القوات المسلحة المصرية.. تتميز بأشياء فريدة أبرزها الوفاء لأبنائها المخلصين الذين أعطوا وضحوا من أجل الوطن. نمد إليهم يد العون والمساعدة في أفراحهم وشدائدهم.. ترعي أسرهم وتوفر مصر سبل الحياة الكريمة..المشير حسين طنطاوي القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربي يتابع بنفسه ويحرص علي دعم ومساعدة أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية ولا يتواني في الاستجابة لكل مطالبهم.. ويكرم الكثير منهم في مناسبات القوات المسلحة وأيام الجيوش والمناطق العسكرية ويعتبرهم درة الوطن الذين ضحوا من أجله.. وتعليماته دائما واضحة لقادة ومدير جمعية المحاربين القدماء بتوفير سبل الحياة الكريمة لهم. ** اليوم وفي إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بيوم الشهيد التقت الأهرام بعدد من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية أصحاب الانتصارات التي ردت الاعتبارر للوطن ووضعته في مكانته اللائقة, حيث حرصت جميع أسر الشهداء ومصابو العمليات علي توجيه الشكر للقيادة العامة للقوات المسلحة وتوجهاتها لتوفير الرعاية الكاملة لهم: ** مهندس صلاح عبدالرحيم مصاب العمليات الحربية في أكتوبر1973: جندت في31 أغسطس عام1969 بالجيش الثاني الميداني في احدي كتائب المدفعية واصبت يوم6 أكتوبر1973 فبعد أن عبرنا الساعة الثانية كانت وحدات المدفعية في غرب القناة تقوم باطلاق طلقات متتالية من الدخان وعلي الفور بدأنا بالعبور وكانت صيحات الله أكبر تخرج من حناجرنا كالهدير دون أن نشعر ودون ترتيب مسبق, كانت هذه الصحيات هي البارود الذي انطلق قبل طلقاتنا. وبدأنا في ضرب المواقع بطلقات متتالية, وكنت ضمن مجموعة الاستطلاع لرصد مواقع العدو وظللنا نضرب حتي الساعة السادسة ونصف مساء6 أكتوبر ولم نتوقف بل ظللنا في توجيه نيراننا علي النقاط القوية والحصينة للعدو. وأثناء الهجوم المضاد من العدو أصابتني طلقة في الصدر وبعض الشظايا في الظهر نتج عنها اعاقة لي وهي شلل نصفي, وأثناء تجنيدي قبل الاصابة كنت خاطبا لاحدي الفتيات ولكن لم يتم الزواج وتزوجنا بعد انتهاء الحرب.. ورغم اصابتي وعجزي إلا أن الفتاة التي تزوجتها كانت تصر باصرار كبير علي اتمام الزواج وانجبنا ابنتي روعة. يضيف صلاح, لقد بدأت حرب أكتوبر مع بداية معارك الاستنزاف وكان للمدفعية دور فهي حرب مهمة دمرنا فيها مواقع كثيرة للعدو ولا يمكن ان ننسي أن حرب الاستنزاف جرت فيها معارك كبيرة مثل معركة رأس العش وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات فهذا فخر لنا جميعا. ساهمت من خلال قيامي بمساعدة الذين لا يستطيعون الكلام كتعاقة خلقية أن أساعدهم ومنهم من وصل الآن للتعليم الجامعي, كما أني مثلت الاتحاد الرياضي للمعاقين لمدة7 أعوام وكنت أمارس رياضة اليد والعاب القوي وتنس طاولة وحصلت علي بطولة الجمهورية وسافرت الي انجلترا وهولندا في عام1980, كما أنني أقوي بالعمل في الخزف والنحت