أحمد موسى: الدولة تتحمل 105 قروش في الرغيف حتى بعد الزيادة الأخيرة    انقسامات داخلية حادة تهز إسرائيل حول خطة بايدن لإنهاء الحرب    الحوثيون: تنفيذ 6 عمليات استهدفت سفن في البحر الأحمر والمحيط الهندي    أنشيلوتي: لست مغرورًا.. وحققنا لقب دوري الأبطال هذا الموسم بسهولة    شيكابالا أسطورة ومباراة السوبر الإفريقي صعبة.. أبرز تصريحات عمرو السولية مع إبراهيم فايق    عمرو السولية: لا نعرف الخوف أمام الزمالك ونهائي كايزر تشيفز الأسهل للأهلي    القسام تنشر مقطع فيديو جديدا يوثق عملية استدراج جنود إسرائيليين داخل نفق في جباليا    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    وفاة طفل غرقاً في حمام سباحة مدرسة خاصة بكفر الزيات    بشرى سارة للمواطنين.. زيادة الدعم المقدم للمواطن على بطاقة التموين    عاجل - مجانِّي آخر موعد للمصريين للتقديم لفرص عمل مغرية بالإمارات    أستاذ اقتصاد: «فيه بوابين دخلهم 30 ألف جنيه» ويجب تحويل الدعم من عيني لنقدي (فيديو)    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    جريحان جراء غارات إسرائيلية عنيفة على عدة بلدات لبنانية    برقم الجلوس.. الحصول على نتيجة الصف الثالث الإعدادي بمحافظة الدقهلية 2024    متغيبة من 3 أيام...العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة في قنا    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    عيار 21 بالمصنعية بكام الآن؟.. أسعار الذهب اليوم الأحد 2 يونيو 2024 بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    حميميم: القوات الجوية الروسية تقصف قاعدتين للمسلحين في سوريا    رئيس اتحاد الكرة السابق: لجوء الشيبي للقضاء ضد الشحات لا يجوز    الزمالك يكشف حقيقة التفاوض مع أشرف بن شرقي    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    وزير التموين: أنا مقتنع أن كيس السكر اللي ب12 جنيه لازم يبقى ب18    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    بالصور.. البابا تواضروس يشهد احتفالية «أم الدنيا» في عيد دخول المسيح أرض مصر    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    الشرقية تحتفل بمرور العائلة المقدسة من تل بسطا فى الزقازيق.. فيديو    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    تعليق من رئيس خطة النواب السابق على الشراكات الدولية لحل المشكلات المتواجدة    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    سعر الموز والعنب والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 2 يونيو 2024    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    حظك اليوم برج السرطان الأحد 2-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    المستشار محمود فوزي: نرحب بطلب رئيس الوزراء إدراج مناقشة مقترحات تحويل الدعم العيني لنقدي    «أمن الجيزة» يحبط ترويج كمية كبيرة من مخدر «الكبتاجون» في 6 أكتوبر (خاص)    الفنان أحمد عبد القوي يقدم استئناف على حبسه بقضية مخدرات    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم مركبتي توك توك بقنا    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    رئيس جامعة أسيوط يتفقد اختبارات المعهد الفني للتمريض    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساعدا وزير الخارجية لشئون
السودان وأفريقيا في ندوة ب الأهرام

في الجزء الثاني من ندوةالأهرام حول مستقبل العلاقات المصرية الأفريقية السودانية, ومدي التهديد الإسرائيلي للأمن القومي المصري في دول حوض النيل أكد السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية لشئون السودان أن السودان بشطريه الشمالي والجنوبي يقع في قلب اهتمامات مصر الخارجية وأن هذا الاهتمام زاد بعد ثورة25 يناير. وقال: إن حجم استثماراتنا في السودان بلغ3.5 مليار دولار, وأن مصر تحتل المرتبة الخامسة علي مستوي العالم في حجم الاستثمارات, وأضاف: أن ثمانية وزراء في الحكومة الحالية لدولة جنوب السودان تلقوا تعليمهم في مصر التي تخرج في جامعاتها آلاف المتخصصين في جميع المجالات, وقال: إن الشركات المصرية أقامت أربع محطات لإنتاج الكهرباء في الجنوب وأنشأت ثلاث مدارس وفرعا لجامعة الإسكندرية وثلاث عيادات صحية. وأكد أن وجود إسرائيل في جنوب السودان ليس خصما من وجود مصر أو دورها هناك وأن القاهرة تنظر إلي الجنوب كجسر للتواصل, وعامل تقريب بينها وبين دول حوض النيل, كما أن حل الخلافات بين الخرطوم وجوبا يمهد لتعاون ثلاثي بينهما وبين القاهرة, وسيعزز البعد العربي في الجنوب.
