الروائي والشاعرالحاصل علي نوبل "وول سونيكا" شارك في الإشراف علي الانتخابات الأخيرة في موطنه "نيجيريا" بدعوة من رئيسها السابق "جودلاك جوناثان"، وجد فيها -حسب قوله- فرصة لفصل الأدب عن السياسة بعد أن أعلن تقاعده عن الكتابة العام الماضي، فحرص بنفسه علي جمع التقارير حول سير العملية الانتخابية، مع رصد المخالفات وحالات اللجوء إلي العنف، مما اضطره للعمل حتي منتصف الليل أحيانا بالرغم من بلوغه الثمانين، مصرحا للجارديان: "نحن نتحدث هنا عن روح إيجابية للغاية لشعب يصر علي التسجيل والتصويت، إلا أنها كما تعلمون كانت واحدة من أكثر التجارب الانتخابية العنيفة وغير مسئولة التي شهدتها، وكل ما آمله ألا ننحدر نحو أن نصبح عملاقاً أفريقياً يصعب تقويمه". "سونيكا" الذي يمكن وصفه ب"ضمير الأمة" اعترض علي التكلفة العالية للانتخابات الأخيرة وما أحيط بها من إجراءات قائلا: يبدو أن المنافسة كانت حامية، وغاية في الصعوبة مقارنة بمثيلتها سنة1993، التي كانت أحد أكثر الانتخابات تنظيما وتحضرا، وحزما، ولا ينبغي للمرء أن يتفاجا من هؤلاء الحراس الذين يشكلون حواجز ومتاريس حول المرشحين، وإنفاق ملايين الدولارات علي الحملات الإنتخابية، بالإضافة للإعلانات التجارية بالتليفزيون والصحف لثلاثة شهور، مع تخصيص حملة للمرشح الخاسر احتلت 36 صفحة في الجرائد الرئيسية خلال أسبوع واحد، .. هي الإنتخابات الأكثر تكلفة، وإسرافاً لامعني له، وأنا في الواقع لدي حساسية تجاه ذلك بسبب ظروف المعيشة بهذا البلد، ثم نجد صورا تدعوك لانتخاب أحد المرشحين في كل ركن وفوق كل عامود، وكلا منهما في أوضاع هوليودية بينما هناك مائتي طفل مفقودون، لاتطاوعك نفسك تناول وجبة العشاء قبل الاطمئنان عليهم، ... أحيانا كان ينتابني إحساس أن هذين المرشحين تم حبسهما داخل خزانة ملابس، لايغادرونها قبل الانتهاء من ارتداء جميع ما بها من ملابس والتقاط صور "سيلفي" في جميع الأوضاع، وهي تجربة محرجه في السياق الإنتخابي". ويخشي الكاتب استمرار المليونيرات علي هذا المنوال، فتظل "نيجيريا" رقم 136 من بين 174 دولة طبقا لمؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية مضيفا: تلك الأموال لم تأت من الحسابات الشخصية فقط، لاشك أن مصدرها كثير من رجال الأعمال، ومتأكد انهم سيستردونها بطريقة غير مباشرة من الشعب، والبعض منهم يتوقع بعض العائد من هذا الإنفاق...." وقد تم سجن "سونيكا" ما يقرب من عامين سنة 1967 وهو أول أفريقي يحصل علي "نوبل" سنه 1986، ولايزال ناشطا سياسيا، وشوكة في حلق السلطة، إلا أنه قال ان مشاركته في العملية الانتخابية "سحر صبياني" لمناقشة مختلف القضايا، وأنه ناقش مع الرئيس السابق لنيجيريا الحياة بعد ترك السلطة قائلا: كان من الصعب تصديق قبوله الهزيمة بسهولة، وقد أقسم لي أنه إذا خسر فسوف يعود لموطنه في قريته، إذا أخذت بما قاله حرفيا أعتقد أنه سيتقبل نتيجة الإنتخابات، إلا أنني تعلمت ألا أثق أبدا في سياسي، وأعتقد أن الشعب النيجيري مر بأوقات عصيبة خلال السنوات القليلة الماضية من "حركة المقاومة الإسلامية بوكو حرام"، وكل صور انعدام الأمن، وفشل الحكم وغير ذلك، وأعتقد أننا نستحق أن تكون الفترة الحالية فترة الهدوء النسبي وراحة البال لإعادة البناء، ومعالجة بعض قضايا المجتمع، وعلي ضوء ذلك آمل أن تكون نتيجة الانتخابات مقبولة من الخاسر ولو علي مضض، وإلا تكون الفوضي..."إلا أن الكاتب رفض أن يصرح لمن أدلي بصوته.