قرأت ماتناولته الأهرام عن دراسة علمية نشرتها مجلة فام أكتويل الفرنسية الأسبوعية, وقد حذرت من النفخ في الطعام والشراب الساخن بقصد تبريدهما لأن ذلك قد يؤدي الي الإصابة بقرحة المعدة أو داء السكري. تقول الدراسة إن ملايين البكتريا النافعة تعيش في فم الإنسان تؤدي مهامها في خدمة الجسم, إلا أن نوعا منها اسمه هيليكوباكتر بايلوري إذا خرج من الفم (مع عملية النفخ) وصادف الهواء أصبح ضارا وقام بالتحوصل في الطعام الساخن وتكاثر فيه, فإذا أكل إنسان من هذا الطعام فإن هذه البكتريا تتجه مع الطعام الي المعدة, حيث تنشط, وتفرز إنزيم اليوريا الذي يسبب التهابا بالغشاء المبطن للمعدة ومن ثم تآكله وإصابة المعدة بالقرحة, كما تسبب تلك البكتريا كذلك ضعفا في إفراز الإنسولين بالبنكرياس مما يؤدي الي ارتفاع نسبة السكر بالدم والإصابة بمرض السكري. ولقد نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن النفخ في الطعام الحار, ولست أذكر أني قرأت تعليلا فقهيا لذلك, فكنت أعزوه الي أن المجتمعين علي الطعام كانوا يأكلون من قصعة واحدة تمتد اليها أيديهم, فالنفخ فيها بداهة غير مقبول, وقد يساعد علي انتشار الأمراض, لكن الدراسة الحديثة تلك تبين بجلاء أن النفخ علي إطلاقه في الطعام أو الشراب الحار ضار حتي لو كان المرء يأكل وحده من قصعته أو طبقه الخاص به, فصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم النبي الأمي الذي علمه ربه فهو لا ينطق عن الهوي. د. يحيي نور الدين طراف