كما أكدت السفيرة مني عمر مساعدة وزير الخارجية للشئون الأفريقية اهتمام مصر بجنوب السودان, وأشارت إلي خط الطيران المباشر الذي نظمته القاهرة مع جوبا لخدمة أبناء الجنوب والعاملين هناك, كما أكدت أن البحر الأحمر مهم إستراتيجيا لإسرائيل وأنه كلما تزايد الوجود العربي في السودان بشطريه خصوصا وأفريقيا عموما تقلص النفوذ الإسرائيلي, وهكذا دار الحوار:
8 وزراء جنوبيين تلقوا تعليمهم
في مصر وتخرج فيها آلاف المتخصصين
قال السفير محمد مرسي:إن السودان يقع في قلب اهتمامات السياسة الخارجية المصرية, وهي تحظي بأولوية خاصة في الاهتمام المصري, وازدادت هذه الأهمية بعد ثورة25 يناير, وما أكسبته من زخم وروح جديدة ورغبة في التنشيط لسياسة مصر الخارجية في أفريقيا وعلي مستوي دول الجوار ومن هنا جاء الاهتمام بالسودان الذي تمت ترجمته في أول زيارة للمسئولين المصريين, حيث سافر مع رئيس الوزراء ثمانية وزراء للسودان شماله وجنوبه, وتتواصل حاليا الإتصالات والزيارات بين المسئولين, وهناك عدة قضايا تبحث في إطار اللجان المشتركة أو في إطار تعاون إقليمي أوسع, وستعقد قريبا اجتماعات التشاور السياسي بين وزراتي الخارجية, واجتماعات خاصة بالقضايا المشتركة, ولجنة المتابعة الوزارية ستنعقد قريبا تنفيذا لتوجيهات اللجنة العليا المشتركة والإرادة السياسية القوية التي عبر عنها الرئيس السوداني عمر البشير عندما زار القاهرة كأول زعيم عربي يزور مصر بعد الثورة, وتوجيهات المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري بإيلاء أهمية خاصة والمزيد من التطوير للعلاقات مع السودان, والشيء نفسه ينطبق علي العلاقات مع دولة جنوب السودان, وكانت مصر أول دولة بعد الخرطوم تعترف بدولة الجنوب, وتتواصل الآن برامج الدعم المصري لها في جميع المجالات, ومن يذهب إلي جوبا عاصمة الجنوب أو ولاياته العشر يلاحظ بوضوح الوجود المصري, وهناك ثمانية وزراء حاليين في حكومة الجنوب تلقوا تعليمهم في مصر, بالإضافة إلي المئات من المتخصصين في كل المجالات.
مصر تسعي لإنهاء الخلاف بين شطري
السودان لتمهيد الطريق لتعاون ثلاثي
وحول مستقبل علاقات مصر مع دولتي جنوب وشمال السودان في ضوء الخلافات الموجودة حاليا بينهما قال: هناك لجنة وساطة من الاتحاد الأفريقي برئاسة تابوا مبيكي الرئيس الجنوب أفريقي السابق التي تحاول التوصل إلي حلول لهذه القضايا العالقة في مفاوضات بين الطرفين بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا, وقد أعلنت مصر دعمها لهذه المفاوضات وعبرت عن رغبتها للجانبين في استضافة جزء منها لو أرادا, وقد استضافت مصر في السابق ورشتي عمل بين الجانبين قبل9 يوليو, ونحن في مصر مصلحتنا الحقيقية في وجود علاقات صحية وعلاقات تعاون بين دولتي الشمال والجنوب ونتطلع لإنهاء هذه المشكلات لأن هذا يمهد الطريق للتعاون الثلاثي بين مصر والبلدين وتعامل أشمل بينها ودول حوض النيل, وهناك تحرك نقوم به حاليا في مصر وهو تعزيز البعد العربي في جنوب السودان وعدم تهميشه, بالتنسيق والتعاون مع جامعة الدول العربية لوضع أطر وآليات لدعم شمال السودان لاستيعاب التداعيات السلبية لإنفصال الجنوب. وهناك تحرك مصري بالتنسيق مع الجامعة العربية لدعم دولة شمال السودان علي استيعاب الآثار السلبية لانفصال الجنوب, و هناك أفكار تعدها مصر حاليا لدعم البعد العربي في الجنوب.
