إذا كانت مصر تمتلك الآثار الإنسانية علي المستوي العالمي, والدراسات تؤكد أن ما تم اكتشافه لا يمثل سوي ثلث الآثار المدفونة تحت أرض مصر, وإذا كان الانسان المصري علي مر العصور يعتبر أن أرض مصر مقدسة. ولذلك لم يسجل التاريخ أن مصر قد اغتصبت أرضا وضمتها الي أرضها, لأنه لا يجوز ضم أرض غير مقدسة إلي أرضها فإن الاحداث التي تمر علي مصر طوال عمرها خاصة في أوقات الشدائد تكشف لنا عن سر دفين لم يخطر علي بال أحد. وهو أن أهم وأغلي كنوز الأرض قيمة ليس مدفونا في أرض مصر. وإنما هو محفوظ في قلوب أبنائها. فكلما اشتد ظلام الليل انطلق شعاع نور يضئ لنا الطريق. فمن منا كان يصدق أو يحلم مجرد حلم أن هذا الشعب الذي ظن الجميع في الداخل والخارج أنه بمرور عصور الاستكانة, قد تحول الي مجرد مومياوات تعرض للفرجة علي الزائرين ينتفض في لحظة تاريخية معلنا عن قيام أطهر ثورة شعبية تشهدها المنطقة علي مر العصور. (وفي الوقت نفسه) يأتي عالم نوبل المصري الدكتور أحمد زويل ليعلن إطلاق مشروعه للنهضة العلمية لبناء مصر المستقبل, مصر الأمل, ويدعو أبناء مصر الشرفاء للتبرع لهذا المشروع القومي, فتنهال عليه التبرعات من جميع أبناء مصر بداية من 10 جنيهات من مواطن بسيط, لينفجر نهر الخير ويكشف الشعب المصري عن الكنز المدفون في قلوب أبنائه, فيتقدم الدكتور محمد العريان وهو مصري يعيش في الولاياتالمتحدة بتبرع قيمته 30 مليون دولار. لكن الكنوز لا تنتهي وقلوب المصريين بها الكثير فيتفجر قلب الدكتور حسن عباس حلمي رجل صناعة الدواء السكندري بتبرع أذهل وكالات الأنباء ليقدم ربع مليار جنيه دعما منه لمشروع مصر النهضوي القومي, معربا في تواضع جم أن ما قدمه هو عرفان بالجميل لبلده الذي بدأ فيه صيدليا صغيرا حتي حقق حلمه في تكوين مجموعة شركات لإنتاج الدواء في مصر وانطلق منها ليكون فروعا لها في مصر والدول الأوروبية.