أصدرت حتي الآن مجموعة قصصية بعنوان "غربة الروح" وديوان شعر بعنوان "همس المطر" وشهد لها العديد من كبار الأدباء والشعراء بالموهبة المتميزة وعلي رأسهم الأديب الكبير محمد ناجي الذي توفي في باريس منذ شهور، والذي كان له الدور الأهم في حياتها الأدبية. رغم شغفها الكبير بالأدب إلا أن الكتابة الصحفية شدتها لتكتب مقالات في عدد من الصحف العربية، وفازت بجائزة المقال في مهرجان القلم الحر أربعة مرات، بالإضافة لعدة جوائز من المغرب وتونس في الشعر، وفي العاصمة الفرنسية باريس حيث تقيم مع أسرتها وأولادها منذ أكثر من 20 سنة. كان لأخبار الأدب هذا الحوار مع الكاتبة والأديبة المصرية ليلي حجازي القواس. سألتها عن حكايتها مع الكتابة فلم تفكر كثيرا وقالت فورا:حتي الآن لا أعتبر نفسي كاتبة ولا شاعرة بالمعني العلمي ولكني أعتبر نفسي سفيرة تستخدم الورقة والقلم لتخرج مشاعرها الصادقة وكنت حتي وقت قريب اكتب لنفسي فقط حتي التقيت بالأديب الكبير محمد ناجي رحمه الله خلال رحلته العلاجية الأخيرة بفرنسا والتي قضي فيها نحبه حيث شجعني علي ضرورة حفظ ما اكتبه من خلال طبعه في كتب بعد أن نصحني بضرورة دراسة بحور الشعر والعروض كما لعب ناجي دورا كبيرا في تعليمي فن إلقاء الشعر، جميعنا يولد وهو غير مؤهل أن يصبح كاتبا، لكن هل هذا الحلم يراود كل من صار كاتبا. لا أظن ذلك، فأنا شخصيا ربما الكتابة كانت في طفولتي جنينا لم تستوضح ملامحه. بحث ورؤيا لكنها غير واضحة، فكنت أجدني أحلم أن أكون مهندسة ديكور؛ لأني أحب الجمال في تنسيق الألوان وما هو جميل، وبعدها صرت أحلم أن أكون محامية أو مدرسة، لكن الرؤيا لم تتضح إلا بعد مرحلة الابتدائي؛ هناك صارت الكتابة عندي ضرورة ملحة، لا يمكن الاستغناء عنها. أول نص كتبته كانت في عمر الثالثة عشرة سنة، كان قصة عنوانها إلي أمي، تقول عن تلك الفترة: حينها لم أستطع أن أطلع عليها إلا إحدي صديقاتي التي أعجبت بها كثيرا، لكن أول من حفزني علي الكتابة للنشر، الصديق المرحوم محمد ناجي الذي حفزني علي عدم ترك كتابتي محبوسة بين أوراق مهملة، ونصحني أن أخرجها للوجود. فبدأت أستفيد من مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت العالم بالفعل قرية صغيرة وبطبيعة الحال حين تجد الإقبال علي قراءة نصك، والتعليق عليه من متابعيك أمر يمنحك شعورا عارما بالسعادة لأنك استطعت أن توصل أحاسيسك وأفكارك، وأن هناك من يتفاعل معها، كما كان يفرحني عندما أجد أيضا كثيرا من أصدقائي يقومون بالتعليق، أول منتدي افتراضي نشرت فيه كان في الفيس بوك وأدين له بالكثير، لاحتوائه علي عدد كبير من الأدباء والنقاد الذين استفدت منهم كثيرا.بالنسبة للنشر الورقي كانت مقالتي الأولي عقب مقتل الشاب خالد سعيد بعنوان رسالة إلي عسكري الشرطة المهم، أما أول قصيدة نشرت لي فكانت كبرياء امرأة. مجموعتها القصصية "غربة روح" تضم 25 قصة منها: "عندما بكت السماء، مقتل جرجس، عندما عاد، إلي قلبي، الأمل المنشود، ورحلة غربة" تقول إن الهدف منها كان طرح رؤي حول الإنسان في شتات الكون، ذلك الإنسان الملقي في زوايا العالم والمنفي في طرقات العدم مع طرح صور متعددة للإنسان عبر لوحات قصصية حاولت من خلالها أن نضع أيدينا علي عوالم مختلفة حول مفهوم الإنسانية وتشابكاتها الاجتماعية والثقافية متكئة علي غربة الإنسان خارج وطنه تارة ورحلة العناء المضنية في حال التغريب، ومتكئة علي الغربة الروحية التي تتولد عن الفقر والعجز تارة أخري. شأنها شأن جميع المصريين في الخارج مهمومون بقضايا الوطن..