اعرف أسعار الذهب اليوم 25 أبريل وتوقعات السعر الأيام المقبلة    أخبار مصر: زيادة أسعار سجائر وينستون وكامل وجولدن كوست، محافظة جديدة تنظم لمقاطعة الأسماك، وقف خدمات الكاش بشركات المحمول    نمو إيرادات فورد وتراجع أرباحها خلال الربع الأول    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على رفح الفلسطينية    وصول 162 شاحنة مساعدات لقطاع غزة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم البري    موعد مباراة أهلي جدة والرياض اليوم في دوري روشن السعودي والقناة الناقلة    اليوم.. طقس شديد الحرارة نهارًا ورياح مثيرة للرمال وأتربة عالقة    شكرًا على حبك وتشجيعك.. ريهام عبدالغفور ترثي والدها الفنان الراحل بكلمات مؤثرة    ضرب نار في أسعار الفراخ والبيض اليوم 25 أبريل.. شوف بكام    الشرطة الأمريكية تعتقل عددًا من الطلاب المؤيدين لفلسطين بجامعة كاليفورنيا.. فيديو    حزب الله يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية مختلفة    ارتفاع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 25 إبريل 2024    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    «عمال البناء والأخشاب» تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى تحرير سيناء    اضبط ساعتك.. موعد بدء التوقيت الصيفي في مصر 2024| وطريقة تغيير الوقت    أحمد جمال سعيد حديث السوشيال ميديا بعد انفصاله عن سارة قمر    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    "شياطين الغبار".. فيديو متداول يُثير الفزع في المدينة المنورة    بسبب روسيا والصين.. الأمم المتحدة تفشل في منع سباق التسلح النووي    ب86 ألف جنيه.. أرخص 3 سيارات في مصر بعد انخفاض الأسعار    محافظ المنيا: 5 سيارات إطفاء سيطرت على حريق "مخزن ملوي" ولا يوجد ضحايا (صور)    تطور مثير في جريمة الطفلة جانيت بمدينة نصر والطب الشرعي كلمة السر    ميدو يطالب بالتصدي لتزوير أعمار لاعبي قطاع الناشئين    حزب المصريين: البطولة العربية للفروسية تكشف حجم تطور المنظومة الرياضية العسكرية في عهد السيسي    «الاستثمار» تبحث مع 20 شركة صينية إنشاء «مدينة نسيجية»    عن تشابه «العتاولة» و«بدون سابق إنذار».. منة تيسير: التناول والأحداث تختلف (فيديو)    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    إصابة 9 أشخاص في حريق منزل بأسيوط    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أبو رجيلة: فوجئت بتكريم الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    لتفانيه في العمل.. تكريم مأمور مركز سمالوط بالمنيا    أول تعليق من رئيس نادي المنصورة بعد الصعود لدوري المحترفين    الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني يعلن الترشح لفترة رئاسية ثانية    تدريب 27 ممرضة على الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى بصحة بني سويف    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    الهلال الأحمر: لم يتم رصد أي مخالفات داخل شاحنات المساعدات في رفح    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعايير الفنية الغائبة
الجوائز العربية بين الاحتكام للضمير وترضية المَنْسِيين
نشر في أخبار الأدب يوم 30 - 05 - 2015

وضعتْ قواعد الاحتكام التي استنها المُحكِّمُون الجدُّد في جائزة البوكر العالمية، التي أعلن نسختها الأخيرة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي وجائزة كتارا (الجائزة الوليدة والأكثر سخاءً) القارئ للإبداع والمتابع له علي حد سواء في مأزق كبير، فبينما مالت الجائزة الأولي التي تُعدُّ أكثر خبرة وتجربةً، إلي اعتماد قواعد تبعد عن المعايير الفنية المعمول به في مثل هذه المسابقات، بالإدلاء بتصريحات قبل الإعلان عن الفائز كما فعلت عضو لجنة التحكيم بروين حبيب، أو الاحتكام إلي الضمير كما فعل الشاعر مريد البرغوثي رئيس لجنة التحكيم، فكتبَ علي صفحته الشَّخصية بموقع التواصل الاجتماعيّ "فيس بوك" قبل إعلان النتيجة بوقت قصير: ابعد قليل سأقوم بإعلان اسم الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية لهذه السنة. ضميري كرئيس لجنة التحكيم مرتاح»، أو حتي عدم الالتفات للمعايير كما فعلت جائزة كتارا التي توضح معايير الاختيار لهذه الأعمال.
