"اليد العليا لمن يملك البحر، اليد العليا لمن يملك السلاح، اليد العليا لمن يملك السماء، اليد العليا لمن يملك المعلومات" كانت هذه الكلمات، شعار لتوصيف جهاز المخابرات المصرية باحد الأفلام التسجيلية التى أذاعها الجهاز، ونضيف عليها نحن، أن "اليد العليا لمن يوحد العرب ويحمى الأمة من الانقسام"، وهو مايقوم به جهاز المخابرات العريق، الذي يفهم دوره بوعي شديد، فهو ليس مجرد جهاز أمنى عادي، بل هو جزء من منظومة أمنية بأكبر دولة فى الشرق الأوسط، وله مسئولياته ومهامه وقدرته على التواصل مع الجميع ورصد الكل من أجل الحفاظ على المجموع العربي من الانقسام والشقاق ومن الأفاعى التى تحاول شق الصف العربي. النسر وعين حورس والأفعى، شعار جهاز المخابرات المصرية، يرمز النسر إلى القوة المطلقة، وعين حورس ترمز إلى دقة النظر، كما ترمز إلى الإله حورس عند الفراعنة "إله الانتقام" من أى عدو، وهناك الأفعى وهى تمثل المخاطر التى ينقض عليها النسر القوى فيقتلها. بالأمس القريب قامت المخابرات المصرية بإنهاء الخصومة بين الحركات الفلسطينية "فتح وحماس"، ومن بعدها سعت لإيجاد حل للأزمة السورية، أما اليوم الخميس يتم التوقيع على إعلان توحيد الحركة الشعبية السودانية، بمقر المخابرات المصرية بالقاهرة. تبرز المخابرات المصرية دورها الوطني فى إطار الحفاظ على أمن وسلامة كافة الدول العربية، مستهدفه من وراء ذلك توحيد الصف العربي مرة أخرى بعد حالات الانقسام التي خلفت آلاف القتلى والجرحى داخل هذه الدول. شهد العالم خلال الأيام القليلة الماضية مشاركة المخابرات المصرية فى إنهاء العديد من الخصومات والتى كان آخرها مصالحة حركتي فتح وحماس. 1_قضية السودان: تم التوقيع على إعلان القاهرة، لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان بمقر المخابرات العامة المصرية، اليوم الخميس، ويعد توقيع وثيقة القاهرة مدخلا أساسيا لعودة اللاجئين إلى مناطقهم بجنوب السودان. 2_القضية الفلسطينية: أكثر من عشر سنوات مرت على الانقسام التاريخي بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، رغم المحاولات العربية والدولية لإنهاء الخلاف والانقسام السياسي وفشل جميع جهود المصالحة الوطنية طوال تلك السنوات العجاف، لم ينجح الفصيلان الأكبران داخل فلسطينالمحتلة في تجاوز ما وقع في أعقاب الانتخابات الفلسطينية عام 2006، إلا أن مصر استطاعت أخيرًا النجاح في حل الخلاف بينهما وتقريب وجهات النظر. بيان حركة "حماس" اليوم، هو ثمرة جهد المخابرات المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وأعلن إنهاء الانقسام، وأعلنت حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، ودعوة حكومة الوفاق للقدوم إلى قطاع غزة؛ لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورًا، فضلا عن الموافقة على إجراء الانتخابات العامة، مؤكدة استعدادها لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح، حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية على اتفاق 2011م كافة. مصر من جديد: واتخذ الرئيس محمود عباس أبو مازن يتخذ عدة قرارات ضد غزة منها تخفيض الرواتب وإجراءات أخرى ضد اللجنة في غزة، حتى أعلنت حماس صباح اليوم استجابتها للوساطة المصرية بقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية والتي جاءت تعبيرا عن الحرص المصري على تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام. وكان وفد حماس برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة وصل قبل أسبوع إلى القاهرة لأول مرة منذ توليه قيادة حماس، قد أجرى مباحثات مع رئيس المخابرات العامة خالد فوزي، في حين التقى وفد برئاسة القيادي في حركة فتح عزام الأحمد مسؤولين مصريين أمس السبت. 