سألتها كيف تقرئين المشهد المصري حاليا؟ وأجابت:لم يعد خافيا علي أي مواطن مصري بان الإصلاح ليس عملا سياسيا فحسب بل عمل حضاري شامل يتناول المفاهيم والأفكار وان الإصلاح الديمقراطي الحقيقي شيء مطلوب ومرغوب لنضع مصر علي (التراك) لتنطلق نحو مستقبل أفضل نتمناه لها جميعا، والشعب المصري الآن وبعد قيام ثورتين متتاليتين في فترة زمنية قليلة أصبح يدرك أهمية الحراك الثوري في القضاء علي النظم المستبدة وإحداث التغيير السياسي في المنطقة العربية بل والعالم بأثره هذا بالإضافة إلي أن الإصلاح وتحقيق الديمقراطية عملية تحتاج إلي استمرارية واستدامة، ذلك لأن معالجة معوقات النهضة وبالذات في الإطار الاجتماعي لا يمكن أن يحددها سقف زمني محدد لكونها تمس القيم والأفكار وطرق التفاعل الاجتماعي في المجتمع، ومن ناحية أخري ندرك جميعنا أنه من الصعب تحقيق النجاح علي جميع الأصعدة في وقت واحد لكن المهم في كل مرحلة التشخيص العلمي والسياسي للواقع وتشخيص المشاكل التي تتطلب فعلا إصلاحيا جذريا وسريعا خاصة تلك التي تهدد وحدة وسلامة المجتمع ويمكن أن تجره إلي الفوضي والاحتراب مما يسهل علي المتربصين بوطننا سواء في الداخل أو الخارج الهيمنة والسيطرة علي مجتمعاتنا. من جانب آخر، فلا بد أن ندرك أن الإصلاح عملية صعبة ومعقدة وتحتاج إلي نفس طويل، فالإصلاح ليس عملية إرادية تحدث بمجرد الرغبة في تحقيقها بل هي عملية شاقة وطويلة وإذا كان الشاعر العربي الكبير إبراهيم ناجي شاعر الأطلال الخالدة قد قال وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا فأستطيع أن أستعير شطرا من هذا البيت بقليل من التصرف وأقول: ومانيل الديمقراطية بالتمني. - هل تعتقدين أن ثمة دورا مطلوبا من الأدب المصري في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الوطن؟ أتمني أن يرتفع الأدب المصري إلي مستوي المواطن الذي أصبح أكثر إطلاعا وأوسع آفاقا، وعلي علم بكل ما يجري في العالم من أحداث، وبالتالي أكثر معرفة بواجباته وأكثر مطالبة بحقوقه، لذلك فانه لا يقبل بأقل من الحصول علي حقوقه كاملة غير منقوصة، تلك الحقوق التي تحرك من اجلها في ثورتين كبيرتين. وهذا لن يتحقق بسهولة ولكن يحتاج إلي طريق طويل من الإصلاح . وأول هذا الطريق الإصلاح الفكري للمواطن من خلال التوعية الإعلامية والثقافية والأدبية. ومن ثم الإصلاح والديمقراطية بالنسبة للشعب المصري الآن لم تعد فقط أسلوب الحكم، بل ممارسة سلوكية وأسلوب حياة، وحتي نكون منصفين المسألة لا تتعلق فقط بالأدب ولكن الأدب مجرد ترس في ماكينة كبيرة يجب أن تشمل إصلاحا سياسيا بمفهومه الواسع كذلك فالإصلاح السياسي أيضا له مقومات أهمها البعد التشريعي، فلا ديمقراطية وإصلاح بدون قوانين عصرية حديثة تراعي متطلبات التحديث والعولمة ورغم أن العبرة ليست بالقوانين بل بدرجة تطبيقها والالتزام بها، أما غياب القوانين الديمقراطية أسوأ بكثير من وجودها مع عدم الالتزام بها. فإقرار التشريعات أكثر صعوبة من تفعيلها.