وسط إقبال كبير لم يحدث من قبل, بدأت أمس أول انتخابات حرة في تاريخ تونس, والتي هي أيضا أولي انتخابات الربيع العربي, والتي ستكون معيارا ديمقراطيا للديمقراطية في الوطن العربي. والهدف من إجراء هذه الانتخابات هو اختيار مجلس تأسيسي مهمته صياغة دستور جديد بدلا من الدستور القديم الذي تم إعداده من قبل لترسيخ سلطة بن علي, كما سيتم بمقتضي الدستور الجديد تشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات رئاسية جديدة. وسيتم بمقتضي هذه الانتخابات اختيار219 نائبا من بين مرشحي1500 قائمة حزبية ومستقلة وائتلافية تتنافس في33 دائرة. وقد قامت قوات كبيرة من الجيش والشرطة في تونس بحماية مراكز الاقتراع في جميع مراكز وأقاليم تونس. وأظهرت جميع استطلاعات الرأي أن حزب النهضة بزاعمة راشد الغنوشي لن يحصل علي ما يكفي من المقاعد للحصول علي أغلبية في المجلس التأسيسي مما سيجبره علي الدخول في ائتلاف سيؤدي إلي تقلص نفوذ الإسلاميين, وذلك في الوقت الذي تركزت فيه دعاية الحزب التقدمي الديمقراطي علي حماية القيم العلمانية في تونس. وأعلن راشد الغنوشي في تصريحات له خلال عملية الاقتراع أن هذا اليوم هو تاريخي وتختمر لدي مشاعر كثيرة عندما أري تونس تمر بمثل هذا اليوم. ومن جانبه, قال رئيس تونس المؤقت فؤاد المبزع إن يوم23 أكتوبر هو يوم تاريخي ويوم فرحة ونخوة واعتزاز, يضع الشعب التونسي أمام مسؤولياته في اختيار نوابه في المجلس الوطني التأسيسي. جاء ذلك في تصريح المبزغ لوسائل الإعلام الوطنية والأجنبية عقب أدائه لواجبه الانتخابي بقرطاج حنبعل في أجواء تميزت بحضور ملاحظين تونسيين وأجانب وإقبال مكثف للناخبين علي مركز الاقتراع. ووصف الإقبال الكبير للناخبين علي مراكز الاقتراع بالعظيم, مؤكدا أن يوم23 أكتوبر وصل بتونس بعد ثورة14 يناير إلي شاطيء السلام, ومعبرا عن الأمل في أن تفتح الانتخابات آفاقا جديدة أمام كل التونسيين وأن تسهم في رسم مستقبل أفضل لهم.