وعملت دراسات عليا حيث حصلت علي دبلومة وماجستير في زراعة واستصلاح الأراضي الصحراوية. ويقول عبدالسلام محمد معوض: تم تجنيدي في14 سبتمبر عام1965 وشاركت في حرب1967 في منطقة أصبحت بعد إنشاء الجيشين الثاني والثالث تتبع نطاق الجيش الثالث الميداني, وكنت مجندا بسلاح المدفعية واصبت في سيناء يوم5 يونيو1967 الساعة السابعة ونصف صباحا في الخط الأمامي حيث اصابتني طلقة عيار ناري من طائرات العدو, وظللت ثلاثة أيام في الصحراء فاقدا للوعي حتي جاء أحد الجنود وحملني الي المستشفي لتلقي العلاج. واتذكر جيدا قبل بدء الهجوم الإسرائيلي علينا في67 كنا في خط المواجهة في سيناء وأمامنا ايلات كنا نشاهد أنوارها ليلا.. وأتذكر أيضا أن مصر كلها فرحت بتدمير المدمرة إيلات, وشعرت انني أخذت بثأري وزملائي الذين استشهدوا. ويقول عبدالسلام إن اصابتي كانت عبارة عن طلقة اخترقت الجانب الايسر فأحدثت شرخا في الحوض وارتخاء في الأعصاب وظللت الطلقة ثلاثة أيام وأنا نائم علي الأرض في الجبل حتي جاء أحد أفراد قواتنا المسلحة الذي حملني وساعدني حتي وصلت الي السويس وتم اسعافي ونقلي للقاهرة لمواصلة علاجي, بلغت نسبة عجزي20% وخرجت يوم5 فبراير1972 وتم تعييني في محكمة النقض وظللت أخدم بها لمدة36 عاما ثم خرجت للتقاعد لبلوغي سن المعاش. وقال المحارب حسن عطية: تم تجنيدي يوم7 يوليو1973 أي قبل حرب أكتوبر بشهرين, وكنت مجندا بسلاح المدفعية واصبت يوم8 أكتوبر1973 في سيناء بعد أن عبرنا في اتجاه مدينة القنطرة, وحاول العدو محاصرتنا ولكنه لم يستطيع وقمنا بضرب دباباتهم. وفي يوم8 أكتوبر قام العدو بتوجيه ضرباته علينا وظللنا نضرب علي قواته من منزل لمنزل ومن موقع لموقع حتي جاء الليل فقام العدو باطلاق الفوانيس لتضيء أرض الميدان وقاموا بضرب موقعنا فأصبت بشظايا في صدري وظهري وبعدها تم نقلي الي المستشفي لتلقي العلاج. أن حرب أكتوبر ستظل محفورة في وجدان كل مقاتل ومحارب حارب وشارك في معركة الشرف والعزة والكرامة. وقال نقيب متقاعد جميل محمد يونس مصاب عمليات حربية عام1973: أصابتي عبارة عن كسر في يدي اليمني وكسر في الجمجمة وحروق في اليدين والساعدين والفخذين والوجه وصمم بالاذن اليسري. كنت بسلاح المدرعات في نطاق الجيش الثالث الميداني واصبت يوم22 أكتوبر1973 يوم وقف اطلاق النار حيث ضاعف العدو من هجماته في محاولة يائسة للحصول علي أي مكاسب ولكننا قاتلناه ببسالة ولم نتركه ينعم باستقرار. حرب أكتوبر هي سيمفونية شارك في عزفها الجيش والشعب المصري فكنا ندافع عن حقنا في استرداد أرضنا التي احتلها العدو في1967, وما كنا نتركه يعيش وينعم بالاستقرار في أراضينا المغتصبة ولكننا جميعا كنا علي الاستعداد لنيل شرف الشهادة من أجل ان نحرر وطننا الغالي, ورغم محاولته اليائسة وبعد قرار الزعيم أنور السادات بتطوير المعارك في سيناء لجذب العدو عن الجبهة السورية حدثت أكبر معارك الدبابات علي مستوي الحروب في العالم ونجحت المدرعات المصرية