جوائز الترضية
الشيء الغريب أن هوية الرواية الفائزة ظلت إلي أن نطق البرغوثي باسم رواية الطلياني للتونسي شكري المبخوت، مجهولة من قبل بورصات التخمينات التي تراوحت الترجيحات فيها بين روايتي شوق الدرويش لحمّور زيادة (والتي كانت كفتها لا تميل بسبب فوزها بجائزة نجيب محفوظ 2014) وبين رواية المبخوت ذاته، وإن كانت هي الأخري قد حصلت علي جائزة كومار في تونس. لكن لكونها الرواية الأولي لصاحبها ما عزّز الفوز بنَاءً علي قراءة في تاريخ الجائزة منذ أن حصل يوسف زيدان عليها عن رواية عزازيل ثم سعود السنعوسي، إلي أحمد سعدواوي، وصولاً إلي المبخوت الذي كانت روايته الأولي أيضًا. في حالة كتارا مع الأسف انتفت صفة السّرية التي تحتفظ بها اللجان لنفسها، فقد حدث أن تردّدت أسماء الفائزين ليس فقط قبل حفل التسليم بساعات، بل إن اسم إبراهيم عبد المجيد الذي خلت القائمة القصيرة من اسمه في جائزة البوكر، تردّد بقوة وللأسف منذ فترة طويلة تعود إلي شهر فبراير أي بعد أن خذلته البوكر وكأنّها رسالة طمأنة ابأنك معنا»، ونفس الشيء حدث مع الروائي السّوداني أمير تاج السّر، الذي خذلته أيضًا القائمة في العام الماضي. ومن ثم جاءت الاستعانة باسم أمير تاج السّر، لتصعد باسمه الكبير أولي خطوتها في عالم الجوائز وكأنه بمثابة تحصين لها. ورغم أهمية جائزة كتارا والامتيازات التي تمنحها للفائز بها إلا أنها بهذه الأهداف غير المعلنة والتي ترجمت إلي حقائق يوم إعلان الأسماء تصبح جائزة ترضية ومصالحة لمن خذلتهم البوكر.
في ظلّ الاحتكام إلي الضمير في حالة البوكر، وإلي الترضية والمصالحة في كتارا، وهي معايير جديدة احتكمت إليها لجان التحكيم في الجائزتيْن، علينا أن نتساءل لماذا غابت المعايير الفنيّة للاحتكام علي الأعمال الإبداعيّة؟ هل المحاصّصة والترضية صارتا معياريْن بغض النظر عن الأسماء التي حصلت عليها؟!
