حذر علي خامنئي القائد الأعلي للثورة الإسلامية أمس شعوب الانتفاضات العربية من الإفراط في الثقة في دول الغرب ووعودها, مؤكدا أن الدين الإسلامي هو الحل. وقال في كلمه ألقاها بمناسبة افتتاح المؤتمر الدولي الأول للصحوة الإسلامية في طهران موجها حديثه إلي الشعوب العربية: لا تثقوا في الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلنطي والنظم الإجرامية الأخري مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا التي عكفت علي مدي طويل علي تقسيم أراضيكم بينهم ونهبها. وتابع قائلا: خذوا حذركم, ولا تثقوا في ابتساماتهم ووعودهم, فالمؤامرة والخيانة تأتي من خلفهم.. انظروا إلي الحلول في الإسلام.. ولا تدعوا أعداءكم يملون عليكم خططكم في المستقبل, ولا تضحوا بمباديء الإسلام من أجل مصالح مؤقتة. وأكد خامنئي مجددا أن الثورات التي تشهدها المنطقة انطلقت استلهاما من معاني ومفاهيم الثورة الإسلامية الإيرانية, وأوضح أن أهمية هذه الثورات تنبثق من الهبة الجماهيرية للشعوب لا من مجموعة معينة قليلة, حسبما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية, وقال إن تونس واليمن والبحرين سوف تسير علي منهج واحد من إحياء العزة والكرامة الوطنية لنيل مطالبها, كما أن ما نعرفه عن مصر تاريخا وشعبا هو الذي دفع الشعب المصري الي النزول الي الساحة ليقول كلمته. ولفت قائد الثورة الإسلامية إلي أن مبادئ هذه الثورات تنشد إحياء العزة والكرامة الوطنية التي ضاعت بسبب ممارسات الحكام الفاسدين والغرب.وأضاف لاشك أن الصهاينة والغربيين لن يقبلوا بهذه المبادئ لأنها تقوض أهدافهم. ويشارك في مؤتمر الصحوة الإسلاميةأكثر من ستمائة مفكر اسلامي من80 دولة, فضلا عن اربعمائة مفكر ايراني, إلي جانبوفود من دول غربية عديدة. ومن جانبه, قال علي اكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الاسلامية في ايران والامين العام للمؤتمر إن الهدف من تنظيم المؤتمر يتمثل في التمهيد لتبادل وجهات النظر بين مفكري العالم الاسلامي حول الصحوة الاسلامية واقتراح تشكيل امانة عامة لمتابعة قرارات المؤتمر. ومن ناحية أخري, أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن النشاطات النووية الإيرانية السلمية ستتواصل في مسارها الطبيعي. وشرح مهمانبرست- في كلمة ألقاها أمام قادة ومنتسبي القوة البحرية للجيش الإيراني ونقلتها وكالة أنباء مهر الإيرانية- سياسات ومواقف إيران تجاه التطورات الإقليمية والأوضاع الدولية, فقال إنه بالرغم من المؤامرات ومعارضة الغرب فإن النشاطات النووية السلمية الإيرانية ستتواصل بشكل جيد في مسارها الطبيعي. وفي سياق آخر, أكد ديفيد بيتر رئيس وحدة الإيكونوميست المتخصصة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا خلال ندوة للأبحاث عقدت في لندن وجود تفاهم عميق حاليا بين الغريمين النوويين, إسرائيل وإيران, حول البرنامج النووي الايراني, مشيرا في الوقت نفسه إلي أن ايران تسعي لمواجهة التغيرات التي تشهدها المنطقة بسبب الربيع العربي من خلال تعظيم نفوذها في لبنان, وذلك بسبب خشيتها من انهيار النظام في سوريا. وقال بيتر في كلمته التي نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية إن هناك تفاهما عميقا بين اسرائيل وايران حول الملف النووي, مؤكدا أن هذا التفاهم يتم بعيدا عن الأعين. وحول موقف ايران من ثورات الربيع العربي, قال الخبير السياسي الايراني الأصل علي انصاري في تصريحات لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن هناك تناقضات كبيرة في الموقف الايراني, حيث أن طهران تنظر الي الربيع العربي بشيء من الحسد, فيما اعتبرت كاترينا دالاكورا الخبيرة الاسبانية واستاذة العلوم السياسية في كلية لندن للعلوم الاقتصادية أن الثورات العربية خلال الاشهر الاخيرة تدل علي أن النموذج السياسي الايراني أصبح خارج النفوذ, وأن النموذج التركي في طريقه للحلول محله. وأشارت دالاكورا الي أن الاسلاميين لا يقودون ثورات العرب, بل إن هناك تحولا كبيرا في مواقف بعضهم, فالاخوان المسلمون في مصر وحزب النهضة الاسلامي في تونس يلتفتان الآن الي تركيا كنموذج افضل من غيره, وأشارت الي أن إيران أضاعت فرصة قيادتها للعالم العربي إبان حكم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الذي فشل في ذلك, مما ضيع الفرصة وقدمها للنموذج التركي علي طبق من ذهب.