الأحد الماضي أقامت مؤسسة "روز اليوسف" احتفالية في الذكري ال25 لرحيل الكاتب الصحفي والأديب إحسان عبد القدوس بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والعديد من الشخصيات العامة والوزراء والفنانين والكتاب والإعلاميين من مختلف المؤسسات الصحفية. بدأ الحفل بتقديم الكاتب والناقد طارق الشناوي الذي أشار إلي أن الهدف الرئيسي الذي سعي إليه إحسان عبد القدوس ورفع شعاره طوال حياته هو الحرية, وهو الهدف نفسه الذي يسعي إليه الصالون والمؤسسة من خلال الكتابة الصحفية والحرية السياسية والاجتماعية والعاطفية، وفي مفاجأة أسعدت الحاضرين أعلن طارق الشناوي عن عودة صالون إحسان عبد القدوس ليقام في روزاليوسف مرةً أخري. وتحدث أحمد إحسان عبد القدوس مؤكدا أن والده لم يكن يقصد نوعًا معينًا من الحب حينما اشتهر بعبارته "تصبحون علي حب" كما ادعي أو فهم البعض- وإنما الحب الذي قصده إحسان هو حب الله, والوطن, والحياة, والناس, والزوجة والأبناء, الحب بكل معانيه النبيلة الرائعة, والدي كان يريد أن يسود الحب بين الناس في كل ربوع الأرض, كان محبًا لوطنه كما كان محبًا لبيته وزوجته وأبنائه, وقد كتب يومًا لأمي إهداءً لأشهر رواياته "لا تطفيء الشمس" قال فيه: "إلي السيدة التي عبرت معي ظلام الحيرة والحب في قلبينا حتي وصلنا معا إلي شاطئ الشمس.. إلي الهدوء الذي صان ثورتي والصبر الذي رطب لهفتي، والعقل الذي أضاء فني والصفح الذي غسل أخطائي، إلي حلم صباي وذخيرة شبابي وراحة شيخوختي.. إلي زوجتي والحب في قلبينا". وفي كلمته، قال المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أن الدولة لن تترك مؤسساتها الصحفية القومية وحريصة علي تخليد أسماء كانت بلا شك احدي هذه القوي الناعمة التي وضعت خطوطا علي الثقافة المصرية لأنها بصمات كبيرة جدا في طريق الثقافة والتنوير. وتحدث محمد عبد القدوس عن الفنانة الراحلة فاتن حمامة, وعن علاقتها الوثيقة بإحسان عبد القدوس، والرباط الإنساني الراقي الذي جمعهما فكانت فاتن البطلة التي جسدت أجمل وأشهر روايات إحسان, وكانت أجمل أفلامها من أعماله هو, مثل "لا أنام " وهو الفيلم الذي أحدث تطورًا جذريًا في السينما المصرية, وأيضًا فيلم "لا تطفي الشمس وإمبراطورية ميم, ونصف دستة أطفال, والخيط الرفيع" وتلك الأفلام لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وقيمتها كبيرة بحب الناس المتوارث دون اختلاف, وفاتن حمامة إنسانة محترمة وكانت جديرة بأن تحظي بلقب "سيدة الشاشة العربية". وقد أرسلت الفنانة نادية لطفي كلمة للاحتفالية ألقاها نيابة عنها الناقد الفني طارق الشناوي "تمضي الأيام لتطوف بنا بين ثورتين عظيمتين وثورة جديدة للفكر والإبداع نأمل أن تجد صوتها نحو الحرية، ورفض الاستبداد والتطرف وأقول أن إحسان عبد القدوس هو من نادي بحرية الإبداع وتحية له في ذكراه وتحيا مصر". ورغم سوء حالته الصحية حضر الكاتب الصحفي الكبير لويس جريس علي كرسيه المتحرك, محبًا لشخص إحسان وزمنه وفنه, ومقدرًا لقيمة إبداعه, متعافيًا علي مرضه لمشاركة أسرته وأبنائه الصحفيين ليلة إحسان عبد القدوس, قال جريس: اليوم وأنا قادم إلي مؤسسة روز اليوسف تذكرت ذلك اليوم عندما اصطحبني إحسان عبد القدوس لوضع حجر الأساس لهذه المؤسسة وأخذنا عددا من الصحف الصادرة وكان هناك جنيه يضعه علي مكتبه ليساهم في بناء المبني الأخير للمؤسسة وكان يتمني أن يكون مرسما لرسامي روز اليوسف ويجئ إليه كل الفنانين والرسامين, وقتها كان عمل الفنان التشكيلي بالصحافة يعد نوعا من المعصية وكان يعد ذنبا لا يغتفر. أما عن جوائز مسابقة إحسان عبد القدوس والتي كان من المفترض توزيعها في هذا الحفل إلا أنه تم تأجيل هذه الخطوة لأسباب غير معروفة, وحول ذلك يقول الناقد والأديب الكبير الأستاذ فؤاد قنديل أن حفل تسليم الجوائز للفائزين بجائزة إحسان الأدبية سيتم في نقابة الصحفيين وسيعلن عن موعده قريبًا.