أموال وانتقادات
ليس المشترك الوحيد بين الجائزتيْن غياب المعايير الحقيقية للاحتكام وإنما كان ثمة هجوم علي الأسماء سواء لجان التحكيم كما في البوكر أو الفائزين بالجوائز كما في كتارا؛ حيث فازت العراقية ميسلون هادي في فرع الرواية المخطوطة وهي لها ثلاث روايات وهو ما يُقلِّل مِن شأن الكاتبة التي تجاوزت الستين من العمر، حتي ولو كان الغرض فتح باب الأمل للأدباء الكبار بالمشاركة في فئة الرِّواية المخطوطة. المشترك الأهمّ إلي جانب القيمة المالية الضخمة الذي دفع البعض لتخطي الوضع السياسي المتأزم بين البلدين والتقدم للجائزة، هو حالة التخبط التي رافقت الجائزتين، الأولي بكثرة التصريحات والاتهامات المتبادلة بين أعضاء اللجنة والنقاد والثانية بالتسريبات، وإن كان الأمر في البوكر صعبًا قليلاً، حيث منذ أن أَعلنتْ عن قائمتها الطويلة وقد صاحبتها حالة من التخبُّط والجدل، وصل إلي اتّهام الّلْجنةِ ذاتها بأنّها غير مُتخصِّصَةٍ (البرغوثي شاعر رئيسًا، وبروين حبيب عضو، وهي الأخري شاعرة)، كما تضمُّ الّلجنة المصريّ أيمن أحمد الدسوقي (غير متحقّق نقديًّا)، والناقد والأكاديمي العراقي نجم عبدالله كاظم، والأكاديمية والمترجمة والباحثة اليابانية كاورو ياماموتو(التي شَكّ أحد المحررين في قدرتها متساءلاً: هل في إمكان المستشرقة اليابانية كارو ياماموتو، عضو لجنة التحكيم، أن تقرأ مئة وثمانين رواية في فترة قصيرة لتختار أسماء القائمة الطويلة والقصيرة من ثمّ، هي التي تحتاج إلي مَن ايدعمب عربيتها مثلما فعل محمد عضيمة الذي شاركها ترجمة مختارات من الشعر الياباني؟). بل إن مواقع التواصل شهدت هجومًا شنيعًا علي اختيارات اللجنة، حيث أن الاختيارت التي اهتدت إليها اللجنة بعد فحص ومحص وقراءات (في المطارات، في الطائرة، في قاعة الانتظار عند الطبيب، وبين جدران بيتي، أقرأة أقرأ في الفراش، ثم أغير موقعي.. فأقرأ في غرفة الجلوس، ثم في المكتب، في المطبخة وأحيانا أنسي أن آكل، لأن ما بين يديّ يأخذني لعوالم أخري. بتعبير بروين حبيب) ومع هذا جاءت مع الأسف دون أن تتحقق فيها شرائط الكتابة الجيدة، أو حتي استحدثتْ تقنياتٍ جديدةً يعوّل عليها في رسم طريقًا جديدًا في الخريطة السردية، بعدما أصابها التكلّس ونخر في جنباتها السُّوس لدي البعض من فرط تقليديتها، وسذاجة طرحها، خاصّة وأن هذه الاختيارات اُنْتقِيتْ من بين 180 رواية هي جملة ما عُرض للجنة. وذهب البعض الآخر إلي أن ثمّة رواياتٍ لم تخترها اللجنة هي أفضلُ بكثير ممّا ضمّته اللجنة (غير المعلنة الأسماء حتي إعلان القائمة الطويلة في أكتوبر من عام 2014) إلي قائمتها الطويلة.
حالة عدم الرضا علي اختيارات اللجنة، جعلتْ إحدي العضوات، الشاعرة البحرينية بروين حبيب تكتب مقالتيْن في جريدة القدس العربي، الأولي بعنوان (عن البوكر العربية ولجنة تحكيمها) بتاريخ 23 فبراير 2015، والثانية بعنوان االشجرة التي أثمرتب بتاريخ الثاني من مارس 2015، في تبيان وتعليل أسباب الاختيار، وهو ما يُبيّن أن ضمير اللجنة بدأ يشعر بالتوجس، من الانتقادات لها علي ظهر الصحف أو الأقويل المتناثرة (علي صفحات الفيس بوك) والتي لم يكن معظمها يُجافي الحقيقة، لأنّ معني قبول قرارات اللجنة هو ما يعني إعلان انعدام الذائقة النقدية، وهو ما ليس بصحيح؛ لأنَّ كثيرًا من الأعمال لا ترقي لأن تكون في جائزة محلية، وليس في سباق علي مستوي العالم العربيّ.