مصر أقامت بالجنوب4 محطات كهرباء وجامعة
و3 عيادات وزادت المنح الدراسية
وفيما يتعلق بالدعم المصري للجنوب قال: إن أداة مصر الرئيسية هي التعاون الثنائي, لأنه يعني بالنسبة لنا المرونة وسرعة الحركة وتنفيذ المشروعات وفقا للأولويات التي نراها, وهناك آلية ثانية هي التعاون في الإطار العربي, وثالثة هي التعاون مع أطراف ثالثة الدول الغربية. في الإطار الثنائي قمنا بزيارات للجنوب والتقينا بالمسئولين هناك, وتعرفنا علي أولوياتهم وهي أولا تنمية الموارد البشرية لديهم, وقد دربنا17 دبلوماسيا من دولة الجنوب في مارس الماضي, وهم يريدون التدريب في المجال الزراعي والتصنيع الزراعي.
وفي توليد الطاقة عملنا دراسات جدوي لسد في ملكال وبداية التنفيذ في منتصف سبتمبر, وأقمنا4 محطات لتوليد الطاقة في جنوب السودان, ونحن في مصر حريصون علي إقامة المشروعات التي يشعر بها المواطن الجنوبي مباشرة.. أنشأنا ثلاث مدارس ستفتتح في سبتمبر, وهناك طلب بإقامة بعض المدارس الصناعية ومدارس للبنات ويجري دراستها وسيتم تنفيذها قريبا, ووزارة الري المصرية تضطلع بدور مهم في جنوب السودان حاليا, ولها برنامج مستمر حتي عام2013, ولدينا عيادة مصرية في جوبا بها إخصائيون علي مستوي عال, وستفتتح عيادتان أخريان قريبا, كما سيفتتح أيضا جامعة الإسكندرية فرع الجنوب قريبا, وقد رفعنا عدد المنح الدراسية الممنوحة للطلاب الجنوبيين في الجامعات المصرية, وهناك بعض رجال الأعمال المصريين أعلنوا عن مزيد من المنح للطلاب الجنوبيين في بعض الجامعات المصرية الخاصة, وهناك خط طيران منتظم بين القاهرة وجوبا, ونعمل علي أن تزيد قنوات التواصل والروابط الحقيقية بين الشمال والجنوب, ودولة جنوب السودان لها أهمية خاصة لأنها تكاد تكون المصدر الوحيد لتنمية موارد النيل بالنسبة لنا, فقناة جونجلي مهمة, وهناك بعض المشاريع تقوم بها مصر في جونجلي حتي يشعر أبناؤها أننا لانركز فقط علي المياه وأن هدفنا فقط هو استكمال حفر القناة, بل إن مشاريعنا تهدف إلي دعمهم, وإذا ثبت علميا أن هناك ضررا من هذا المشروع, فلن نقدم علي أي مشروع يلحق الضرر بأشقائنا.
وحول العلاقات المصرية السودانية قال مرسي: قريبا ستركز اجتماعات اللجان السياسية والتشاور السياسي بين مصر والسودان الشمالي علي تفعيل ووضع الشعارات الكبري عن الاستثمار وعمل ملايين المصريين في السودان موضع التنفيذ الفعلي, ولتشجيع القطاع الخاص علي مزيد من العمل, نحن لدينا3.5 مليار دولار استثمارات مصرية في السودان, ونحن خامس دولة علي مستوي العالم من حيث الاستثمار هناك, وسنعمل علي دعم استثماراتنا في السودان وجنوب السودان أيضا, وحريصون كذلك علي استمرار وجودنا في ملفات دارفور وغيرها, ومتمسكون بتحقيق الإستقرار في دارفور وفي النيل الأزرق وجنوب كردفان, وفي دعم التنمية في شرق السودان, وندعم الخرطوم أيضا في قضية المحكمة الجنائية الدولية.
إسرائيل تلعب علي فكرة الاضطهاد
المشترك للتقارب مع الأفارقة
وردا علي سؤال قالت السفيرة مني عمر: الوجود الإسرائيلي في أي بلد افريقي بالطبع ليس بحسن نية, وهناك الشركات الأمنية التي تجلب المرتزقة وتؤجر خدماتها, وهناك تدريب عسكري في إسرائيل لقوات من بعض الدول الأفريقية, وقوات حرس شخصي لبعض الرؤساء الأفارقة يتم تدريبها فيها, وبعض الحرس الإسرائيليين موجودين في صفوف الحرس الرئاسي لبعض القادة الأفارقة, ويعالج بعض الزعماء الأفارقة في إسرائيل, وهناك الأهمية الإستراتيجية للبحر الأحمر بالنسبة لإسرائيل, وأفريقيا بالنسبة لها مصدر مهم للموارد التي تحتاج إليها في الصناعات الإستراتيجية مثل اليورانيوم وغيرها, لكن أعود وأؤكد أننا أقوي كدول عربية وليس فقط كمصر, الآن دول الخليج العربية لها إستثمارات قوية في الدول الأفريقية. وكلما زاد الوجود العربي في القرن الإفريقي كلما تقلص نفوذ إسرائيل.
