لا تنته أزمة في وزارة الآثار إلا وتنفجر أخري. الأزمة الجديدة قد تقضي علي متحف كامل لا تقدر محتوياته بثمن هو متحف المجوهرات الملكية بالأسكندرية الذي اصر الوزير علي افتتاحه في اكتوبر الماضي وسط مشكلات أمنية إضافة إلي مشكلات في الترميم والتأمين، الأزمة الجديدة تتمثل في تلف أجهزة الإطفاء الأوتوماتيكي وهو امر يتكتمه الجميع حيث سلمت الشركة الموقع تسليما نهائيا وتم الافتتاح الرسمي دون ان تنفذ اي تجربة عملية لمعدات الاطفاء الاوتوماتيكي التي اثبتت التجربة بعد ذلك تلفها تلفا يشكل مأزقا كبيرا لصعوبة الإصلاح بما يهدد باحتراق المتحف بالكامل عند حدوث أصغر حريق في غيبة الموظفين . المعلومات التي بين ايدينا يؤكدها تقرير قدمه أحد كبار المسؤولين بالأثار بمدينة الأسكندرية إلي جهة امنية مطالبا بالتحقيق في الواقعة التي لا يمثل تلف الأجهزة كارثتها الوحيدة حيث يؤكد التقرير أن حفرا تم في الحوائط الأثرية لقصر الأميرة فاطمة الذي تحول إلي متحف للمجوهرات وتم تركيب مواسير ضخ مادة الإطفاء في تلك الحوائط كما قامت الشركة ببناء حوائط أخري حديثة داخل المبني الأثري لإخفاء أماكن تركيب المواسير إضافة إلي عدم تقديم الشركة المنفذة "المقاولون العرب" لخريطة توضح مسارات المواسير داخل الحوائط بما يهدد بتكسير الحوائط مرة اخري لمعرفة المسارات حيث أثبتت التجربة انسداد بعضها بما سبب انفجارا لبعض اسطوانات حفظ مادة الإطفاء عند ضخها في التجربة الوحيدة التي تمت للأجهزة وهو ما تطلب سرعة التدخل لملء الاسطوانات دون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيث تم ملء الاسطوانات دون توصيلها لأن توصيلها يعني انفجارا جديدا لبقاء الانسداد في المواسير دون معالجة، الكارثة ان العملية اسندت من جديد لنفس الشركة ضمن مناقصة محدودة وتم الاسناد بمبلغ يتجاوز اختصاص رئيس قطاع المشروعات آنذاك اللواء محمد الشيخة المقال دون مساءلة علي اي من جرائم قطاعه في حق أثار مصر ومالها العام ،الأمر الذي استدعي موافقة الوزير الذي تعجل الافتتاح دون تنفيذ توصيات الدفاع المدني . وكان افتتاح المتحف قد تم رغم النصائح الأمنية بخطورة ذلك ، ويبدو أن الوزير لم يكن يهمه سوي الشو الإعلامي لافتتاحاته كما هو الحال في متحف المنيل وغيره من المتاحف التي افتتحت رغم وجود مشكلات واخطاء فادحة، ولم يلتفت وزير الاثار إلي قيمة المجوهرات الملكية التي لا تقدر بثمن أو إلي المخاطر ، كما يبدو ان الوزارة ليست علي دراية بالتعامل مع مبانيها الهامة حيث تم تنظيف جدران المتحف بخراطيم المطافي 3 مرات خلال الشهرين السابقين علي افتتاحه لتكتمل منظومة الإتلاف لأرضياته الخشبية التي تدخل المياه تحتها باندفاعها من خلال نوافذ المتحف بما عرضها للعفن من الداخل إضافة إلي ماتتعرض له الدهانات الخارجية من تلفيات نتيجة التنظيف تحت هذا الضغط الهائل من المياه. يذكر أنه من أهم القطع الموجودة بالمتحف: تاج الأميرة شويكار الزوجة الأولي للملك أحمد فؤاد المصنوع من البلاتين المرصع بالماس واللؤلؤ، تاج الأميرة فريدة الزوجة الأولي للملك فاروق ومصنوع من البلاتين المرصع بالماس، شطرنج مهدي من شاه إيران إلي الملك فاروق بمناسبة زواجه من شقيقته الأميرة فوزية وهو مصنوع من الذهب والمينا الملونة، كأس من الذهب علي شكل شعلة مربعة محلي بالمينا الملونة يحمل اسم الملك فاروق الأول يعلوه التاج الملكي، كأس من الذهب مستدير الشكل عليه مناظر سياحية من ارض مصر مهدي من الملك فؤاد الأول بمناسبة المسابقة العالمية للدعاية السياحية التي أسسها عام 1933م. وقلادة محمد علي والي مصر ومؤسس الأسرة العلوية مصنوعة من الذهب واللؤلؤ والتي تعادل قلادة النيل في الوقت الحالي، منظار كبير من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة، ساعة جيب من الذهب المرصع بالماس، غطاء من الذهب لإناءين علي شكل ثمرة خرشوف، طقم مكتب من الذهب المرصع بالماس إضافة إلي شخشيخة نادرة من خيوط الفضة وقطع الألماس والذهب.وقد تم إغلاق المتحف عام 2003 لتنفيذ مشروع ترميم متكامل للمتحف معماريا وإنشائيا وهندسة اليكترونية وفتارين عرض متحفي، بتكلفة 41 مليون جنيه، وتم افتتاحه عام 2010 واغلق المتحف بعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير لظروف أمنية بعد حالة الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد إلي ان افتتحه الدماطي في اكتوبر عام 2014 .