النظرية البروينيّة
علي عكس ما أرادتْ بروين من إراحة ضميرها بكتابة مقالتها، سكبت الزّيت علي النار، وزادت من حدة النقاش والخلاف، فجاء ردّ الناقد العراقي سامي البدري بعنوان االأغصان تُنبت في جذوع الشّجر السّليمب مفنِّدًا إدعاءت بروين وأهليتها لأن تكون عضوة لجنة تحكيم، بل أشار إلي المقالات التي انتقدت الأعمال ردًا علي مقولتها اكثير من النقد وجه للجنة تحكيم البوكر العربية، لكن لا نَقْدَ وجه للأعمال التي رُشْحِتْ»، http://www.alquds.co.uk/?p=301222 وقد كان من بينها مقالته. وبالمثل فعل سمير قاسمي الكاتب الجزائري في مقالة شديدة الهجوم بعنوان افي قلع الضرس: البوكر ومعيار "الهمس الخياليب http://elmassar-ar.com/ara/permalink/40917.html ومرة أخري االنّظريّة البروينيّة. الرّواية والبوكر»، وقد اعتبر مقالتها مُمْعِنةً في االفوقية والتبرير لغير المبرّر»، بل كان عبد الدائم السَّلامي أكثر جرأة عندما تساءل في استنكاراما علاقة بروين حبيب بالرواية العربية؟ أعني: هل رأيتم بروين حبيب تقرأ رواية؟»، ثمّ أَتبعها بمقالة في جريدة الحياة عن الأفة التي أصابتِ الرواية في مقتل، جاء عنوانها هكذا اإصابة الرواية في مقتل»، مُعرِّجًا علي الشليلة، ومنتهيًا إلي أن اختيارات اللجنة تجعلنا علي حدّ قوله نتساءل اإمّا أنّ المُنجَز الرّوائي العربيّ لم يبلغ بعدُ درجة التطوّر الفني ولم يرتقِ إلي مراقي السّرد الفذّ وإمّا أنّ ذائقةَ لجنة تحكيم البوكر متهافتة ومدرسانية بل وذاتية الأحكامب.
كما كان للمعايير التي اعتمدتها اللجنة في الاختيار حسبما صرّحتْ عضو اللجنة بروين حبيب، إضافة إلي تباهيها بالشهادات التي حصلت عليها، مجالًا للسُّخرية، والانتقادات من بروين بحسب مقالها تؤسِّس لنظرية جديدة في النقد، تجعل من البنية والركائز العالمية لأي رواية مجرد زأشياءس لا بأس ألا تتوفر في العمل الروائي ما دام كتب بلغة جميلة. هذا بالإضافة إلي انتقادات الكتاب الذين خرجوا من القائمة القصيرة للجائزة ولجنتها كما فعل الكاتب المصري أشرف الخمايسي الذي كانت روايته اانحراف حادب الصادرة عن نهضة مصر، قد دخلت القائمة الطويلة، فقد علّق عقب إعلان القائمة القصيرة وخلوها من روايته معرضًا بقصور وعدم كفاءة وأهلية لجنة التحكيم، بل معلنًا أيضًا أنه لن يترشح لها مستقبلاً، حسب ما جاء في تدوينته هكذا الن أزجّ بأعمالي، لتقع بين يدي مَن لا يمتلك القريحة الإبداعية القادرة علي فهمها، وإن امتلكَ فهو لا يمتلكُ النّزاهة المطلوبة لتحكيمها علي الأساس الإبداعيّ فقطب. وأضاف مُعلِّقًا علي قائمة الرّوايات التي دخلت القائمة القصيرة: اإن ما تمّ تصعيده مِن روايات كان أقلّ فنيًّا مِن روايتي اانحراف حادّ» بشهادة النُّقاد والقرّاءا.
