يبدو أن تحقيق فيلم شارع الهرم للمطرب سعد الصغير لإيرادات كبيرة تجاوزت ال10 ملايين يرجعه البعض إلي أن ذائقه الجمهور لم تتغير,أو بمعني أدق لم تتأثر بالتغيرات السياسية التي يشهدها المجتمع المصري بعد ثورة25 يناير. , خصوصا أن فيلم شارع الهرم قدم التحابيش الشعبية المعتادة. والتي يجيد المنتج أحمد السبكي تقديمها في أفلامه ويحصل بسببها علي عيديات الشباب والمراهقين وهي التوليفة التي تقوم بشكل أساسي علي وجود مطرب شعبي له جماهيرية مثل سعد الصغير ومطرب آخر, يدور في فلك الصغير وهو محمود الليثي ويعيد توزيع بعض الأغاني المعروفة ويقدمها مثلما فعل في أغنية هو بس هو للمطرب فريد الأطرش,وبالتأكيد الراقصة دينا, والتي تشكل ثنائيا مشهورا مع سعد الصغير في أفلام عيد الفطر.. وهو الثنائي الذي يثير الجدل دائما منذ أزمة وسط البلد الشهيرة والتي شهدت تحرشات جنسية بعد رقص الفنانة دينا الشهير في مدخل سينما مترو عند عرض فيلمهما علي الطرب بالتلاته وجاء في المركز الثاني فيلم النجم محمد سعد تك تك بوم بإيرادات تصل الي6 ملايين وأكثر وهو أيضا فيلم لا يخلو من التركيبة اللمباوية حيث يصر سعد علي عدم الخروج من عباءة اللمبي, واحتل المركز الثالث الفيلم الأكثر فنية واحتراما لعقل وروح المشاهدين بيبو وبشير بإيرادات تتخطي ال3 ملايين جنيه والفيلم من بطولة منة شلبي واسر ياسين والتجربة الإخراجية الأولي لمريم أبو عوف, وجاء في المرتبة الرابعة أنا بضيع ياوديع, ومن بعده ياأنا ياهو والذي يعد البطولة الأولي للفنان نضال الشافعي. حتمية التغيير يؤكد العديد من العاملين في صناعة السينما والمتابعين لها, أن أفلام عيد الفطر والمعروضة حاليا, يجب ألا يأخذها البعض كمؤشر, للتغيرات الحقيقية التي يجب أن يشهدها المجتمع في الفترة الحالية,خصوصا أن العديد من هذه الأفلام كان صناعها قد بدأوا تصويرها قبل قيام ثورة25 يناير,لذلك فهي لا تعبر عن حال البلد, كما أن عيد الفطر دائما ما كان يمثل موسم البواقي والفضل_ حسب تعبير بعض العاملين في الصناعة_لموسم الصيف السينمائي. ورغم عدم رضا الكثيرين عن تصدر فيلمي سعد الصغير ومحمد سعد للإيرادات إلا أن هذه الانتعاشة تؤكد عودة الجمهور الي دور العرض, بعد أن كادت صناعة السينما تتوقف بسبب الظروف التي مرت بها البلاد, وخوف العاملين في الصناعة من ضخ أموال وهم لايضمنون استرجاعها.. لذلك فتلك الانتعاشة التي حدثت في موسم عيد الفطر قد تشجع الكثير من المنتجين علي العودة الي السوق وتقديم تجارب مختلفة, بالطبع ستكون تجارب متباينة المستوي, بعضها يلعب علي التغيرات والتحولات التي يشهدها المجتمع المصري, والبعض الآخر يستغل هذا الظرف لكسب تعاطف الجمهور واللعب علي مشاعره, وأيضا ستكون هناك أفلام جادة توصف وتقيم ما حدث. طبيعة جمهور لا يستطيع أحد أن ينكر أن جمهور العيد له طبيعة مختلفة, حيث يبحث جزء كبير منه عن التسلية والترفيه, كما أن عددا كبيرا من مرتادي دور العرض وتحديدا سينمات وسط البلد هم من أبناء الأقاليم والمدن القريبة من القاهرة والذين يأتون لقضاء يوم ترفيهي بسيط, وجزء من هذا اليوم الترفيهي هو ارتياد دور العرض ومشاهدة الأفلام المعروضة في دور العرض بغض النظر عن مستواها الفني إضافة الي الشباب والمراهقين والذي يصر بعضهم علي إنفاق عيديته,علي جميع أنواع التسلية ومنها الأفلام المعروضة بالسينمات, كما أن التجارب أثبتت أن نوعية الأفلام التي يقدمها أحمد السبكي بخلطته المشهورة تحقق أعلي إيرادات في أيام العيد فقط, ثم سرعان ماتتراجع أو تثبت عند رقم معين, وتبدأ الافلام التي تملك قدرا من احترام عقل وروح المشاهد في تحقيق أرقام أفضل. لذلك أتمني ألا يربط المتابعون لحال السينما بين تصدر نوعية أفلام مثل شارع الهرم وتك تك بوم لمحمد سعد الايرادات وبين عدم حدوث تغير نوعي في الجمهور وتطور ذائقته لانه بهذا الشكل سيكون ربطا تعسفيا لا يعكس الوضع كما هو عليه, وأكبر دليل علي كلامي أن هناك جمهورا بات ينصرف من أفلام يشعر أنها تستفز مشاعره ولا تحترم عقله.