3_القضية السورية: تبذل مصر جهوداَ ضخمة، لحل الأزمة السورية، وحقن دماء الشعب السورى، ووحدة الأراضى السورية، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في إحدي خاطباته، إنه لا خلاص فى سوريا الشقيقة إلا من خلال حل سياسى يتوافق عليه جميع السوريين، يكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية وصيانة مؤسساتها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السورى ومواجهة الإرهاب بحسم حتى القضاء عليه. ونتيجة للجهود التي تقوم بها المخابرات المصرية منذ عدة أشهر والتي توصلت لوقف إطلاق النار في ريف حمص الشمالي والغوطة والمنطقة الجنوبية وأدلب وأخيرًا أعلنت القاهرة، اليوم الخميس، توصل 3 فصائل سورية إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار جنوبدمشق. ووفق بيان لجهاز المخابرات العامة المصرية، فإن اجتماعا عقد بين ثلاثة فصائل سورية، بمقر الجهاز شرقي القاهرة، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بدءا من ظهر اليوم. الموقف المصري الموقف المصري من الأزمة السورية، والذي بدأ يتغير تدريجيًا مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، بعد أن قامت مصر خلال حكم المعزول محمد مرسي بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق وأعلنت صراحة تأييدها للمعارضة المسلحة في سورية بل ووجه الدعوة إلى المصريين للجهاد هناك، تغير الخطاب الرسمي المصري تجاه الأزمة السورية لجهة المطالبة بحل سياسي لها، تمثل بإستقبال وفد من المعارضة السورية بهدف التوصل لصياغة رؤية موحدة بشأن حل سياسي لهذه الأزمة، كما أن هناك مبادرات عدة تنتظر موافقة الرئيس المصري عليها، كمبادرة الدبلوماسية الشعبية المصرية السورية، لعودة العلاقات بين الدولتين، على المستويين الحكومي والشعبي تقودها الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر لجمع التوقيعات الإلكترونية لإعادة العلاقات بين دمشقوالقاهرة. -سوريا في قلب مصر منذ تولى سامح شكري رئاسة الخارجية المصرية أصبح هناك دبلوماسية مصرية جديدة تنظر بعين الإعتبار إلى مصالح الأمن القومي المصري، وسورية تقع في عمق هذه المصالح إن لم تكن في قلبها، فالهدف الإستراتيجي المصري هو الحفاظ على وحدة وسلامة التراب السوري وشعبه، فالتدخل الخارجي بالإضافة إلي أنه فشل فشلًا كبيرًا فهو لم يعد صالحًا، لذلك لا بد من الحل السياسي وأن هذا الحل يتطلب إقناع كافة الأطراف السورية بضرورة الإحتكام إلى لغة الحوار للحل السياسي، لأن الحل العسكري لن يؤدي سوى إلى المزيد من أعمال القتل وسفك دماء الأبرياء، من هنا يأتي التحرك المصري الأخير تجاه الراغبين بالحل السياسي، كون المصلحة المصرية تقتضي حل المشكلة التي إصطنعت في سورية، والتي كانت من أهم أهدافها محاصرة الدور المصري إقليميًا ودوليًا، وإنطلاقًا من ذلك فإن القاهرة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي وهي في عمق الشرق الأوسط، ما يحدث في سورية تداعياته خطرة على الأمن المصري ولا تقل خطورته عن تداعيات الموقف الليبي. 4_مصر تنتفض لليبيا: تستمر مصر في عملها المكثف، وتعقد اجتماعاتها المتتالية مع الفصائل الليبية المتنازعة، بالقاهرة، للتوصل لحلول تحقق طموحات الشعب الليبي، والمصالحة بين الفصائل المختلفة، وتقضى على الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى،خلال كلمتة بالأمم المتحدة، إنه لا حل فى ليبيا إلا بالتسوية السياسية لمواجهة المحاولات التى تستهدف تفتيت الدولة وتحويلها مرتعًا للصراعات القبلية ومسرح عمليات للتنظيمات الإرهابية وتجار السلاح والبشر، وتابع:"أؤكد هنا بمنتهى الوضوح أن مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدولة الليبية أو المناورة بمقدرات الشعب الليبى الشقيق". وخلال كلمته أمام الاجتماع الخاص للملف الليبى بالأمم المتحدة، قال إن الوضع مهيأ سياسيًا وميدانيًا لإحداث الانفراجة المطلوبة فى ليبيا وطى هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ الشعب الليبى الشقيق وبدء مرحلة إعادة البناء، وتابع" لكن إنجاز هذه التسوية التاريخية مرهون بتحقيق أربعة شروط".