محاكم تفتيش روائية
لم تخلُ كتارا من الهجوم والانتقاد سواء علي لجنة التحكيم التي استطاعت أن تقرأ 711 رواية ما بين مخطوطة ومطبوعة وهو ما حدا بالأستاذ عبده وازن لأن يتمني علي اللجنة ويتساءل:هل هذه ظاهرة سليمة؟ كيف ولد هؤلاء الروائيون وأين ومتي؟ ليت لجنة كتارا تكشف أسرار هذه المخطوطات وتتيح للنقاد والصحافيين أن يتناولوا هذه الظاهرة عن كثب ويجروا تحقيقاً حول المخطوطات مع إحصاء للأسماء والبلدان والأجيال. هذا من باب التمن. لكن الهجوم الأكثر كان خاصًا بالفائزين، وبالأحري الفائز المصري إبراهيم عبد المجيد، حيث فرضت السياسة كلمتها فأعربت الأستاذة الروائية الكبيرة سلوي بكر حسبما جاء في جريدة الوطن المصرية، عن أسفها الشديد للمشاركة إبراهيم عبد المجيد في جائزة كتارا، والمزعج كان دعوتها بمطالبة المجلس الأعلي للثقافة بفتح تحقيق مع 240 روائي شاركوا في المسابقة التي أرادت قطر من خلالها إذلال المصريين بحسب قولها، تصريح بكر استنكره الروائي المصري أحمد شوقي في مقالته في المُدن الإليكترونية التي حملت كتارا" توقظ أنصار محاكم التفتيش»، الأعجب أن مواقع الصحف المصرية مثل اليوم السابع وبوابة الأهرام والوطن، أجروا استطلاعًا حول الموضوع ذاته، ومع الأسف كانت النتيجة سلبية حتي أن البعض راح يُلمِّح ويغمز حول تخفّي عبد المجيد أثناء ذهابه لقطر، حيث كما ذكر أصدقاؤه أنّه أخبرهم بأنه متجه إلي باريس وليس قطر، كما جاء في تدوينة رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور أحمد مجاهد، وهو الأمر الذي تقبله عبد المجيد بسخرية، بأن أعلن علي صفحته ازعلانين علشان قلت لهم في براغ أنا رايح باريس مش الدوحة. طيب أنا رايح باريس مرة تانية أهه. فكروا باه في الجايزة الجديدة وفين؟ ههههههههههههه
مثلما تعرَّضت لجنة تحكيم البوكر للنقد تعرّضت لجنة تحكيم كتارا للانتقاد خاصَّة أن عدد المتقدمين كثير جدًّا، وليس مُقتصرًا فقط علي الروايات المطبوعة بل هناك المخطوطة، وهو ما يمثِّل عبئًا علي اللجنة، الفارق الوحيد أن لجنة كتارا كما قرَّر مُقررها العام الكاتب القطري خالد السّيد اتخضع لثلاث مراحل وثلاث لجان، تتولي بالتالي أعمال الفرز ثم التحكيم. كما اُنتقد غياب معايير الاختيار التي أعلنت الجائزة عن نشرها كما وعدت إدارة الجائزة خلال حفل الافتتاح لكنها لم تُعلن عنها حتي (وقت كتابة المقالة). كما فتح غياب الروائيين لحساب النقاد والأكاديميين في عضوية لجان التحكيم الباب للانتقاد خاصة أن معظمهم ممن يعملون في جامعة قطر، أهم الانتقادات التي وجهت إليها هو أن منح كتارا جائزتها الأولي لإبراهيم عبد المجيد عن روايته أدجيوا، كان لغرض سياسيّ، حيث تريد الجائزة أن تنفي عن نفسها علاقتها بالسياسة، حتي أن البعض ذهب نظرًا لتدهور العلاقات علي المستوي الشعبي والسياسي في الفترة الأخيرة بأن الجائزة لن تمنح لمصري وهو ما خيبت الجائزة ظنونهم بمنحها لعبد المجيد لتقول إن المصريين شركاء في الثقافة العربية، حتي ولو كان ثمة منغصات سياسية.
