استضاف الكاتب الكبير جمال الغيطاني الكُتّاب الإسبان المتخصصين في أدب الرحلات لويس ألبوركيكي جارثيا، وخابيير ريبيرتي، وألفونسو أرمادا، الكاتب الصحفي بجريدة "إيه بي سي" الإسبانية ورئيس تحرير مجلة "فرونتيرا d"، الذين جاءوا في زيارة خاطفة للقاهرة، اصطحبهم فيها الغيطاني في يومهم الأول إلي القاهرة الفاطمية في رحلة استمرت 4 ساعات، شاهدوا خلالها مجموعة قلاوون الإسلامية ومجموعة السلطان برقوق، وبيت كاتب نوبل نجيب محفوظ، كما تجول معهم في شارع المعز وخان الخليلي. كيف يمكن قراءة تاريخ القاهرة عبر عمارتها، وكيف يمكن ربط الماضي بالحاضر، وكيف تحولت المنطقة الأثرية من منطقة ثقافية إلي منطقة تجارية، وهل ثمة علاقة بين عمارة القاهرة الإسلامية. هذه هي الأسئلة التي شغلت الكُتّاب الذين تجولوا قبل ذلك بالكثير من مدن العالم، وتوقفوا أمام المساجد الإسلامية التي ذكرتهم بجامع قرطبة. قدّم الغيطاني خلال الجولة رؤية تاريخية وفنية لتاريخ القاهرة وعمارتها، وربط ذلك بأعمال نجيب محفوظ، كما قدم تأويلات وتفسيرات خاصة للزخرفات داخل المساجد القديمة، من بينها أن بعض الزخارف تشير إلي تصور المسلم للجنة، حيث موجات البحر التي يطفو فوقها شجرات، كذلك تركيبة المسجد التي تبدو كخطوات تدريجية في الصعود، والانتهاء بالمحراب الذي يرمز إلي الانتهاء بالله. الغيطاني أشار إلي المعمار الفارسي والأندلسي داخل مسجد السلطان برقوق، كما أشار إلي الإطار السني للشعب المصري والميل لحب آل البيت والصورة التي يشغلها الحسين في ذهنية المصريين، كما ربط المعمار الإسلامي بالأندلسي، مشيرًا إلي تلاقح الثقافات. الكُتّاب الإسبان نظّم لهم القسم الثقافي بسفارة إسبانيا بالقاهرة لقاءات أخري مع كُتّاب مصريين، من بينهم علاء الأسواني وخالد الخميسي وسهير المصادفة، في مكتبة القاهرة الكبري، كما نظّم لهم قسم اللغة الإسبانية بكلية آداب القاهرة لقاءً مفتوحًا مع المتخصصين والطلبة في اللغة الإسبانية وأدبها. الكُتّاب الإسبان الثلاثة لهم العديد من الأعمال الهامة، ألفونسو أرمادا صدر له من قبل "كراسات أفريقية" "إسبانيا..من شمس لشمس" و"شائعة الحدود"، وخابيير ريبيرتي صدر له "ثلاثية أفريقيا" التي ضمت "حلم أفريقيا" "متشرد في أفريقيا" و"طرق أفريقيا المفقودة"، كما صدرت له روايات "ثلاثية أمريكا الوسطي" التي تدور في هندوراس ونيكاراجوا وجواتيمالا"، بالإضافة إلي "كل أحلام العالم" "الليلة الواقفة". وله كتاب يدور في مصر وتركيا واليونان بعنوان "قلب أوليسيس". جولات الكُتّاب الإسبان بالقاهرة الفاطمية اختتمت بزيارة البيت الذي ولد به نجيب محفوظ، ما استدعي لديهم روايات مثل الثلاثية والحرافيش.