شاءت الأقدار ألا يحضر الأديب السكندري الكبير فتحي الإبياري حفل تكريمه لبلوغه الثمانين عاما بمركز الشباب البحري بالأنفوشي مساء الثلاثاء 5 أغسطس 2014، وذلك لإصابته بأزمة قلبية نقل علي أثرها إلي غرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات الإسكندرية. وقد اجتمع عدد كبير من أدباء الإسكندرية للاحتفال بهذه المناسبة التي نظمها قصر ثقافة الأنفوشي والنادي الأدبي بمركز الشباب البحري وهيئة الفنون والآداب التي قدمت درع التكريم لفتحي الإبياري تقديرا لريادته في فن القصة السكندرية وجهوده الأدبية علي المستوي المصري. وقد تحدث الشاعر جابر بسيوني في بداية الاحتفال عن السيرة الذاتية والإبداعية لفتحي الإبياري وجاء فيها إنه ولد في الإسكندرية حي رأس التين في 3 أغسطس1934 وتلقي تعليمه بمدرسة رأس التين الابتدائية ومدرسة العباسية الثانوية وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1958 ثم نال درجة الماجستير بإمتياز عام 1968 عن بحثه " الرأي العام والصحافة الإقليمية ". وقد تعرف علي الكاتب الراحل أنيس منصور الذي أشاد بموهبته وطلب منه الإقامة في القاهرة والعمل بأخبار اليوم والإشراف علي الصفحة الأدبية، وقد حصل الإبياري علي العديد من الجوائز وشهادات التقدير منها: وسام الدولة للعلوم والفنون عام 1995 وكأس الإسكندرية عام 1963 بمناسبة إنشائه أول ناد للقصة بالإسكندرية، والذي خرج من دربه حتي الآن عدد كبير من أدباء الثغر الذين حصلوا علي الجوائز الأولي في مصر والعالم العربي. كما حصل في عام 1995 علي درع الرواية في المؤتمر الذي نظمته هيئة قصور الثقافة بالإسكندرية برئاسة الأستاذ حسين مهران. ويذكر أنه قدم للإذاعة أكثر من 600 تمثيلية سهرة. وعدد كبير من البرامج الإذاعية للإذاعات المصرية ومنها: أدباؤنا والحب ( البرنامج العام ) ، البرامج الثقافية مع فاروق شوشة. مهرجان القصة القصيرة ( صوت العرب ) أدباء الأقاليم ( إذاعة الشعب) ألوان مع مديحة نجيب من قلب إسرائيل ( إذاعة الشرق الأوسط) عالم الثقافة ومنارة الثقافة ( إذاعة الإسكندرية) ومنذ انتقاله للقاهرة في 6 يوليو 1969 عمل محررا في الأخبار وأخبار اليوم وناقدا أدبيا ومديرا لتحرير الملحق الأدبي الذي يرأس تحريره الكاتب الكبير أنيس منصور. وفي عام 1973 انتقل إلي مجلة آخر ساعة التي كان يرأس تحريرها أنيس منصور. وعمل صحفيا متجولا في عواصم العالم وذلك لإتقانه عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والعبرية. وفي عام 2000 رأس تحرير مجلة أمواج وكتاب أمواج وكانت تصدر عن مجلس الثقافة بالإسكندرية، وأصدر عددا كبيرا من الأعمال الإبداعية القصصية والثقافية والسياسية، منها: الموسوعة المحمدية وموسوعة الأم ومنارة الثقافة بالإسكندرية. وأيضا، محمود تيمور وفن القصة القصيرة وعشرة آلاف خطوة مع الحكيم وقصص قصيرة جدا وآه يا بلد ورحلة خارج اللعبة وأرنب كالآخرين. وقد أشاد الناقد الأدبي دكتور محمد زكريا عناني في الاحتفال ببلوغ الإبياري الثمانين عاما بدوره الرائد في كتابه القصة القصيرة جدا وأيضا في تحرير الصحف والمجلات. كما أكد د. يحيي بسيوني رفيق رحلته والذي تسلم درع التكريم نيابة عنه بأنه صاحب نهضة أدبية تحققت منذ أن كان تلميذا بمدرسة العباسية الثانوية واستطاع أن يحرر مجلة حائط بعنوان صوت الطلبة. وذلك عام 1951 وقد حققت أصداء إعلامية لفتت نظر المسئولين عن المدرسة. ثم كان له السبق في تأسيس أول ناد قصة في الإسكندرية في وجود الدكتور محمد زكي العشماوي والإذاعي المبدع الراحل نبيل عاطف وأيضا، د. السعيد الورقي. كما أكد الناقد الأدبي الكبير عبد الله هاشم علي أستاذية فتحي الإبياري لكتاب القصة ودوره في تأسيس ناد للقصة في مطلع الستينيات. ثم مشاركته البناءة لأدباء الإسكندرية ومعاونته لهم. كما أشاد الشاعر أحمد فضل شبلول بقدرة الإبياري كإعلامي متميز، استطاع أن يجري حوارا مع الأديب الإنجليزي العالمي لورانس داريل وغيره كما كان له السبق في الكتابة ضد الصهيونية والعدو الإسرائيلي. وأكد أن أول قصيدة نشرت له كانت بمجلة أكتوبر بالصفحة الأدبية التي يشرف عليها فتحي الإبياري. وقد شارك في الاحتفال عدد كبير من الأدباء والشعراء والمثقفين منهم أبو نصير عثمان الذي تحدث عن دور الإبياري كناقد أدبي وصلاح بكر والشاعر عادل خليل الذي أشاد بدوره في تحرير مجلة أمواج التي تعد الآن نموذجا للمجلات الأدبية الإقليمية. وتحدث الدكتور أحمد جويلي عن ضرورة تكريمه فور تماثله للشفاء. وقد تحدث أيضا عن إنجازاته الأدبية والإعلامية كل من الشعراء: هدي عبد الغني وأشرف الدسوقي ورضا فوزي والأدباء محمد عبد الغني وصفاء خميس وعايدة حسن. كما أجري الشاعر جابر بسيوني في ختام اللقاء مكالمة تليفونية مع الدكتورة منار المشرفة علي حالته الصحية فأكدت أنه يتماثل للشفاء ويحتاج إلي راحة تامة.وطلبت أن يتوجه الجميع بالدعاء لله أن يتم شفاءه.