وإذا كان لكل مجتمع خصوصيته وتركيبته وظروفه الاجتماعية الخاصة فإجراءات الإصلاح التي يؤمن بها الشعب المصري تكمن بالمشاركة الفعالة للمواطن، في الانتخابات بشرط إيجاد قوانين تضمن نزاهتها وحيادها، وتطبيق سيادة القانون الأخذ بعين الاعتبار توصيف القوانين التي تنحاز للفقراء وتحميهم من الاستغلال والاحتكار. كما لايفوتنا في هذا الصدد التأكيد علي ضرورة إقرار القوانين التي تساند الأطراف الضعيفة في المجتمع حتي يشتد عودها مثل المرأة المعيلة والأطفال والمعاقين ، بحيث تسير بالتوازي مع محاربة الفساد، وإقرار مبدأ اللامركزية بهدف توزيع عادل للسلطة ولمكاسب التنمية علي مستوي الإقليم. إن الديمقراطية هي البوصلة التي تمكننا من تحديد الأولويات لمفهوم الإصلاح وبمعني تبرز علي سبيل المثال حرية التعبير كأهم أدوات الديمقراطية فإذا لم يكن هناك في المجتمع حرية للتعبير فكيف لأي نظام أن يتعرف علي الخلل ليقوم بإصلاحه؟ وكذلك الرقابة علي أداء الحكومة من أدوات الإصلاح والديمقراطية فإذا لم يكن هناك رقابة يصعب علي الحكومة تقييم وتقويم ومحاسبة المقصرين، فالديمقراطية أفضل آلية تساعد المجتمع والدولة علي التغيير للأفضل، الديمقراطية غاية وليست وسيلة حتي يمكننا الارتقاء بالعمل السياسي والاجتماعي في النظام الحاكم الذي يعادل في أي نظام سياسي نفس الدور الذي يقوم به القلب في جسد الإنسان تلك المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله. - بعض الأديبات يحرصن دائما علي التركيز علي قضايا حقوق المرأة وضرورة مساواتها بالرجل، أين أنت من هذه القضايا؟ حقوق المرأة ومساواة المرأة بالرجل لا أدري صراحة ما المقصود به؟ أنا لا أنكر أن هناك ظلما علي المرأة ولكن مكمن الداء ليس باختراع قوانين ما أنزل الله بها من سلطان ولكن بتفعيل القوانين الشرعية فقط لا غير ونشر الوعي الاجتماعي بهذه القوانين وهذا هو الطريق الصحيح وأي طريق اخر لن يعود علي المرأة إلا بالخسارة، أنا فعلاً لا أفهم ما معني كلمة مساواة المرأة بالرجل؟ فكيف تساوي بين كائنين مختلفين كل منهما خلق ليؤدي وظيفة ليكمل الآخر وليس ليتنافس معه فعندما تساوي الرجل بالمرأة بكل شيء يكون هناك ظلم كبير للمرأة لأنها وإذا طبقت المساواة بشكل كامل طبعاً وهذا مستحيل سوف تتحمل أعباء ومهمات هي لم تخلق من أجلها. بالعكس لست ضد المرأة وحقوق المساواة ولعل الكلمة التي يجب أن تستخدم بدل مساواة هنا هي العدل بين الرجل والمرأة وليس المساواة وكل علي حسب وظيفته التي خلق من أجلها في هذه الدنيا فالمرأة والرجل يكملان بعضهما بعضا كما أراد الخالق، المساواة شعار مضلل لأنه مخالف للنصوص الحاسمة في الكتاب والسنة، وللتطبيق الواضح أيام النبوة الخاتمة والخلفاء الراشدين. جعل الله للمرأة المسلمة مسئولية ثابتة في رعاية أولادها وزوجها، وعن هذا ستحاسَب عليها بين يدي الله، البيت يحتاج إلي رعاية، فهل يُتْرك أمره إلي الخدم والمربيات؟! أليست الأم أولي بهذه الرعاية، أليست الزوجة أولي بذلك، هنا المرأة مكلفة شرعاً لأن تكون أمّاً وأن توفي بواجبات الأمومة وفاءً أميناً، ليس كما هو الحال في الغرب الذي جعل الأمومة شعاراً يتغنّون به في عيد الأم. ومن أهمّ مسئوليات الرجل والمرأة حماية فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها فكيف يفلح الوالدان في الوفاء بهذه الرعاية الهامة إذا تفلّت كلّ منهما بين الأمور العامة والسياسة والوظيفة وغير ذلك؟ لذا نكون منصفين لو طلبنا بأن يكون البيت هو الأساس الأوّل لمصنع الأجيال المؤمنة التي لا تتشوّه فيهم الفطرة ولا تنحرف، وللأم دور رئيس في ذلك، وبخاصة في المراحل الأولي.