حوار ليلي مصطفي: مواصفات دشم المقاتلات في حرب67سهلت تدمير العدو لطائراتنا بالمطارات الفرنسيون قالوا عن مصر واسرائيل مجانين لتدريب أفرادهما علي الطيران الليلي نقلنا مجموعات الصاعقة خلف خطوط العدو في سيناء في اول يوم لحرب.73 ساهمت القوات الجوية منذ انشائها في العديد من المعارك التي دارت احداثها في الشرق الوسط إن لم يكن كلها خاصة الصراع العربي الإسرائيلي. كل طلعة اثناء الحرب او لاجراء عملية تعد مخاطرة وتتطلب مهارة وتفوقا في الاعداد والتدريب. أحداث ومغامرات عناصر هذا السلاح يستعرض اللواء احمد بديع أبوشهبه المواقف التي تعرض لها منذ ان دخل القوات الجوية واثناء الحرب فقال: التحقت بالكلية الجوية في مارس عام1964 وتخرجت في يوليو1967, بعد التخرج تم توزيعي علي المقاتلات وكنت مرشحا للتدريس بالكلية, ثم انهيت فرقة مقاتلات علي ميج-15 ديول( ثنائية المقعد), ولظروف صحية تركت المقاتلات وانتقلت الي القاذفات اليوشن-28 في أبوصوير وكنا5 طيارين في تلك الفرقة. وفي هذه الاثناء حدث التصعيد من اخبار الحشود الاسرائيلية علي الحدود السورية ثم اعلان مصر المساندة لسوريا والحشد ورفع حالة الطوارئ للقوات المسلحة, وتم ايقاف التدريب وتم تكليفنا بمهمة الدفاع السلبي وهو عبارة عن اسعاف وانقاذ والايواء, والدشم. وكنا نري دشم المقاتلات والقاذفات عبارة عن شكائر رمل علي شكل حرف يو وتدخل الطائرة من فتحتها,, وكان ذلك مخالفاU كان يعرف من دشم خرسانية, وعندما سألنا عن الدشم الخرسانية لحماية الطائرات قالوا لنا إن الميزانية لا تسمح والموضوع مرفوض من القيادة العليا. وفي يوم7 يونيو صباحا شعرنا بصوت مقاتلات علي ارتفاع منخفض جدا وبسرعات عالية, في البداية اعتقدنا انها مقاتلات ميج-21 تخترق حاجز الصوت, ولكننا فوجئنا انها اسرائيلية فوق المطار وقاموا بضرب الممر الرئيسي والممرات الفرعية والطائرات التي كانت علي جانب الممر, وشاهدت طائرات اليوشن وهي تضرب, وكانت محملة بالوقود والذخائر, ومن شدة انفجارها كانت ترتفع في الهواء بسبب انفجارات الذخيرة التي بها, وكانت تلك الطائرة بها كابينة للطيار وآخر للملاح وآخر للمدفعجي. ثم بدأوا في ضرب الهناجر وبرج المراقبة والممرات, ثم جاءت الموجة الثانية, ولكنها لم تجد شيئا لتضربه فقد قامت الموجة الاولي بالمهمة كاملة ولم تترك شيئا وكان حول المطار دفاع جوي عبارة عن مدافع م/ط ولكنها كانت غير فعالة ونسبة اصابتها ومداها قليل. وكنت حتي تلك اللحظة علي اقتناع كامل بان تلك الطائرات التي هاجمت المطار امريكية وليست اسرائيلية. في اثناء الضرب اقلعت مقاتلتان ميج-21 من علي الممر الفرعي وهي الحالة الاولي وكان منهم الطيار جورج طوسه اشتبك مع مقاتلات اسرائيلية واسقط احداها ثم تم ضربه وقفز فسقط علي سور المطار, فنقلناه الي مستشفي القصاصين وكانت المسافة ليست كبيرة ولكن لسوء حالة الطريق كان يحدث اهتزاز مستمر وكان هذا يسبب ألما كبيرا. لجورج طوسه ولكنه كان سعيدا جدا لأنه استطاع أن يسقط طائرة اسرائيلية, ثم جاءت اوامر بتجميع الطيارين في فندق بالاسماعيلية, ثم بدأ بعد ذلك تأتي المخابرات والشرطة العسكرية تأخذ بعض الطيارين الذين قد تم اصلاح مطاراتهم للقيام بطلعات, ولكنها كانت طلعات فردية ومنهم من لم يعد بعد ذلك. ثم بدأ بشكل مشدد تأمين الفندق واغلاق الطرق حوله لتأمينه. وبدأنا نسمع الاذاعات ونعرف حقيقة الامر من اننا قد تعرضنا لضربة قاسية جدا, وان الشحن الذي كان يحدث لنا ليس حقيقيا. بعدها بدأ توزيع الطيارين, فتم توزيعي علي مطار الماظة, وبعدها جاء تنحي عبدالناصر ثم عدوله عن التنحي, وخلال احداث تلك