في تلقين العدو درسا قاسيا لن ينسوه علي مر السنين. وأثناء وقف اطلاق النار كالعادة من العدو الإسرائيلي المعروف عنه عدم الالتزام بقرارات المجتمع الدولي لم يلتزم بوقف اطلاق النار وقام بضرب مواقعنا وقمنا بالرد عليه بعنف واسكتنا قواته بل قمنا بأسر دبابتين إسرائليتين بطاقميهما وكان هذا هو عزائي الوحيد بعد اصابتني. وقالت حورية عبدالعزيز حرم الشهيد جندي علي محمد عمارة, زوجي كان مجندا في سلاح المدرعات واستشهد يوم10 يونيو1967 في سيناء فبعد ان انهي زوجي فترة خدمته العسكرية كان من ضمن قوات الاحتياطي بعد عودته من حرب اليمن ثم استدعاؤه وذهب الي سيناء ولكنه لم يعد مرة أخري, وكنا متزوجين حديثا منذ5 أشهر ولم يكرمني الله بأن يكون لي طفل من زوجي الشهيد, ولكنني أحمل صورته معي علي أمل أن يجمعنا الله من جديد يوم ان نقف جميعا بين يدي الله.. القوات المسلحة دائما تسأل علينا وتدعونا في كل المناسبات رغم مرور سنوات طويلة علي استشهاد زوجي.. هناك رعاية واهتمام في كل المجالات لنا ولا نتأخر في تقديم المساعدة إذا احتجنا اليها. وقال زكي السيد محمد مدكور مصاب عمليات حرب اكتوبر1973, أنا من سلاح الامداد والتموين بأحدي وحدات المدفعية بالجيش الثاني الميداني بالاسماعيلية أصبت يوم19 أكتوبر1973. عبرت يوم7 أكتوبر فجرا وكنت ضمن احدي فرق المشاة بالجيش الثاني فبعد ان استرددنا مدينة القنطرة شرق حاول العدو بكل الوسائل أن يعيد سيطرته علي المدينة ولكنه فشل. وقمنا بصد هجوم العدو وتطهير جيوبه والنقط الحصينة وكان القتال يدور من بيت لبيت ومن شارع لشارع في جميع ارجاء مدينة القنطرة حتي يأس العدو من بسالة قتال قواتنا ومن قوة الجيش المصري وبسالة وفدائية الجندي المصري. ولجأ العدو الي قواته الجوية في محاولة آخري للنيل من القوات المصرية وتوجيه ضرباته عن طريق الطيران وأثناء قذفه باحدي القنابل زنة1000 رطل نتج عنها انفجار كبير وشظايا أدت الي بتر تحت الركبة للساق اليمني وشلل بالساق اليسري واصابة في العامود الفقري واصابات آخري متفرقة بالجسد لا يمكنني ذكرها. ويتذكر البطل زكي فيقول: كنت موظفا وأعمل في مصنع99 الحربي, كنت أؤدي واجبي نحو المساهمة في توفير احتياجات القوات المسلحة من الأسلحة والذخائر وهو دور لا يقل أهمية عن المشاركة في الحرب حتي تنعم مصر بالامان والاستقرار. وتدمع عيني البطل عندما سألته هل كنت متزوجا فيرد: كنت خاطبا وكان من المفروض ان أتزوج بعد انتهاء الحرب ولكن بسبب الاصابة وعجزي فسخت خطبيتي الخطبة ولكن الله ارسل لي زوجتي التي أصرت مع أسرتها علي اتمام الزواج. ونتيجة للعمليات الجراحية التي اجريت لي والتي وصلت الي48 جراحة كانت اخرها عام2007 حيث ازالوا عظمة وشظايا كاملة بجانب جراحة في القلب وتركيب دعامتين بجانب الأدوية الكثيرة التي اتناولها, إلا أن زوجتي صبورة وعظيمة وحنونة ووفية فهذه هي الزوجة المصرية والشهامة المصرية وأوجه لها كل الشكر والتحية والرحمة لوالديها.