بعد عشرين ساعة من القتال العنيف, أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أمس انتهاء الهجوم الدامي الذي شنه مسلحون من طالبان باستخدام الصواريخ والقنابل والانتحاريين علي حي السفارات في العاصمة كابول, مؤكدة مصرع14 شخصا- من بينهم6 من عناصر طالبان- وإصابة6 من قوات التحالف الدولية. وأوضح حشمت ستانكزاي المتحدث باسم وزارة الداخلية- في بيان رسمي- أن الهجوم الإرهابي علي كابول قد انتهي, مشيرا إلي أن القوات الأفغانية قتلت نحو6 مسلحين كانوا قد تحصنوا في مبني مكون من11 طابقا لا يزال قيد الانشاء, وشنوا هجومهم بعد ظهر أمس الأول, حيث أطلقوا صواريخهم صوب السفارة الامريكية وسفارات أخري في الحي الدبلوماسي وصوب مقر حلف شمال الأطلنطي( الناتو) الذي يقود القوات الاجنبية في أفغانستان. وأشار إلي أن قوات الأمن الأفغانية, تدعمها طائرات هليكوبتر هجومية أفغانية وطائرات تابعة للناتو, خاضت معركة مع مقاتلي طالبان من طابق لطابق في المبني في أطول معركة تشهدها العاصمة الافغانية منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة قبل عشر سنوات. وكان مقاتل او اثنان قد تحصنوا طوال الليل في المبني المرتفع الذي كان مسرحا لأبرز هجوم من بين أربعة هجمات منسقة شهدتها العاصمة الافغانية. وتزامن هذا القتال مع استهداف مفجرون انتحاريون لمباني تابعة للشرطة الافغانية في مناطق أخري من كابول. وحذر المراقبون من أن هجمات أمس الأول علي كابول كانت بمثابة استعراض لقدرة طالبان علي اختراق العاصمة الأفغانية قبل تسلم القوات الافغانية المسئولية الامنية من القوات الاجنبية بحلول عام2014. الأمر الذي يثير المخاوف من احتمال تردي الأوضاع الأمنية في البلاد مع بدء انسحاب القوات الدولية. يأتي ذلك في الوقت الذي أشار فيه رايان كروكر السفير الأمريكي في كابول بأصابع الاتهام إلي شبكة حقاني الباكستانية- الوثيقة الصلة بحركة طالبان وتنظيم القاعدة. وشدد علي أن هذه الاعتداءات المنسقة علي السفارة الأمريكية ومقر الناتو في كابول لن تؤثر إطلاقا علي عملية نقل السلطة الأمنية للقوات الأفغانية. وفي الوقت ذاته, قرر الجيش الباكستاني نشر قوات نظامية علي الحدود مع أفغانستان, وذلك لوقف الهجمات عبر الحدود من قبل المتشددين المتمركزين في أفغانستان.