جابر عصفور اعترف الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومي للترجمة -في تصريحات خاصة لجريدة أخبار الأدب- أنّ المركز يكرر أسماء الضيوف الذين يحضرون في مؤتمراته ولكن في حدود نسبة لا تتجاوز 30 بالمائة، وهو ما يظهر في قائمة المدعوّين لمؤتمر الترجمة الذي يتم افتتاحه 28 مارس الجاري، وقال: "هناك أسماء لا يمكن تجاهلها بحال، لأنها الأكثر خبرة في هذا المجال، مثل الدكتورة مني بيكر رئيسة قسم الترجمة في إحدي أهم الجامعات البريطانية "مانشستر" فهي خبيرة بمجال ترجمة ما بعد الاستعمار، كما أننا نوجّه الدعوة لبعض الشخصيات ذات الوزن الإعلامي، لأنها تكتب عن مؤتمراتنا، وهذا جيد" مضيفاً: "إذا كان الشخص غير مفيد فلن نوجّه دعوة له من الأساس، وفيما يخص المؤتمر الجديد فإن الأسماء المشاركة الجديدة تمثّل 70 بالمائة وهذا رقم ممتاز".. واستدرك قائلاً: "هناك سبب وجيه أيضاً لتكرار الأسماء، هو قلّة عدد المختصّين بحقل الترجمة، بخلاف المجال الأدبي الذي يضم مئات الأسماء". ورداً علي سؤال يتعلّق بالرؤية التي سينطلق منها المؤتمر قال عصفور: "الهدف مواجهة التحديّات الخاصة بالترجمة الآن، ومن ضمنها استخدام الترجمة في تحقيق الهيمنة، فالسفارة الأمريكية صرفت كثيراً علي ترجمة كتاب لتوماس فريدمان صدر منذ فترة بعنوان (غصن الزيتون والسيارة ليكزيس) والعنوان يضم رمزين، غصن الزيتون يرمز إلي العالم المتخلف، والسيارة إلي أقصي درجات التقدُّم. كان الكتاب دعاية ذكية للعولمة، وترجمته مثال للترجمات التي تحاول إحداث التبعية التي تلجأ إليها مؤسسات وشركات العولمة". وأضاف: "هناك تحد خطير أمام الترجمة سيكون مطلوباً منّا النظر إليه ومناقشته، أعني دورها في التحرر الوطني ومواجهة التحديات العالمية، وأيضاً مدي اهتمام العرب بالترجمة، ومدي رغبتهم في تطوير هذا المجال، والمشكلات التي تقف عائقاً أمام الترجمة ومن ضمنها قلّة التمويل، وأيضاً الرقابة، حيث تحوّل الجنس إلي قلّة حياء، والمناقشات الدينية إلي كُفر. علينا أن نفهم جيداً لماذا لا نملك صدوراً رحبة يمكنها تفهم أنّ الأعمال المترجمة لا تمثّلنا بل تمثّل ثقافات وحضارات أخري..من الجيدّ أن نقرأ عنها حتي نفهمها، وأنه من العيب الشديد أن نطلب إلي المترجمين حذف فصول مما قاموا بترجمته، إننا نريد أن نناقش كل هذه المشكلات في صياغتها المحلية، والعالمية، والتقنية الفنية". د.جابر أشار إلي أن المؤتمر سيشهد مائدة مستديرة يحضرها المشاركون -علي غرار المؤتمر السابق- لمناقشة المشكلات التي يواجهها المركز: "نريد أن نتحدّث بصراحة، أن نعترف بمشاكلنا ونطرحها أمام المؤتمرين لنستمع إلي تصوراتهم التي يمكن من خلالها الارتقاء بعمل المركز، نريد أن نعرف كيف يروننا؟ ما الجوانب السلبية لدينا؟ وأيضاً ما الجوانب الإيجابية؟ وأنا أظنّ أنه بفضل هذه الموائد المستديرة استطعنا أن نتجاوز كثيراً من العيوب، وأعتقد أننا ضربنا المثل في الإنصات الجيد إلي النقد البناء، والاستجابة له".