ترحيب مصري بأي دور إثيوبي
لدعم السلام والاستقرار بالسودان
وحول الدور المصري في حل المشكلات الحالية المتفجرة بجنوب كردفان وبين دولتي السودان وما إذا كانت الأوضاع الداخلية في مصر بعد الثورة قد أثرت عليه قال السفير محمد مرسي: نحن علي اتصال بالشمال والجنوب, وما أستطيع أن أقوله أننا عبرنا لإخوتنا في الشمال والجنوب عن رغبتنا في المشاركة أو استضافة جزء من المفاوضات حول القضايا العالقة, وحاليا هناك إتفاق علي أن تترك الفرصة كاملة للجنة تابو مبيكي لمتابعة هذا الملف الذي قطع شوطا, وقواتنا التي استكملت مهمتها حاليا في جنوب السودان مازالت موجودة حتي هذه اللحظة وتقدم دعما لوجستيا حتي للقوات الأثيوبية نفسها, ومستشفانا الميداني مازال موجودا, وأبلغنا إخواننا في الجنوب والشمال أننا مستعدون لمواصلة هذا الدور, ونحن لسنا ضد الدور الإثيوبي, وإذا استطاعت إثيوبيا أو أي دولة أخري أن تلعب دورا داعما للسلام والإستقرار في السودان فنحن نرحب بهذا الدور لأن هدفنا تحقيق السلام, وليس فقط مجرد التواجد, وفيما يتعلق بآداء قواتنا في جنوب السودان, فقد أدت دورها بإمتياز وبكفاءة عالية, وكل تقارير الأمم المتحدة أكدت ذلك, بل إن القوات المصرية تجاوزت مهمتها عندما أنشأت معسكرا بعد الأحداث الأخيرة في جنوب كردفان لاستيعاب آلاف الفارين من مناطق التوتر وأقامت مستشفي ميدانيا في24 ساعة لاستقبال وعلاج الجميع بغض النظر عن هوياتهم وانتماءاتهم, وهذا ليس من مهامهم,لكن تقديرا منهم للأزمة الإنسانية الموجودة.
د. وليد سيد: يمكن لمصر أن تقوم بدور
كبير في دعم التعاون بين دولتي السودان
أما الدكتور وليد سيد رئيس مكتب حزب المؤتمر الوطني في القاهرة فأكد أن إستراتيجية حزبه قبل استقلال الجنوب هي العمل لدعم خيار الوحدة, وبذلنا فيها كل الجهود, إلي أن جاءت النتيجة داعمة بنسبة99% لخيار الانفصال, فكانت إستراتيجيتنا بعد هذه النتيجة هي التعاون والدعم لدولة الجنوب, وقد ظهر ذلك بشكل واضح في خطاب الرئيس عمر البشير خلال زيارته الأولي لجوبا قبل الاستفتاء, وزيارته الثانية في إحتفال الاستقلال, والسؤال المهم جدا ماذا كانت سياسة إسرائيل قبل انفصال الجنوب ومابعد الانفصال؟
كان واضحا جدا السياسة الإسرائيلية الداعمة لانفصال الجنوب قبل حدوثه, وقد ظهر ذلك جليا في المحاضرة الشهيرة لآفي ديختر بأن إسرائيل ستعمل مع انفصاليي الجنوب, ولاشك أن إسرائيل تسعي لممارسة ذات الدور في دارفور, ومصر والسودان يريدان اليوم التعاون والدعم لدولة الجنوب وإسرائيل موجودة في جنوب السودان في شكل استثمارات وخبراء ومنظمات إنسانية ودعم سياسي واضح بعد الاعتراف بدولة الجنوب, وهناك تصريحات للقادة الجنوبيين أنفسهم أنهم لايمانعون في وجود إسرائيل, وذكروا أن إسرائيل عدوة للعرب والمسلمين وليست عدوة للجنوبيين, وبالتالي لابد أن يكون لوجودها تأثير سلبي علينا في الشمال, لأنها تهدد بشكل واضح الأمن القومي السوداني.
