فلسطين ما بعد الفيتو بقدر الجهد الذي بذل علي مدي الأشهر الماضية لكسب التأييد الدولي للمطلب الفلسطيني العربي بقبول فلسطين عضوا عاملا بالأمم المتحدة الذي تأخر من1948 إلا أن التهديدات الأمريكية باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار التوصية للمنظمة الدولية بقبول العضوية الكاملة وهو ما يمثل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين, يوفر علي راعي السلام الأمريكي الجهود التي يمكن أن يبذلها لتحقيق ما وعد به قبيل وبعد انتخابه من إقامة الدولة الفلسطينية علي حدود يونيو67 وعاصمتها القدس الشريف.. ولكن!! المهم أن التهديدات الأمريكية لم تقف علي استخدام الفيتو الذي اصبح لا يتناسب مع أبسط مبادئ الديمقراطية التي تتبناها أمريكا ولكنها بكل أسف تعمل ضدها.. وهدد الكونجرس الأمريكي بإلغاء المساعدات المالية الأمريكية والتي لا تزيد علي450 مليون دولار سنويا في مقابل المليارات التي تقدم لإسرائيل التي هددت هي الأخري بإلغاء اتفاقية أوسلو للسلام التي لم تفعل بالمفاوضات المباشرة وغير المباشرة, والمجمدة. أمام هذه التحركات المضادة والتهديدات للفلسطينيين وللأمة العربية والتي كانت واضحة للجميع خاصة أمام وزراء الخارجية العرب في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية التي وئدت ولادتها وللأسف لم تفعل, وايضا التهديد كان واضحا أمام الاجتماع والمجلس الوزاري النصف سنوي لوزراء الخارجية العرب لبحث خطة التحرك مع المجتمع الدولي لانتزاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية ورغم إدراك الجميع بصعوبة الموقف فإنهم بكل أسف لم يدرسوا تبعات وتأثيرات الوجه الآخر وهو خطة التحرك المقبلة مع نجاح اللوبي الأمريكي الإسرائيلي في وأد الاعتراف والقبول بالعضوية الكاملة للفلسطينيين في المنظمة الدولية وكيفية مواجهة التحديات وهل يمكن العودة من جديد للمفاوضات بالشروط الإسرائيلية والضغوط الأمريكية لإنقاذ ما تبقي من وهم السلام أم أن تسارع الأحداث والضغوط ستدفعنا للمواجهة من جديد لاسترداد الحقوق بالقوة وهو ما تريده إسرائيل من الاستيلاء علي الارض بقوة السلاح الأمريكي وتوفير الأمن التام لها علي حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.. وما بين حملات الجوع والتجويع والتهديد والحصار تعود قضية العرب الأولي إلي نقطة الصفر خاصة في ظل استمرار خلافات إخوة النضال فتح وحماس. هذه الحقائق كانت تستلزم من المفاوض العربي وهو في طريقه الي نيويورك أن يحمل مع أدوات الضغط التي تساعده علي استرداد حقوقه, ويستعد أيضا بالبدائل التي يمكن أن يستخدمها في حالة فشل الاعتراف لتكون لنا المبادرة بالفعل وليس التعامل دائما برد الفعل كما هي العادة العربية. المزيد من أعمدة أمين محمد أمين