"مليونيرات بالمصادفة" رواية جديدة للكاتب الأمريكي بن مزريتش، تدور أحداثها حول نشأة فيسبوك وأصحاب هذه الشبكة التي تضم 5 ملايين شخص. هي قصة حقيقية لمجموعة من طلاب جامعة هارفارد أسسوا هذه الشبكة من أجل التواصل فيما بينهم. نقطة الانطلاق في السرد تبدأ من أكتوبر 2003، والمكان هو أفضل جامعة في العالم، حيث الحاجة للنجاح والانتصار، لكن الدخول في النخبة لا يكفيه النجاح الأكاديمي. في هذا المناخ المليء بالطموح والتميز نجد بطل "مليونيرات بالصدفة" مارك زوكيربيرج، الذي لم يكن حتي هذه اللحظة واحداً من أثرياء الكوكب العشرينيين. يصفه بن مزريتش كفتي نحيف، له شعر كستنائي ومجعد، بخصلته علي جبهته، وأنف كبير مقزز، تتجاهله الفتيات. هو طالب في السنة الثانية، قادم من أسرة من الطبقة المتوسطة الميسورة، أبوه طبيب أسنان وأمه دكتورة نفسية. في المدرسة أثبت مهاراته في التعامل مع الكمبيوتر، وفي مراهقته كان هاكر متميز. هو أيضاً طالب من هؤلاء الذين يأكلون الكتب، فاشل تماماً في علاقاته الاجتماعية، ومشغول علي الدوام بالكمبيوتر. بينما إدوارد سافيرين، شريكه في تأسيس الشبكة، علي العكس تماماً، فهو بالكاد يفهم في التكنولوجيا. هو ابن لأب رجل أعمال، وهدفه الأساسي كسب المال وتحقيق البرستيج. كان طالباً في السنة الثالثة ولم يكن يكتفي بالنجاح والحصول علي شهادة، وفي العشرين كان يدير مشروعاً استثمارياً. في 2003 كل ما كان يشغله أن يكون مقبولاً في الأوساط النخبوية وجمعيات الطلبة الحصرية. من خلال زوكيربيرج، يصف مزريتش جامعة هارفارد المتميزة ويدخل في المشهد مكتبة ويندنير ونهر شارلس. ويبرز فكرة أن إحدي أسباب نشأة فيسبوك هو إمكانية الاتصال بالفتيات وفتح الطريق أمام الشباب المسجونين داخل خجلهم. ولد المشروع وحقق نجاحاً، وسمي في البداية facemash ، وفي نهايات 2003 اتسعت الشبكة وأصبحت أكثر تعقيداً وتركيباً. وفي 2004 سميت the facebook ، واتسعت لتشمل جامعة ivy league وجامعات أخري. المصادر التي استخدمها مزريتش في روايته كانت في جزء كبير وثائقية، لكنه أيضاً اعتمد علي الخيال حيث رفض سافيرين الالتقاء به والتحول لمجرد مصدر معلومات، كذلك رفض زوكيربيرج مقابلته أو حتي الحديث بأي معلومة. رغم ذلك، خرجتْ الرواية جيدة، ومرسومة بشكل أقرب للحقيقي.