" أنا لا أخشى السقوط لأنى نبت من الأرض، ظلت قدماى فوقها دائما".. كلمات بسيطة وجهتها الصحفية فاطمة اليوسف لابنها إحسان عبد القدوس، والتى تمر، اليوم، ذكرى رحيلها. بدأت رحلتها مع روز اليوسف عندما طلبت استكتاب عباس محمود العقاد الذي رفض أن يعمل معها لأنها امرأة إلى أن صارت مؤسسة صحفية عملاقة، وبعد قرار تأميم الصحف الكبرى في 1960، صدر قرار بتأميم دار «روز اليوسف» وتحويلها إلى مؤسسة قومية. عاشت طفولة قاسية، وهى لبنانية الأصل توفيت أمها بعد ولادتها فأودعها أبوها محمد محيي الدين اليوسف لدى أسرة مسيحية لرعايتها وتعليمها وتركوا مربيتها خديجة بصحبتها ولما توفي والدها تغيرت معاملة الأسرة لفاطمة وتغير اسمها من فاطمة إلى روز، وحين قرر أحد أصدقاء الأسرة أن يهاجر إلى البرازيل اصطحب الطفلة «روز»، وحين رست السفينة التي تقلهم على سواحل الإسكندرية للتزود بالوقود كانت نقطة التحول في حياتها حيث هبطت من الباخرة إلى الإسكندرية ثم إلى القاهرة. كانت لها علاقات كثيرة بأصحاب تياترو شارع عبدالعزيز، وأخذت تتردد على المسارح إلى أن قابلت عزيز عيد، الذي كان بمثابة الأب الفني والراعي والمعلم وأعطاها دورا في مسرحية «عواطف البنين»، وكان عمرها 16 عاما، وأخذت تتنقل بين الفرق الفنية، ومنها فرقة جورج أبيض وفرقة عبدالرحمن رشدي. والتقت الفنان محمد عبدالوهاب إلى أن سطع نجمها في فرقة يوسف وهبي وعزيز عيد «مسرح رمسيس» وكانت بطلة المسرحيات، ونجحت نجاحا رائعا وأُطلق عليها النقاد والجمهور الاسم الخالد «سارة برنار الشرق» لبلوغها المجد، الذي وصلت إليه سارة برنار ممثلة فرنسا الأولى آنذاك، ثم انتقلت لفرقة نجيب الريحاني، الذي قرر أن يمثل الروايات التراجيدية، ولم تستمر في الفرقة، واعتزلت الفن عزلة حتى جاءتها فكرة الصحافة. وجاءتها فكرة تأسيس مجلة أثناء جلسة في محل حلواني اسمه «كساب» في أغسطس 1925 مع محمود عزمي وأحمد حسن وإبراهيم خليل، أثناء الحديث عن الفن، فتطرق الحديث للحاجة الشديدة لصحافة فنية محترمة ونقد فني سليم ونزيه، وسألت أصدقاءها: «لماذا لا أصدر مجلة فنية؟»، واتصلت بمحمد التابعي، ممثل الصحافة الجديدة، وصدر العدد الأول من «روزاليوسف» في 26 أكتوبر 1925 وكانت مجلة أسبوعية فنية أدبية مصورة وبعد السنة الثالثة تحولت «روز اليوسف» لصحيفة سياسية كلفتها المساءلة والاعتقال في سبيل إعلاء كلمة الحق والصمود في وجه الفساد والظلم. جدير بالذكر أن "روز اليوسف" تزوجت 3 مرات، الأولى من المهندس محمد عبدالقدوس في 1917، والد إحسان عبدالقدوس، وكان قد ترك وقتها العمل الحكومي، واتجه إلى الفن وانخرط في فن التمثيل، ثم تزوجت زكي طليمات ورزقا بابنتهما «آمال»، كما تزوجت من قاسم أمين، حفيد قاسم أمين، محرر المرأة، وتوفيت زي النهارده في 10 أبريل 1958.