نضوب معين الإبداع
نجح البرغوثي بتخليص ضميره من وزر الجائزة بأن وضع علي صفحته الآليات التي اعتمدها هو اللجنة أثناء مدة العمل، بالطبع لم يتقبلها الكثيرون، لكن يكفي أنه كان مقتنعًا بما فعل، فأغلق باب الحوار في موضوعها، وهو عكس ما حدث مع كتارا التي لم توضح آليات اختيار الروايات الفائزة، واكتفت بتسليم الجوائز للفائزين فقط، لكن مازالت نيران كتارا تصيب كل من لمس ريحها، فذهب جابر عصفور الذي حصل علي جائزة القذافي من قبل دون أن يتواري خجلاً من فعلته لأن يقول أنا سيئ الظن بكل ما يأتي من قطر منذ عقود وواصل اإن قطر تأمل بجائزة كتارا أن تتشبه بجاراتها بخاصة الإمارات، وأنا شخصيًا أري مشروع كتارا زغير بريءس لكن لا ألزم غيري بموقفي، وعلينا أن نكون ديمقراطيين، فهذه الدويلة تحاول جذب الأدباء لها بالأموال، مثلما فعلوا مع عزمي بشارة وغيره، كجزء من الدعاية السياسية لها»، وهو الأمر الذي وصل إلي اتهامات بالعمالة، وغيرها من تهم جاهزة رُددت ضد إبراهيم عبد المجيد الحاصل عليها الاستثناء الوحيد من سيل الاتهامات ما كتبه صلاح عيسي دفاعًا عن الروائيين المصريين الفائزين، حيث رأي أنهم لم يخطئوا في التقدم للجائزة بل رأي في الموضوع أكثر إيجابية لذا تساءل في نهاية مقالته: أليس من الأفضل لنا جميعًا، ولقطر نفسها أن تنفق أموالها علي تشجيع الآداب والفنون بدلاً من أن تنفقها علي دعم جماعة تعيش خارج التاريخ وتعتبر نجيب محفوظ كافرًا، ونزار قباني داعرًا، وتتحالف مع جماعات تحطم الآثار وتسعي لإعادة البشرية إلي القرون الوسطي، ليكون مصير المسؤولين فيها هو المصير نفسه الذي لقيه كل الذين تحالفوا معها من قبل؟!
http://www.almasryalyoum.com/news/details/738844#.VWDaowzkwqw.facebook. نفس الشيء فعله وائل السمري في مقالته في اليوم السابع حيث استنكر الحرب الضارية علي الفائزين بل دعا إلي اعدم الانصياع إلي هذا التطرف تجاه قطر وشعبها ومثقفيها ومؤسساتها الثقافية، بل أدعوهم إلي ممارسة كل أشكال الاتصال الثقافي مع قطرhttp://www.youm7.com/story/2015/5/24/%D9%87%D9%84- . وبعد كلّ هذا الضجيج يبقي للجوائز قيمتها المالية التي يحصل عليها الفائز، ولا يعبأ بما يقال عنها ولن تهمد الأصوات حتي يلوح خبر جائزة أخري فتسن من جديد السكاكين، إلا إذا أعلن أنه الا جوائز في بلاد النفط»، وهذا من سابع المستحيلات. لدي تساؤل أخير بحكم جائزة البوكر التي تخطت مرحلة البدايات، هل ثمة روائي فاز بهذه الجائزة تخطي في كتابته الرواية الفائزة؟ الجواب لا، والدليل يوسف زيدان كتب بعد اعزازيل الحاصلة علي الجائزة في دورتها الثانية 2009، ثلاث روايات النبطي ومحال وجونتنامو ومع هذا لم تكن هذه الأعمال في قوة الرواية الفائزة بالبوكر، وكذلك ربيع جابر بعد ادروز بلغراد لم تأتِ رواية تضاهيها، وسعود السنعوسي بعد اساق البامبو جاءت روايته الجديدة افئران أمي حِصّةب مترهلة، ومحمد الأشعري الحاصل عليها مناصفة مع رجاء عالم عام 2011، نشر رواية بعنوان اعلبة الأسماءب لم تتجاوز رقعتها المكانية في الانتشار، والأمثلة كثيرة، أما بهاء طاهر الذي افتتحت روايته اواحة الغروب الجائزة في عام 2008، وأحمد سعداوي الحاصل عليها عام 2014، ورجاء عالم فلم يكتبوا بعدها شيئًا حتي الآن، إلخ ... من نماذج تجعلنا نقول إن هذه الجوائز بسخائها المالي كانت نِقمة علي المبدعين الذين نضب معين أفكارهم الذي انشغل بِعَدِّ الأوراق الخضراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.