لاتزال قضية السرقة العلمية التي ارتكبها الدكتور طارق النعمان - المدرس بكلية الآداب، جامعة القاهرة، والمنتدب للاشراف علي دار الكتب بباق الخلق - في حالة من الغموض علي الرغم من حدوث عدد من التطورات، التي توجب علي جامعة القاهرة، ووزارة الثقافة اتخاذ مواقف ايجابية لطي صفحة هذه القضية، التي شغلت الأوساط الأكاديمية، والوسط الثقافي، منذ نهاية عام 2014 . ثمة ثلاثة تطورات، مهمة شهدتها هذه القضية في الفترة الأخيرة، أول هذه التطورات، أن مجلة "فصول" قد نشرت في عددها الأخير رقم 98،90 اعتذارا عن نشرها مقالا للدكتور طارق النعمان في العدد 84،85 الصادر في 2012 عنوانه (الاستعارة التصورية: قراءة في الأدبيات المعرفية).. وأكدت المجلة - في اعتذارها - أن المقال ليس إلا ترجمة من كتاب. Cognitive Linguistics; an intvoduction ونشرت المجلة - أيضا - خطابا، وجهه النعمان إليها، يعترف فيه أن المقال ليس له، وأنه مجرد ترجمة لفصل من الكتاب المشار إليه. ولعل الغريب في هذا الأمر، أن المجلة وضعت ذلك الاعتذار في صفحاتها الأخيرة، دون أن تشير إليه في فهرس العدد وكأنها تتواري عن فعل مشين ارتكبته، واكتفت بمجرد وضعه في العدد دون تقديم تبرير مقنع للخطأ الذي ارتكبه النعمان. ويتعلق التطور الثاني في قضية النعمان، بموقف جامعة القاهرة، خاصة بعد أن تخلص عميد الكلية د. معتز عبدالله من القضية برمتها بإحالتها إلي رئيس الجامعة، ليبدأ التحقيق في كل ما يتعلق بكافة محاورها، واظهار الحقيقة لجموع أعضاء هيئة التدريس، الملمين بكل أبعادها، والذين ينتظرون معرفة كل ما تنتهجه ادارة الجامعة فيما يخص مثل هذه القضايا التي تضر بسمعة المجتمع الجامعي، إلا أن الموقف لايزال غير واضح حتي الآن!! فمع تبادل الشكاوي بين الدكتور ناصر الموافي (الذي اكتشف السرقة)، والدكتور طارق النعمان (مرتكب السرقة)، عاقبت الجامعة الدكتور ناصر الموافي بالايقاف عن العمل لعدة أشهر، ثم سلمته خطابا يوم 4 مايو الحالي، بضرورة مثوله أمام المحقق المكلف بالتحقيق في الشكاوي المتبادلة بينه وبين النعمان، علي أن يحضر يوم 3 مايو (هذا الشهر)، ولما كان د. الموافي موقوفا عن العمل حتي يوم 4 مايو الحالي، فقد حضر إلي الجامعة في هذا اليوم، وفوجيء بأن الجامعة أرسلت إلي قسم اللغة العربية - التابع له - خطابا تخبره فيه بحفظ التحقيق، نظرا لعدم حضور الدكتور ناصر الموافي جلسة التحقيق (لعدم موافاته بميعاد التحقيق)، الأمر الذي رأته الجامعة دالا علي عدم جدية الشاكي (لدينا صورة من خطاب الجامعة). وهكذا أعلنت ادارة جامعة القاهرة، بطريقة غير مباشرة - أنها أنهت عملها في موضوع السرقة العلمية دون أن تعلن ماذا تم فيه بالضبط؟!، وهل قامت بالتحقيق مع الدكتور طارق النعمان أم لا؟! الغريب في الأمر أن د. النعمان، أعترف في رده المنشور بأخبار الأدب عدد 14 سبتمبر 2014، بارتكابه السرقة التي بررها بأسباب غريبة، ثم نشرت مجلة "فصول" اعتذاره الذي يؤكد حدوث السرقة من جانبه، ومع هذا كله لم تعلن جامعة القاهرة، حتي الآن، ماذا تم في هذا الموضوع وما النتيجة التي انتهت إليها التحقيقات، ان كانت قد تمت بالفعل؟! أما التطور الأخير، فقد ظهر يوم اجتماع مجلس قسم اللغة العربية بكلية الآداب بتاريخ يوم الاثنين 4 مايو الحالي، حيث فوجيء القسم بخطاب الجامعة، الذي تعلن فيه عن حفظ التحقيق في الشكاوي المتبادلة بين الموافي والنعمان، وفي هذه الجلسة قرر المجلس - بالاجماع - رفض قرار الجامعة، واعداد رد مناسب من قبل قسم اللغة العربية، حتي يتضح ما قامت به الجامعة في التعامل مع قضية السرقة العلمية التي ارتكبها د. النعمان. والسؤال الآن عن موقف وزير الثقافة الحالي الدكتور عبدالواحد النبوي من تجديد انتداب د. طارق النعمان، لاسيما أن انتدابه لدار الكتب بباب الخلق سينتهي أجله الشهر القادم (يونيو).