فالمسئولون الإسرائيليون لايتحدثون فقط عن فصل الجنوب, بل يمتد حديثهم وتآمرهم ليشمل أيضا دارفور, وإسرائيل تدعم المتمردين في دارفور, والصحف الإسرائيلية تؤكد بشكل واضح أن إسرائيل هي التي ضربت شرق السودان, ولابد أن نتساءل: ماهي مصلحة المواطن الجنوبي في العلاقة مع إسرائيل, وهي الدولة المهددة أمنيا, والتي لها مشاكل مع كل العالم العربي, وأعتقد أن دولتي السودان بحاجة إلي التعاون معا وأن تساعد كل منهما الأخري, وأري أنه قد يكون مفيدا أن تتبني مصر منبرا ثلاثيا يضمها ودولتي السودان لمواجهة التحديات التي تواجهها وحلها, ولابد أن يزيد الدور المصري الذي ليس له أجندات لإقصاء أنظمة سياسية في الشمال أو الجنوب أو أجندات للهيمنة والسيطرة.
بابكر حنين: نتعاون فيما اتفقنا عليه
ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
ثم تحدث بابكر حنين المستشار الإعلامي للسفارة السودانية بالقاهرة قائلا: الحديث عن الدور الإسرائيلي يحتاج إلي إخلاص في الحديث وعدم مواربة, وهذا يحتاج إلي قراءة موضوعية, فوجود الصينيين في الشمال أو الجنوب لايدعو قطعا للريبة, لكن وجود إسرائيل في الجنوب أو سد الألفية يدعو لإعادة دراسة الخريطة مرة أخري بجدية. فإسرائيل دولة تتمدد, وهي دولة لديها مطامع, وأعتقد أن حساسية الجنوب مع الشمال ليست حقيقية, وأرد عليها بحقيقة التعايش الكبير بين الشمال والجنوب, ومشاهد العناق والبكاء والدموع عند الوداع بين الشماليين والجنوبيين المغادرين إلي الجنوب ترد علي القول بالحساسية, الموضوع ليس أن الشمال يميل إلي العروبة والجنوب يميل إلي الأفريقية, بل الموضوع أن نتعاون فيما اتفقنا عليه, ونعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه, لكي لا نكون نهبا لأي أجندة أخري تستخدم ضد شمال الجنوب أو شمال شماله( مصر), والعلاقة بيننا وبين إخوتنا في الجنوب هي علاقة شعبية كما هي في مصر, وقد تختلف الحكومات وتعود الشعوب لبعضها.
كوشيب: علاقة الجنوب مع إسرائيل
ليست علي حساب السودان أو مصر
ومن جانبه قال نصر الدين كوشيب مدير مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان في القاهرة إن النظام في الخرطوم دفع بالجنوبيين دفعا إلي الانفصال, وقياداته يقولون إنهم عملوا من أجل الوحدة, ولكن واقع الحال يؤكد أنهم عملوا فقط من أجل بقائهم في كرسي السلطة. بينما لم توجد الحركة الشعبية في السلطة إلا في السنوات الست الأخيرة فقط, ولم تكن لها صلاحيات حقيقية, خلافا للمؤتمر الوطني الذي حكم لمدة تتجاوز ال22 عاما, أما علاقة دولة الجنوب مع إسرائيل فأري أن من مصلحة كل دولة أن تقيم علاقة مع أي دولة ترغب في إقامة علاقات معها, ولكن يجب ألا تكون هذه العلاقة ضد أي دولة أخري, وأري أن علاقة الجنوب مع إسرائيل ليست علي حساب العلاقة مع مصر أو ضد دولة الشمال أو الدول العربية والإسلامية, أما مسألة تأثير الوجود الإسرائيلي علي قضية مياه النيل, فيجب الإشارة إلي عدم حاجة جنوب السودان للمياه, ولديه الأمطار تسقط9 شهور في العام.
وحول اتهام الخرطوم للجنوب بدعم متمردي دارفور قال كوشيب إن رئيس دولة الجنوب أعلن قبل عام أن دولة الجنوب لا تؤوي متمردين, وقيادات التمرد بدارفور موجودة حاليا في أوغندا, أما قوات عبد العزيز آدم الحلو نائب رئيس الحركة الشعبية في شمال السودان فقواته موجودة حاليا في جنوب كردفان, ولم يثبت أي دعم من حكومة الجنوب له حتي الآن.
أدار الندوة:عطيه عيسوي
شارك في الندوة: د.أحمد يوسف القرعي محمد أمين المصري عاطف صقر محمود النوبي سامي القمحاوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.