لفترة كان مازال لدينا روح معنوية مرتفعة ورغبة في القتال, بعدها تم توزيعنا علي الاسراب ولم نكن قد اكملنا فرقة اليوشن-.28وسمعنا ان هناك تخطيطا لإنشاء اسراب هليكوبتر بشكل حقيقي, اذ كان دورها قبل النكسة هو بالاحتفالات والاستعراضات والقاء الهدايا فقط, وكنا نملك طائرات مي-1 ومي-4, لكن بعد النكسة حدث تحول كبير وجاءت الينا المي-8 ومعها خبراء ر وس للاستفادة من امكانيات الطائرة وكانت مسلحة ب4 مستودعات صواريخ كان بها16 صاروخا كانت من طراز اس كي2 ثم قمنا نحن بمصر بتركيب مدفع علي الابواب. ثم بدأنا في توزيع الطائرات بين المطارات حتي لا يتم ضربها فكنا ننتقل من الماظة الي كوم اوشيم إمبابة بحيث يصعب ضرب الطائرات. بدأنا التدريب علي الطائرة بمصر وكان معنا خبراء روس وتم تشكيل الهليكوبتر علي شكل فرقة وهي الفرقة119 وكانت مكونة من3 الوية وكل لواء مكون من3 4 اسراب وكل سرب مكون من3 4 ارفف والرف مكون من3 طائرات. واشتركنا في عمليات الاستنزاف وكنا بشكل اساسي نقوم بإبرار القوات الخاصة بسيناء ومنها المجموعة39 قتال بشكل خاص, حيث تقوم بنصب قواذف الكاتيوشا وضبطها بوقت معين تبدأ منه الضرب, وكثير من تلك العمليات, وبعضها تم الغاؤه, من ضمنها عملية قمت بها وعندما عبرنا خليج السويس وعلي مشارف سيناء جاءنا امر بالعودة بسبب اكتشاف الاسرائيليين للعملية من خلال التصنت اللاسلكي, وكانت عمليات الاستنزاف بشكل عام تتم ليلا. بعد انتهاء حرب الاستنزاف بدأ التدريب المركز علي المي8 وخصوصا الطيران الليلي, لأنها كانت لاتملك اجهزة ملاحية تساعدها للطيران ليلا وكنا نعتمد علي الاتجاه والتوقيت, ووصلنا الي مرحلة النزول في ارض لم تستطلع من قبل ليلا لعمل ابرار, وذهب بعض زملائنا الي بعض الدول منها فرنسا للتدريب علي طائرة تسمي فيرون, تحت غطاء انهم طيارون ليبيون, وطلبوا من الفرنسيين التدريب علي الطيران الليلي, ولكنهم رفضوا ذلك لأن به نسبة عالية من الاصابات. وكانوا يقولون لنا ان هناك دولتين مجانينهم من يتدربون علي ذلك النوع هما مصر واسرائيل, لكن بشكل عام كان لدينا المي-6 والمي-8 بالهليكوبتر, لكن المي-8 كانت العمود الفقري للهليكوبتر, اذ كانت ذا مناورة عالية بخلاف المي-6 والمي-8 تتوقف حمولتها علي المدي الذي ستصل اليه, مثلا اذا تم تحميلها ب24 فردا فسيقلل ذلك من كمية الوقود الذي ستحمله فكنا نقلل الحمولة الي8 افراد للزيادة في المدي. وهناك طلعة لن انساها كانت في عام1971, اذ كان لدينا بشكل دائم طائرتان مي-8 بالغردقة بغرض مقاومة اي ابرار يحدث علي غرار الهجوم علي شدوان, وكان لدينا طاقمان هناك لم يتدربا منذ فترة علي الطيران الليلي وكنت قائد السرب بالانابة ومدرسا ليلا, وكان قائد الفرقة119 هلي اللواء نبيل كامل قد حدد تعليمات محددة منها منع الهبوط الهل بجزيرة شدوان لانها عبارة عن مجموعة من الجبال والصخور, وبها مهبط بالجنوب لم ينزل به احد من قبل وحذرنا من الهبوط فيه. أول مهمة انتحارية يوم5 اكتوبر كان هناك سرب هليكوبتر في الجنوب فصدرت الأوامر لمجموعة منا بالانتقال والتمركز في مطار الماظة فأحسسنا ان هناك شيئا ما. في صباح يوم6 اكتوبر- وكنت برتبة رائد طيار- اخبرونا بموعد الضربة الجوية واعطوا كل منا المهمة المطلوبة منه, وكانت حدثت تنقلات للاسراب حسب المهام المطلوبة من كل سرب واقترابه من الهدف المطلوب التعامل معه حتي يوفر الوقود. كانت مهمة الهليكوبتر ستبدأ الساعة الخامسة والنصف أي بعد الضربة الجوية بثلاث ساعات تقريبا مع غطاء جوي من الطائرات المقاتلة, ولكن لظروف معينة نفذت الهليكوبتر طلعتها بمفردها.. وحققت بطولات.