يستهدف الإسلام في قيمه ومبادئه ومثله العليا في دعوته الإصلاحية الشاملة لكل الشئون الحياتية للانسان تفجير ينابيع الخير في النفس البشرية وتزكية مشاعر الحب والود بين البشر وربط المجتمع برباط وثيق من المودة والاخاء والتكافل والكلمة الطيبة التي تسري في قلوب الناس وفي ألسنتهم فتشيع جوا من الطهارة والنقاء, والطريق إلي ذلك أن يكون القلب طاهرا ونقيا يحب الخير للناس وتظهر هذه الطهارة علي الوجه بشرا وسرورا وعلي اللسان كلمات طيبة تفيض نورا وبرا وبذلك يحيا الانسان المسلم وغيره راضيا مرضيا لا يعرض نفسه للأذي ولا يتعرض لغيره بما يكره لنفسه, وقد وصف الله هذا النوع من البشر بأنه أفضل الناس حين سئل من أصحابه: أي الناس أفضل؟ فقال صلي الله عليه وسلم: كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا يا رسول الله:( صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟) فقال عليه الصلاة والسلام: مخموم القلب هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد. ولا شك أن هذا بتأثير الكلمة الطيبة التي تشيع الخير والاصلاح بين الناس والتعاطف بينهم وبث روح الأخوة بين كل أطياف المجتمع والابتعاد عن إثارة الفتن واجتماع الناس علي التآلف وحب الوطن والتوحد في سبيله والتجمع علي كلمة سواء تصون وحدة الشعب والوطن وتحفظ مقدراته وتعلي قدره وتشيد بنيانه بحيث يكون كل فرد فيه ذلك المخموم القلب الذي وصفه النبي صلي الله عليه وسلم بالتقي النقي لا اثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد اللهم احفظ مصر.