الفلوت البدوي أنت يامن غنّي لي ذات مرة غنِّ لي الآن دعني أسمع نغمتك الطويلة العالية إبق معي النجمة تتلاشي يمكنني أن أفكر أبعد من ذلك لكنني أنسي هل تسمعني هل مازلت تسمعني هل هواؤك يتذكرك آه ياعبير الصباح أغنية الليل أغنية الصباح إنني أحمل معي كلّ ما لا أعرفه لم أفقد شيئاً منه لكنني أعرف الآن أفضل من أن أسألك أين تعلمت تلك الموسيقي من أين أتيت بأي منها ذات يوم كان في الصين أسود سوف أصغي حتي يتوقف الفلوت ويصبح الضياء قديماً العنبية بعد الظلام إذن هذه هي الطريقة التي يتذوق بها الليل مرة في الوقت غيرمبكر أو متأخّر أمي قالت لي إنني لم أكن أخشي الظلام وعندما نظرت تأكد ذلك كيف عرفت منذ زمن بعيد كذلك رغم موت أبيها قبل ان تتمكن تقريباً من أن تتذكر وقد لحقت أمها به بعد وقت غير طويل وبعد ذلك جدتها التي قامت بتربيتها وبعد ذلك بقليل شقيقها الوحيد وثم وليدها الأول توفي علي أثر ولادته لقد كانت تعرف عند الأفينيو خلال الأشجار وعبر النهر بسطحه معدني اللون في صباح مطير في أواخر الربيع خط أفق المدينة المتشظي يتلألأ في صمت نعرفه جميعاً لكننا لانستطيع أن نلمسه أو نصل إليه بكلمات وأنا الوحيد الذي يستطيع أن يتذكّر الآن هنالك بين الأوراق اليانعة التي يبزّ ضياؤها ضوء النهار ضوء آخر يتخلّل النوافذ المرتفعة شعاع شمسي ينزلق مثل الدْرج ومن ورائه صوت أبي.. يحكي عن هباءة في عين كانت مثل هباءة في شعاع الشمس ملاحظة تذكّر تأتي الروح العارية إلي اللغة وفي الحال تعرف الفقدان والمسافة والاعتقاد ثم لن تجري لفترة بحريتها القديمة مثل ضوء بريء باعتدال لكنه سوي يصغي إلي كيف تصبح حكاية قصة أخري وسوف يحاول أن يحكي من أين انطلقتا وإلي أين تتجهان كما لو كا نت أسطورتهما الخاصة تجريان قبل الكلمات وما بعدها عاريتين ولا تنظران إلي الوراء أبدا عبر ضجيج الأسئلة مازال الوقت صباحاً يبدو أن هناك عمراً واحداً وهو لايعرف شيئاً عن العمر كما لاتعرف الطيور المحلقة شيئاً عن العضاء الذي تطير عبره أو عن اليوم الذي يحلق بها عبر أنفسها وأنا طفل قبل أن تكون هناك كلمات أيد ترتفع بي في أصوات وهمية توشوش في ظل بينما أراقب بقعة من ضوء الشمس تتحرك عبر بساط أخضر في مبني اندثر منذ زمن بعيد وجميع الأصوات صامتة وكل كلمة قالتها في ذلك الوقت صامتة الآن بينما أواصل رؤية تلك البقعة من ضوء الشمس. بدون معرفة إذا استطعنا ان نطير هل ستكون هناك أرقام بصرف النظر عن الفصول أثناء النوم كنت أطير نحو الجنوب إذن كان الوقت خريفاً خريف لاحصر له بأوراقه التي تحتي علي مسافة بعيدة بعضها كان يتساقط داخل نهر اليوم السطح الخفي الذي يتذكر ويهمس لكنه لايقول حتي في النوم ليس هذه المرة مصاحبة الحائط أمامي بأكماه مرآة سوداء أري فيها يديّ تغسلان نفسيهما بنفسيهما تعرفان ما الذي تفعلانه كما لو كانتا تنتميان لشخص ما لا أراه هناك ولم أره ابداً الذي لابد يكبرني سناً حيث انه يعرف ما الذي يفعله فوق الحوض المعدني اللامع في الحائط الأسود حيث يبدو الماء ساكناً كبحيرة متجمدة في الليل رغم أن التموجات الناصعة فوقه ترتعد والأرضية تحتي وقدماي فوقها ترتعدان الوقت متأخر كان الوقت متأخراً عندما بدأنا فوق