انطلقت الحملة الوطنية لتعليم الكبار تحت شعار معا نستطيع لمواجهة الأمية المرتفعة والمخيفة التي تهدر التنمية وتعتبر عارعلي مصر كما اعلن الدكتور احمد جمال موسي وزير التربية والتعليم مع بداية الحملة خاصة بعد الثورة التي أزاحت ظلام الجهل وجعلت مصر تطمح لأن تتبوأ مركزها الطبيعي وثقلها في الشرق الأوسط والعالم بأسره لتعود كما كانت منارة للشرق والعالم. وأكد أن الحكومة تضع مشكلة الأمية في أولوياتها بشكل يفوق التصور وبتنسيق كامل مع جميع الأطراف والجهات المعنية مشيرا إلي أن ما تقوم به اليونسكو حاليا بمبادرة طيبة في مصرفي أول مؤتمر تنظمه المنظمة في القاهرة بعد ثورة25 يناير سيكون له التأثير الجيد..وان المؤتمر المنعقد بالقاهرة يأتي استجابة لما تم الاتفاق عليه مع السيدة ايرينا نكوفا مديرة اليونسكو وتم مناقشة قضية محو الأمية كأبرز المطالب موضحا أن الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار قامت ببذل جهود كبيرة في هذا المجال.. لكن علي الرغم من ذلك لم تحقق الهدف المرجو منها, حيث مازالت نسبة الأمية مخيفة وهي حوالي27%, في حين حققت دول أخري كانت في وضع أسوأ من مصر في هذه المشكلة نجاحات في تقليل نسب الأمية بها مثل الصين والهند وكوبا. وأشارالي أن هناك عدة مبادرات قامت الوزارة باتباعها للتغلب علي الأمية منها إنشاء قاعدة بيانات عن الأميين في مصر وخلق منافسة بين المحافظات لتحقق نجاح أكثر في تقليل نسبة الأمية, وكانت محافظة دمياط من أوائل المحافظات في هذا المجال وحث الطلاب في الجامعات بالاسهام في تعليم من3 الي5 أميين لكل طالب مؤكدا دور المجتمع المدني والجمعيات الأهلية في حل مشكلة الأمية في مصر مشيرا إلي المبادرة التي تبنتها إحدي الشركات في القضاء علي الأمية بالاضافة إلي جهود مؤسسة صناع الحياة التي يشرف عليها الداعية عمرو خالد. وشدد الوزير علي ضرورة تكاتف الجهود حيث ان الحكومة لن تستطيع وحدها القيام بحل هذه المشكلة نظرا لضعف التمويل, مؤكدا دور الاعلام المقروء والمرئي في هذه المشكلة وضرورة إعتبارها واحدة من أهم الأولويات, لأنه لا مستقبل لمصر دون القضاء عليها, ونبه إلي عدة مشكلات تواجهنا للقضاء علي الأمية, منها وجود مناطق محرومة بالكامل من وجود مدارس خاصة في القري الصغيرة وعزوف الآباء عن ارسال أبنائهم خاصة البنات إلي مناطق بعيدة, بالاضافة إلي مشكلة التسرب من المدارس. وأكد الوزير أنه تم الاتفاق مع هيئة الأبنية التعليمية علي عدم التقيد بمساحة معينة للمدرسة أو ضرورة وجود فناء أو مواصفات قياسية معينة, حيث يمكن أن تكون ذات مساحة صغيرة تكفي فصلا أو فصلين لتؤدي الغرض منها وهذا أفضل علي أي الأحوال من عدم وجودها. ومن ناحيته أوضح الدكتور مصطفي رجب رئيس الهيئة القومية لتعليم الكبار أن الهيئة أسهمت في فتح فصول محو الأمية في أنحاء كثيرة من الجمهورية ودربت عددا كبيرا من الكوادر أسهمت في خفض نسبة الأمية حيث أرجع تزايد عدد الأميين في مصر للزيادة المطردة في عدد السكان وعدم كفاية برامج محو الأمية كما يلاحظ أن نسبة الأمية بين الاناث مازالت ضعف نسبة الأمية بين الذكور. وأشار إلي دراسة قام بها المجلس القومي للمرأة والجامعة الأمريكية عام2005 في مجال محو الأمية في مصر وما تضمنته الخطط الوطنية للتعليم للجميع وتبين أن هناك مجموعة من التحديات لابد من مواجهتها حتي تصبح الجهود أكثر فاعلية منها صعوبة جذب الأميين إلي فصول محو الأمية, وخاصة الاناث, كما أن البرامج المقدمة لاتراعي الخلافات الاجتماعية والجغرافية للمستفيدين وتعتمد علي حزمة واحدة للجميع. وأشار إلي أن آخر الاحصائيات أثبتت أن عدد الأميين في مصر يبلغ16 مليون نسمة مقسمة وفقا للشريحة العمرية من10 إلي15 سنة8 و0 مليون,و15 إلي35 سنة2 و5مليون, و35 إلي45 سنة2 و3 مليون,45 إلي60 سنة3 و4 مليون, فوق60 سنة3 و2 مليون.