علي مدي الأيام الماضية شهدت وزارة الثقافة العديد من التصرفات، التي تدفعنا للقول أننا أمام مشهد مرتبك، فالوزارة ترسل للصحف والفضائيات بيانا يحمل توقيع المستشار الاعلامي الزميل محمد بغدادي بعنوان( بيان وزارة الثقافة حول حرق العديد من الكتب بإحدي المدارس) وفيه هجوم حاد علي وزارة التعليم، وصل إلي حد القول ( ليعلم كل المصريين من أين أتي إلينا كل هذا التطرف) وبعده بوقت قليل يهاجم أحد مقدمي برامج " التوك شو" هذا البيان ويصفه بأنه لا يمكن أن يكون صادرا إلا من وزارة ثقافة طالبان ( المذيع مع حرق الكتب)، ويستضيف علي التليفون بغدادي الذي ينفي علم الوزير بهذا البيان، وبعد ذلك يأتي صوت الوزير لينفي علمه بالبيان الصادر عن وزارته ويؤكد تعاونه مع وزارة التربية والتعليم. هذا مشهد.. يضاف إليه مشهد وقع قبله بساعات، بطلته " عزة" الموظفة بمتحف محمود سعيد بالإسكندرية، التي أسهبت في عرض ما تم بينها وبين الوزير أثناء تفقده للموقع، ووصفه إياها ب" التخينة" وعدم رضاها- ورضانا- عن هذا الوصف، مما جعل الوزير يبادر بالاتصال بها-حسبما جاء في بيان للوزارة- نافيا قصده أية إهانة وتأكيده علي احترامه وتقديره لدور المرأة المصرية الفعال في المجتمع المصري. قبل هذين المشهدين بساعات- ايضا- تفقد الوزير قصر ثقافة القباري بالإسكندرية، ووجده مغلقا تماما، وجاء في بيان الوزارة ( بالرغم من أن يوم الأحد-يوم الجولة- يوم عمل) وربما قصد البيان التأكيد علي أن الأحد يوم عمل، لأن الوزير تفقد قصر ثقافة بنها يوم السبت وهو يوم إجازة، إلا أن القصر كان من المفترض أن يشهد نشاطا في هذا اليوم، إلا أن الوزير أبدي أستياءه من القصر، وهو نفس الأمر الذي ينطبق علي قصر ثقافة مصطفي كامل، الذي زاره- أيضا- وأبدي ملاحظات سلبية كثيرة علي هذا الموقع. كل هذه المشاهد تؤكد أننا أمام موقف مرتبك لوزارة الثقافة، وزير يتعب نفسه في جولات تفقدية في مواقع نعلم تماما، أنها لا تحقق الغرض منها، فالجهة التي تتبعها وهي هيئة قصور الثقافة، فاقدة لاستراتيجية واضحة للعمل، وأولويات هذه الفترة، فلا توجد رؤية محددة تحكم الأداء، فالنشاط يعتمد في مجمله علي الكفاءة الشخصية لمدير هنا، أو تقاعس مدير هناك. يجب بداية أن نضع أيدينا علي إستراتيجية واضحة ثم نقوم بعد ذلك بجولات، كما أري أن هذه الجولات نفسها، لم تراعِ الأولويات، بمعني أنني كتبت منذ أسبوعين في " أخبار الأدب" عن فقد تسع لوحات مهداة من متحف الفن الحديث إلي قصر ثقافة الجيزة، للأسف لم يزر د. النبوي هذا القصر لمعرفة أين أختفت هذه اللوحات ولم تصدر الوزارة بيانا عن هذه اللوحات الضائعة، ولم يتحرك ساكن محمد عبد الحافظ ناصف رئيس هيئة قصور الثقافة الحالي، ليؤكد أو ينفي هذا الأمر، رغم أن نفيه صعب فالجهة التي أعارت اللوحات ( قطاع الفنون التشكيلية)، هي التي أثبتت فقدانها. أعتقد أن كل هذه المشاهد المرتبكة وغياب الأولويات عن عمل وزارة الثقافة في الفترة الراهنة، تضع وزير الثقافة في موقف لا يحسد عليه، ولو لم يتم تدارك الأمور بسرعة شديدة، ويتم ترتيب الأوراق، سندخل في مزيد من المشاهد المرتبكة.