صدرت عن دار سما للنشر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب رواية »جحر السبع« للكاتب والباحث في شئون تيار الإسلام السياسي »سامح فايز«. والرواية تعتبر الجزء الثاني من كتابه »جنة الاخوان « رحلة الخروج من الجماعة الذي حكي فيه رحلة خروجه من جنة الجماعة. يحكي سامح فايز في روايته »جحر السبع« - ذلك الاسم القديم لإحدي قري مركز كرداسة - العالم الذي يعيش فيه الخارج عن الجماعة الدينية بعد أن يهجر التيار الديني ويهجره أعضاء تلك التيارات، وكيف يمر بسنوات من التيه حتي يتمكن من استرداد حياته مرة أخري دون تشوهات التربية الدينية، وربما عجز ذلك الهارب من جنة الجماعات أن يسترد عافيته مرة أخري ويظل علي انتمائه الفكري لها حتي وإن لم ينتم تنظيميا، وذلك من خلال سرد حياة البطل »يوسف عبد العزيز« الشاب الذي نشأ وتربي طفلا في جماعة دينية ثم خرج عنها ليتحول به المقام إلي الالحاد. الرواية تحكي عالما لم يفتح أبوابه أحد من قبل، فمعظم ما سطر عن الجماعات الدينية كان يحكي رحلة الخروج والانشقاق، إلا أن أيا من تلك الكتب لم تسطر حالة التيه التي يمر بها شباب الخارجين عن الجماعات الدينية، وكيف أنهم يتعاملون بمنطق رد الفعل في التعامل مع التيار الديني مما يتسبب في الحاد أغلبهم أو الظن أنهم كفروا بتركهم تلك التيارات. يحاول سامح فايز في روايته »جحر السبع« التأكيد علي خطورة تلك التشوهات التي تتركها التربية الدينية في عقول الاطفال والتي تسيطر علي تصرفاتهم في مراحل عمرية متقدمة، مسلطا الأضواء علي تلك التغيرات الغريبة التي تظهر علي معظم المنشقين وكيف أنهم ربما ظلوا يحيون داخل تلك الجماعات حتي وإن تركوها لأنهم يتعاملون مع الآخر بنفس تراتيب الجماعات الفكرية التي نشأوا عليها. يحكي سامح فايز علي لسان بطل الرواية قائلا:»أعيش في مجتمع يسمح لسكانه بإتيان كل الموبقات، لكن إن فكر أحد هؤلاء القابعين علي أرضه أن يأتي معصية التفكير وخلع رداء الدين ليصل للحقيقة بنفسه؛ تبدلت النفوس وعلقت المشانق«. ويقول في فقرة أخري من الرواية: »تلك المقارنة كانت من السهولة بمكان، أن أختار بين معصية التفكير أو معصية الانصياع للجسد. الاجابة دائما ما تكون مقبولة طالما كانت بعيدة عن طرق أبواب المسكوت عنه. يسعي سامح فايز في رواية "جحر السبع" إلي كشف الزيف حول عدة حقائق تربي عليها بطل الرواية ليكتشف في النهاية أن ما ظنه الجنة لم يكن جنة، وأن ما اعتقد أنه النار لم يكن كما ظن في مخيلته التي تشكلت علي آراء تلك الجماعات .