيد الستائر؟ رفض وقال: دعني أري الناس والحياة في مصر قبل أن أسافر. أما تعليماته لسائقه خلال القيادة فكانت دائما تحذيرا من كسر الإشارة, أو تخطي سيارة, أو التضييق علي سيارة مجاورة, وكان يدعوني للوقوف أو التهدئة لعبور المشاة, وكثيرا ما رفض أن ترافقه سيارة الحراسة المخصصة له, أو يصر علي أن تمشي بعيدا عن حتي لا يحظي بأي أولوية في المرور, أو مضايقة الآخرين. أما الطريف في مواقفه علي الطريق وحرصه علي أن يكون آمرا بالمعروف, وناهيا عن المنكر في كل ما تقع عليه عيناه لدرجة أنه أمر سائقه بإيقاف السيارة لتوبيخ حارس عمارة يستخدم خرطوم الماء في الشارع, وكثيرا ما كان يلتقط ملاحظات مثل كسر ماسورة مياه, أو أي مشكلات ويتصل برئيس الحي لإبلاغه بنفسه, وطلب إصلاح العطل وحل المشكلة. ويؤكد سائقه الخاص أن كل تحركات السيارة المخصصة لشيخ الأزهر كانت خاصة به وبعمله, ومجاملات العزاء التي كان يحرص عليها وكان يرفض بشدة أن يستخدمها استخداما شخصيا هو أو أحد من أهل بيته, وفي سفره إلي المحافظات كان يستقل أحيانا السيارة مع وزير الأوقاف لتوفير سيارة إضافية وسيارة الحراسة. ..وعزاء من الوزراء والمسئولين كما توالت برقيات العزاء من الوزراء والمؤسسات والهيئات المصرية وكبار المسئولين: * بعث الدكتور بطرس بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان باسمه برقية عزاء لمشيخة الأزهر واسم أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان والعاملين بالمجلس, العالم الجليل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف. * كما نعت الوزيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان للشعب المصري والأمة الإسلامية فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف العالم الجليل صاحب الفكر المستنير الذي ترك بصمة واضحة لا تمحي علي طريق التقدم الاجتماعي المستند إلي صحيح العقيدة السمحاء والذي تصدي بكل شجاعة للممارسات السلبية المنسوبة خطأ إلي الدين من ختان الإناث أو زواج الأطفال أو عنف أسري, وكان خير سند لجهود المجلس القومي للطفولة والأمومة في التصدي لتلك الممارسات. * كما نعت نقابة السادة الأشراف فقيد الإسلام الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف, الذي كان له دور كبير في خدمة الإسلام والمسلمين. * ونعي المجلس القومي للشباب للأمتين العربية والإسلامية فضيلة شيخ الإسلام الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف العالم الجليل والشيخ النبيل الذي كانت شخصيته ورؤاه وتواضعه وأخلاقه تجسيدا لسماحة الإسلام ونبل مقاصده. آخر القرارات:20 مليون جنيه لحفظة القرآن الكريم برغم أن جسد الإمام الأكبر لم يدفن بمصر, فإن شعب مصر كله سيقدم العزاء لأسرته.. وكما صرح لالأهرام الدكتور محمد واصل وكيل الأزهر بأنه تقرر بالتنسيق مع أسرة الإمام الراحل إقامة مأتم العزاء اليوم الجمعة في مسجد عمر مكرم, وقال إن المشيخة تتلقي مئات الاتصالات, بالإضافة لأعداد من المواطنين تريد أن تقدم واجب العزاء, مشيرا إلي استعداد عدد كبير من الشخصيات الإسلامية والعربية للقدوم للقاهرة يوم الجمعة لعزاء أسرة الإمام الراحل والأزهر الشريف. وحول آخر لقاء بين وكيل الأزهر والإمام الأكبر قبل أن يسافر للأراضي السعودية.. قال: كنت معه بمكتبه لآخر لحظة قبل مغادرته المطار وكنا نعد معا تفاصيل مسابقة حفظة كتاب الله من المعاهد والمكاتب القرآنية, حيث رصد لها مبلغ20 مليون جنيه, وكان من الأمور التي يحرص عليها جدا تشجيع حفظ القرآن الكريم.. وكثيرا ما كان يردد في المؤتمرات والمحافل: ليس بأزهري من لم يحفظ القرآن الكريم. أما أول قرار يمضيه وكيل الأزهر بالأمس, بدلا من شيخ الأزهر فهو القرار الخاص بالعلاوات التشجيعية الذي يستفيد منه موظف والأزهر علي مستوي الجمهورية بنسبة10% من كل درجة مالية. شفاعة الرسول[ لمن دفن في البقيع اختار الله سبحانه وتعالي البقيع في مدينة رسول الله ليكون مكانا لدفن العالم الجليل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر. والبقيع هو أطهر مكان في الأرض سواء للأحياء أو الأموات, فقد صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من أنه رغب في الموت في المدينة, والبقيع هو مدفن أهل المدينة علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم, فعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها, ورواية ابن ماجة: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشهد لمن مات بها, ومن ذلك ما روي مالك في الموطأ من أنه صلي الله عليه وسلم قال في شأن المدينة: ما علي الأرض بقعة أحب إلي أن يكون قبري بها منها ثلاث مرات, وقد روي البخاري في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك صلي الله عليه وسلم. وقد ذكر الحافظ بن حجر وغيره حديثا إن صح فهو صريح في فضل الدفن بالبقيع, والحديث رواه الطبراني عن أم قيس بنت محصن قالت: أخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بيدي حتي أتينا البقيع, فقال يا أم قيس يبعث من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب, فقام رجل فقال: أنا منهم؟ قال نعم, فقام آخر فقال: سبقك بها عكاشة. قال الحافظ: وإن ثبت حديث أم قيس ففيه تخصيص آخر بمن دفن في البقيع من هذه الأمة وهي مزية عظيمة لأهل المدينة. عمرو جمال