استمر كابوس الأزمة المالية العالمية في مطاردة السياسيين بدءا من الولاياتالمتحدة وانتهاء باليونان التى شهدت شوارعها صدامات عنيفة ودعوات للأضراب . ففي الوقت الذي اتهم فيه الكونجرس الأمريكي إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما بإساءة تقدير عجز الميزانية, كاشفا النقاب عن أن خطط الموازنة التي تعتزم إدارة أوباما تنفيذها ستزيد مديونية الولاياتالمتحدة بمقدار9.8 تريليونات دولار بحلول عام2020, أي بما يزيد عن تقديرات سابقة للبيت الأبيض ب1.2 تريليون دولار. وأكد مكتب الموازنة الكونجرس الأمريكي إن خطط الموازنة التي تعتزم إدارة أوباما تنفيذها ستزيد مديونية الحكومة بمقدار9.8 تريليونات دولار بحلول عام2020, أي بما يزيد عن تقديرات سابقة للبيت الأبيض ب1.2 تريليون دولار. وقال المكتب في تقرير إن توقعاته فيما يتعلق بعائدات الضرائب في العام القادم تقل عن تقديرات إدارة أوباما. وتوقع مكتب الموازنة أن يصل حجم العجز هذا العام إلي1.5 تريليون دولار أي أكثر بقليل من توقعات البيت الأبيض لكنه يمثل10% من الناتج المحلي الإجمالي, وهو بذلك أكبر من أي عجز حدث في تاريخ الولاياتالمتحدة, عدا الحرب العالمية الثانية. وتوقع التقرير البرلماني أن يصل الدين العام للولايات المتحدة إلي20.3 تريليون دولار في2020 أي ما يمثل90% من الناتج المحلي الإجمالي في ذلك الوقت. وبالمقارنة تتوقع الإدارة أن يصل حجم الدين إلي18.5 تريليون أي77% بعد عشر سنوات. إضافة إلي ذلك, تخسر الحكومة الأمريكية نحو تريليون دولار سنويا بسبب تخفيضات الضرائب ما يدفعها إلي المزيد من الديون. وعلي الجانب الأخر من الأطلنطي شهدت الأزمة الاقتصادية بعد أخر, فقد أقر البرلمان اليوناني إجراءات تقشفية صارمة لمكافحة الأزمة المالية غير المسبوقة, وسط صدامات عنيفة جرت بين متظاهرين من تحالف النقابات واليسار وقوات الأمن ودعوات إلي مزيد من الإضرابات داخل الشارع اليوناني. وتمكن الاشتراكيون الذين يملكون أغلبية في البرلمان الذي يضم300 مقعد من تمرير معظم البنود العشرين التي تم التصويت عليها بندا بندا. وتشمل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة والتي تهدف إلي توفير6.5 مليار دولار, تجميد رواتب موظفي القطاع العام ووقف صرف العلاوات وزيادة الضرائب علي سلع وخدمات كثيرة. وجاءت موافقة البرلمان في ظل اضطرابات شهدها الشارع اليوناني احتجاجا علي الإجراءات التقشفية. وفيما أشبه ب'حرب شوارع' حاول المتظاهرون اقتحام بنوك ومؤسسات يمولها الاتحاد الأوروبي وسط أثينا, إلا أن قوات الأمن منعتهم حيث قام المحتجون برشق أفراد الأمن بالحجارة بينما ردت الشرطة عليهم باستخدام القنابل المسيلة للدموع. ودعت نقابات يونانية إلي شن إضراب جديد الخميس المقبل, ليضاف إلي اضرابات أخري جرت الدعوة إليها خلال هذا الشهر احتجاجا علي خطة التقشف.