دولة فلسطينية.. لماذا لا؟ مشروع الدولة الفلسطينية سيكون بالقطع علي رأس جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الجديدة بعد غد, بذلك تكون قد فشلت كل المحاولات الأمريكية الإسرائيلية لتعويق وصول هذا المشروع للمنظمة الدولية, مورست خلالها كل وسائل التضليل والتهديد والترغيب. وأصبحت إسرائيل ومعها أمريكا وأوروبا أمام الأمر الواقع.. وسوف يكون لكل موقف أو قرار يتخذ في هذا الشأن ثمن اما بالمكسب أو الخسارة, خاصة في ظل مناخ ملتهب بالانتفاضات الشعبية الكبري بالمنطقة والأزمات المصرية الإسرائيلية والتركية الإسرائيلية. ومن المعروف أن أمريكا ستستخدم الفيتو إذا ما تقدمت فلسطين لمجلس الأمن بطلب العضوية الكاملة بالأمم المتحدة, وفي هذه الحالة ستضطر فلسطين للتقدم بطلب للجمعية العامة للحصول علي وضع مراقب كدولة غير عضو, وهو مطلب قد تضمن تحقيقه ويمهد لها طريق الانضمام لعشرات الوكالات والمعاهدات الدولية, ويدعم قدرتها علي مقاضاة اسرائيل. لكنها ستكون معرضة للمحاسبة علي أي صاروخ ينطلق من غزة.. كما ستظل تحت الاحتلال الإسرائيلي وكأن شيئا لم يتغير. علي الجانب الآخر, ربما تنفذ واشنطن تهديدها بقطع ملايين الدولارات عن السلطة الفلسطينية, وتنفذ اسرائيل تهديدها بقطع ملايين أخري من الضرائب المستحقة لها.. وقد يؤدي ذلك الي اضعاف القيادة الفلسطينية الأكثر اعتدالا, ويمهد لسيطرة حماس علي الضفة. لذلك سوف يتعين علي أمريكا وشركائها في الرباعية الدولية( الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) بذل الجهود للحد من الأضرار الناجمة عن ذلك تجنبا لتفجر الصراع العربي الإسرائيلي مجددا وتصاعد قوته التدميرية, وستكون هناك ضرورة قصوي لإجراء تحول جذري في العلاقات الإسرائيلية العربية في ضوء المكتسبات الفلسطينيةالجديدة.. والخيار الأفضل هو بدء مفاوضات سلام مباشرة جديدة واضحة تتجاوز اتفاقية اوسلو(1993). والسؤال الآن: لماذا تصر أمريكا علي استخدام الفيتو ضد دولة فلسطينية يراها المجتمع الدولي حقا مشروعا بعد أكثر من60 عاما من الاحتلال والحروب والانتفاضات والاغتيالات ومحادثات السلام الفاشلة؟ هل مازالت تخشي فزاعة اللوبي اليهودي؟ هل يخشي اوباما علي فرصه في انتخابات الرئاسة؟ ألا يخشي غضب الثورات العربية علي مصالح أمريكا؟ إن معظم شعوب العالم بما فيهم الإسرائيليون واليهود المعتدلون يتقبلون قيام دولة فلسطينية تضمن أمن إسرائيل في سبيل السلام, وقد جاء وقتها الآن. المزيد من أعمدة سلوي حبيب