كتفي صوت أمي يقول لي ما نفعله بعد ذلك علي الطريق وكيف صنع القطار الذي يقلنا بعيداً وبعد برهة سوف أغط في النوم وسوف أستيقظ بعيداً نحو نتجه جنوباً حيث أعرف أن أبي سوف يموت لكنني سوف أنمو قبل أن يفعل ذلك اليدان تستمران في غسل نفسيهما منذ البداية من الذي أعتقد انه كان يستمع عندما كتبت الكلمات بقلم رصاص في البداية كلمات للغناء لموسيقي لم أكن أعرفها وأناس لم أكن أعرفهم هل سوف أقرؤها أو أقف لاغنيها إنني أعرفهم بالفعل عندما يغنون لايحملون أسماء التغلغل في القصة سار الصبي مع سرب من طيور الكرسي تتبعه منادية عندما أتت من الافق خلفه في بعض الأحيان كانت تراوده فكرة انه يستطيع ان يتعرف علي صوت في جميع الأصوات المنادية لكنه لم يتمكن من سماع ما كانت تنادي به وعندما نظر إلي الخلف لم يستطع ان يفرق بين أحدها والآخر في صعودها وهبوطها لكنه استمر في محاولة تذكر شيء في نداءاتها حتهي تعثر واستعاد نفسه واليوم أمامه مفتوح علي سعة واحجار الطريق راكدة في سكون وكل شجرة في أوراقها الخاصة بها طيور الكركي اختفت من السماء وفي تلك اللحظة تذكر من كانه فقط نسي اسمه البُرج أدرك كلانا مدي نعمة ان نخرج لنمشي أحدنا مع الآخر كنا نستطيع أن نقول من قمتينا المختلفتين ان هذا النوع من الأشياء قد حدث مرات نزرة إلي حد انه قد لايحدث مرة أخري أن لايسمح لي حتي قبل ان أبدأ الذهاب إلي المدرسة أن أخرج لامشي مع ميس جايلز التي تقاعدت منذ وقت قليل كمدرسة طوال حياتها لقد كانت جميلة في معطفها المصنوع من وبر الجمل الذي كان يبدو مثل أوراق الخريف كان مشينا فكرتها كانت تحب ان يستمع أحدنا إلي الآخر كان صوتها ناعماً وواثقاً وقد اتخذنا طريقنا المفضل في المرة الأولي لمجرد احتمال أن تكون المرة الوحيدة حتي برغم احتمال أن يكون بعيداً للغاية وقطعنا الطريق وصعدنا الأجراف الشاهقة إلي المكان الذي أطلقنا عليه اسم البرج بحديقته علي طرف الصخرة المطلة علي النهر كان البرج بالفعل سراً بينما كنا نسير عائدين عندما كان الوقت متجاوزاً إدراكنا للزمن وفي الواقع لا أحد كان يبدو انه يعرف أين كنا حتي عندما حكت لهم لا أحد كان قد سمع عن البرج وعندئذ أين ذهبت ليل بدون قمر الآن أنت أدكن مما يمكن أن أعتقد إن ما توصلت إليه ليس حكمة بإنكاراته ووعوده لكن هذا الغياب هو الذي لا أستطيع أن أدونه لاأزال أسمع عندما لايكون هناك شيء ليُسمع أصلُ إلي العمي الذي كان هناك أفكر في أن نمشي في الظلام معاً وقبل دهان قاعة الدرس المجّرح وقبل المعسكرات واللجوء إلي كونراد وتولوستوي كان ذلك قبل وفيات أطفال المدارس الذين كنت أعرفهم والذين كنت أسمع عنهم وقبل التطلع في الأشجار بعد حلول الظلام من نافذة معمل الكيمياء المظلم المتشظي إلي عبير أولي الأوراق الساقطة البيانو ربّما قد بقي حتي هذا اليوم في مكان ما في حياة أخري حيث يتحدثون عن عمره كمعيار لعدم أهميته غير مدركين انه كان دائماً قديماً قدمه الآن شيء ما أفهمه من صوته الذي لم يتغير آتيا من الوديان النحيلة تحت المفاتيح لم يبحث ابداً ولايتوقع أن يلاحظ كل واد يوقظ صدي مختلفاً من الظل النشط الضيق وبين البيانو والحائط الذي فوقه غٌطي بورق حائط يصور حقول قمح بدون