أغلب ظني أن ما نشهده من أزمات علي الساحة عندنا وحولنا في عالمنا العربي والعالم الكبير من حولنا إنما يعود إلي شيوع الفتن الموجهة والابتعاد عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها وإلي الخروج من تعاليم الأديان السماوية التي تكرس التسامح والحب والرحمة والاخاء الانساني بعيدا عن الصراعات والهيمنة واستغلال الآخر وكبح جماحه واهدار حياته وقواه وثرواته وابتكار وسائل متقدمة لتنفيذ هذه الأغراض وغيرها سواء كانت سلاحا حربيا يحرق ويدمر أو بيولوجيا يزرع الاوبئة وينشرها بفعل فاعل دون وازع من أخلاق أو دين.. واخيرا جاءت الفضائيات وانتشر الكمبيوتر وعلي شاشته النت, والفيس بوك ليبث الجميع الوانا من الخير والشر أزعم أن معظمها موجه بأهداف اكثر تأثيرا من اسلحة كثيرة بعضها فيه صلاح والبعض الآخر فساده اكثر من صلاحه. وحتي يخرج العالم من هذه الأزمات ونحن جزء فاعل من هذا العالم علي الحكومات قبل الشعوب وعلي الشعوب بصفة خاصة أن تعود إلي روح السلام.. السلام مع النفس ومع الآخر وقبل ذلك وبعده السلام مع الله وتوجيه كل الجهود لتصب في نطاق الاخوة الانسانية التي تصنع القوة لحماية الأوطان وتصنع التكافل بين شعوب العالم والرخاء لكل الأوطان والأمن والأمان للجميع ووحدة الصف والهدف في كل وطن وذلك في حماية قوة معنوية هي من أخطر القوي هي القيم والمبادئ الاخلاقية التي تقيم الحياة السوية ولا تستقيم القوي الأخري أو تؤدي دورها بالحق والعدل إلا أن اصطحبتها في مسيرتها وقوانينها وحركتها الفاعلة في الحياة وهذه هي رسالة الأديان وختامها الإسلام الذي يوجه دعوته للبشر جميعا وهي دعوة الإخاء والحب والتسامح.. وفي مصرنا التي تعيش فينا ونحيا بها ولها ومعها ندعو قومنا إلي الاخاء الانساني والتوحد صفا وهدفا والبعد عن الانفلات الفئوي حتي يخرج من نفق الأزمات المظلم وليكن هدينا جميعا قول الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.