وصف رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانيول باروسو, في خطاب القاه أمام البرلمان الاوروبي في ستراسبورج أمس,أزمةالديون السيادية التي تعصف بمنطقة اليورو بانها أكبر تحدي واجهه الاتحاد الأوروربي في تاريخه, مؤكدا في الوقت نفسه قدرة اوروبا علي تخطي الازمة. وعرض باروسو في خطاب حالة الاتحاد السنوي رؤيته للخروج من أزمة الديون, مؤكدا ان اليونان ستظل عضوا في منطقة اليورو, ولكنها لا بد أن تنفذ التزاماتها بالاصلاح بشكل كامل وفي الموعد, وشدد علي أن أوروبا لن تتخلي عن أثينا. ورغم دعوته الدول الاوروبية الي ضرورة الاتحاد لمواجهة الازمة, عارض باروسو دعوة كل من فرنسا وألمانيا لإنشاء حكومة اقتصادية لمنطقة اليورو, مشددا علي أن ادارة الشئون الاقتصادية للمنطقة هي من مسئولية المفوضية الاوروبية, الذراع التفيذي للاتحاد الاوروبي. وقال إن المفوضية الاوروبية هي الحكومة الاقتصادية للاتحاد الاوروبي و بالتالي فنحن لا نحتاج لمزيد من المؤسسات. ودعا المسئول الأوروبي الي فرض ضريبة علي التعاملات المالية لاجبار قطاع الخدمات المالية علي المساهمة في المجتمع, معربا عن تأييده الكامل لاقتراح اصدار سندات اوروبية موحدة و هو الاقتراح الذي يثير انقساما كبيرا بين دول اليورو. وقال انه عندما تصبح منطقة اليورو معده تماما بالأدوات اللازمة لضمان تكامل و انضباط سياسي و اقتصادي فإن اصدار السندات المشتركة سيري علي انه خطوة طبيعية و مفيدة للجميع. وحث باروسو البنك المركزي الاوروبي بفعل كل ما وسعه لضمان الاستقرار المالي للمنطقة, داعيا الي الاسراع باقرار الاتفاق الذي توصل اليه دول الاتحاد الاوروربي في يوليو الماضي و الذي يقضي بزيادة حجم صندوق الانقاذ الاوربي و توسيع نطاق عملياته بحيث يصبح أكثر قوة و مرونة و قدرة علي التدخل لحل الازمات المالية في اوروبا. وفي السياق ذاته,حثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون عقب لقاء لها مع نظيرها البرتغالي باولو بورتاس الحكومات الأوروبية الي الاستمرار في تبني اجراءات اصلاحية لحل ازمة الديون السيادية و لتعزيز النمو و تحسين القدرة التنافسية في المستقبل,مشيرة انه لا بديل لاوروبا عن اتخاذ قرارات صعبة, في اشارة الي اللجوء الي اجراءات التقشف. وفي ظل تصعيد اللهجة الامريكية ضد قاده أوروبا بسبب ازمة اليورو, انتقد وزير المالية الألماني ولفجانج شويبله تدخل الولاياتالمتحدة في مشكلة الديون الاوروبية,داعيا واشنطن الي التركيز علي حل مشاكلها الاقتصادية الخطيرة بدلا من الانصراف الي مشكل اوروبا.وقال شويبله بسخرية دائما من السهل ان تعطي النصيحة للاخرين من ان تنصح نفسك وانا علي استعداد لتقديم النصيحة للولايات المتحدة. ويأتي ذلك الرفض الألماني بعد يوم من التصريحات النارية التي اطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول أزمة الديون الاوروبية و التي اتهم فيها قادة أوروبا بالتسبب في الدخول في ازمة مالية تثير الذعر في العالم. وفي غضون ذلك, وافق البرلمان اليوناني أمس علي ضريبة عقارية جديدة مثيرة للجدل ضمن حزمة معدلة من إجراءات التقشف قبيل عودة مفتشي جهات الاقراض الدولية للبلاد المثقلة بالديون. ووافق155 نائبا علي الضريبة الجديدة مقابل معارضة143 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم300 عضو. وتأتي تلك الضريبة استجابة لطلب الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي حول ضرورة اتخاذ اليونان اجراءات تقشفية جديدة كشرط مسبق للافراج عن الجولة السادسة من قروض الإنقاذ الطارئة.