ريهام عبدالسميع ليس هناك كتاب قواعد للتربية يمكن قراءته نتعلم منه كيف تكون التربية السليمة للطفل وليس هناك قالب واحد أو نموذج للتربية يمكنها الالتزام به.. هكذا بدأ د.ياسر نصر مدرس الأمراض النفسية بكلية الطب جامعة القاهرة حديثه موضحا: اننا نتزوج ثم ننجب, فنحمل لواء الأبوة والأمومة علي اعناقنا, ومن غير خلفية واضحة, أو تعلم مسبق, أو توجيه علمي أو ديني نبدأ المشوار, ولا مرجع لنا إلا ما نعتقده, أو نراه, أو نميل إليه.. فيوجد من يضرب ليؤدب دون النظر إلي أسلوب آخر لحل الإشكال, في حين ان هناك أساليب أخري متنوعة أكثر فائدة. وهناك من يعتمد علي سياسة التخويف في كل صغيرة وكبيرة, معتمدا علي فكرة جعل الأطفال رجالا كبارا من بدري دون ترك مساحات للخطأ وتصحيح هذا الخطأ, ودون ترك مساحة أيضا للمحاولة والتجربة, والثقة بالنفس, وتكوين شخصية هادئة مطمئنة واثقة من نفسها. وهناك أم تعتمد علي أسلوب المقارنات وهي لا تدرك أثر المقارنة في نفوس الأطفال, خصوصا أن الأطفال تختلف قدراتهم واهتماماتهم, بل ميولهم, إذن لابد من معرفة قدرة الطفل ومساعدته في عملية التوجيه لزيادتها أو إنهائه. ويشير د.ياسر إلي أن كثيرا منا يخلط ما بين التربية والرعاية, ويستغرق في مسألة الرعاية كل الوقت, ولا يبقي للتربية طول النهار والليل مكان, فإذا نبهنا أحدهم أن الرعاية تستغرق الوقت كله استغرب مما نقوله أو نحاول التنبيه عليه. فالأم قد تنشغل طول النهار بشئون البيت والأولاد, طعامهم ومذكراتهم وهذه رعاية وليست تربية.. ويؤكد انه لكي نفهم الأمر فهما صحيحا فإن كل مشكلة من مشاكل الأطفال ليس لها حل واحد, أو سبب واحد, والقدرة التربوية لدي الآباء هي في معرفة السبب والمحرك لسلوك الطفل, ومن هذه النقطة ينطلق الحل, هل هو التجاهل أم الحب, أم الاهتمام, أم الثواب, أم العقاب, أم التواصل؟ فإذا أردت أن تكون تربويا, فالمفتاح هو معرفة ما وراء المشكلة, والأسباب التي أدت إلي هذا السلوك. وأهم القواعد الأساسية التي ينصح بها د.ياسر هي: تحديد دور الأب والأم داخل الأسرة, ومسئولية الأب تكون في توجيه الأوامر والنصائح لتربية الطفل داخل الأسرة لتكون ناجحة كما ينبغي أن يتوافر جو من الصداقة والود والدفء مع الأطفال, فالصداقة تكسب الطفل أشياء كثيرة أفضل بكثير من التخويف, كما انه علي الأم أن تدرك أنها تملك زمام الأسرة وأنها محملة بمسئوليات متعددة تجاه ابنائها, فالأطفال قد يشعرون بالضيق إذا أهملتهم الأم, لذا لابد أن تحرص الأسرة, ممثلة في الأب والأم في بناء القيمة الذاتية لأبنائهم وإشعارهم بالاهتمام. ويجب أيضا ألا تسمح الأم بأي تصرفات من أبنائها تستفزها إلي درجة الضرب حتي ولو كانت مشاجرات مزعجة ومقلقة. فنحن كآباء وأمهات نحب ابناءنا بالفطرة, ولكنهم لا يحبوننا بالفطرة, بل علي حسب ما نعطيهم من الحب والتقدير والاحتكاك, لأن الحب حاجة أساسية يحتاجها كل إنسان لينمو نموا طبيعيا. وأخيرا لابد من ثقة الابن بنفسه وذلك عن طريق التشجيع وإعطائه مجالا واسعا للاعتماد علي النفس دون نقد وتجريح إذا لم يحسن الأداء, بل التوجيه الحسن والحذر من الإساءة بعبارات مثل: أنت فاشل, أنت لا تستطيع فعل شيء, إخوانك أفضل منك, واستبدالها بالكلمات التي تبعث علي الثقة بالنفس مثل أنت يعتمد عليك وأنت ممتاز, وغيرها من الكلمات الايجابية.