ريح بدون أفق وبرائحة حوائط وليل من خلال النوتات تظهر يد أمي فوق يدي وتتنقل فوق المفاتح في انتظار تقليب صفحات سيزيرني czerny ضوء طفل عبر البذور الآخذة في القتامة والاعتدال الربيعي البرونزي أتذكر ضياء الأيام في الصيف سنوات عديدة لايمكن حصرها الآن بريق القطن الأبيض الذي يطفو علي الأوراق أري أنه كان مجرد غبار علي شعاع واحد من الشمس لكنني كنت طفلا في ذلك الوقت أسمع أقدامنا وهي تعبر رواق البيت ثم يُفتح الباب الزجاجي قبل أن نقاد عبر الغرف الفارغة بالبيت الذي سوف نعيش فيه كان ذلك قبل أن أصبح في التاسعة بيوم قبل أن تتدفق البحيرة والمياه في القارب وما سمعناه عن اللاجئين وقبل أن يشرح بيلي جرين العملية الجنسية وأري أول منجم سطحي وقبل الحرب وقبل صوت عجلات القطار تحتي عندما كانت الأوراق لاتزال خضراء قبل كلمة الخريف كان ذلك قبل تشينج وجيبسي والشمس فوق مائدة المطبخ والنافذة مفتوحة قبل حالات الموت من جراء القصف والمرض والعمر والحرائق والغاز ومن جراء التعذيب الذي تحلل مؤلفه بالكامل يصعد من يدها عبير اللوز الذي تعطرت به بعد أي شيء كانت تفعله انها تعيش مع الصوت في حياة اخري منذ وقت ماسقطت بضع بوصات من قالب مكسو بخرزات من لوحة خلف رف الموسيقي لترقد تحته في انتظار ان توضع من جديد أصابعها تتذكر النغمات الصحيحة وتظل تصغي لها العروق علي ظهري يديها لها لون سماء صباح صافية علي وشك أن تغيم أسرار غير مرئي زمن حكايتنا المستمرة كيفها نحكيها تراوغ أملنا العزيز ورشدنا إنها مجرد حالة القصة وأياً كان المكان الذي أتي منه أبوانا فهو قرن آخر عصر يمكن ان يتذكراه هما بصعوبة لكنهما يحملانه كعصرهما سنة بعد سنة سر مخبوء بعيداً قلما كان يُنظر حتي عرّي جميع التفاصيل بدون أن يلاحظ بالنسبة لأمي تبين انه الحجاب المطرز الذي يغطي واجهة عرية الرضيع حيث كانت تُدفع عبر حديقة الآلهة عندما كان أبواها لايزالان علي قيد الحياة كما حكت فيما بعد وبالنسبة لأبي كان الوهج الذي يبيض سطح النهر بينما كان يجلس تحت لهيب الصيف في الزورق ذي المجداف المقيد فوق خط الماء حيث كان يُسمح له أن يمسك المجدافين ويتخيل المغادرة هل رأي أي شيء أبعد من ذلك عندما كان يحتضر في الصيف بعد منتصف الليل وقبل انقلاب الشمس قال وهو يسعل انه لم يكن خائفا وكان الحجاب لايزال هناك عندما عادت أمي من حديقتها الخاصة ذات مساء في نفس السنة لتقول لصديقة علي التليفون إنها سوف تنعم الآن بالراحة بعض الوقت وكانت نظارتها راقدة بعيداً عنها علي الأرض لفترة لا تتجاوز ساعة عندما دفع جار الباب فيما بعد ووجدها جرس في هذه اللحظة هذه الأرض التي لكل مانعرفه هي المكان الوحيد في خزانة الظلام بالحياة عليها ملفوفة بحجاب رقيق من الاصوات المهموسة التي تتلمس أمواج الغياب المتهرئة التي تظل مندلعة أملاً في أن تنضفر مع ضدها لكن تهيم في جهل كما نفعل عندما ننظر فيما فقدناه في لحظة نلمس الأرض وفي اللحظة التالية نشرد بعيداً فيما وراء القطبين والشبكات والمعرفة المتفجرة يستمرون بدون ان يكونوا قادرين علي أن يقولوا ما إذا كانوا يواجهون الماضي أو المستقبل أو يعرفون اين سمعوا هذه الكلمات للأحياء الذين يتحدثون مع الموتي