(1) تقلَّبت الشمسُ بين مداراتِ موْلِدِها من سديمِ البداياتِ حتي تُريكَ ممالكَ رملِكَ كيف استوت فوق عرشِ النهارِ الأخير فلا مُلْكَ من بعدهِ ، ليس من بشرٍ ، سرمدٌ وحشُ هذا الضياء فلا ليلةٌ يستجنّ بها طائفٌ من هلاوسِ رؤيا ولا قطرةٌ من غمائمِ حُلمٍ بأزمنةٍ سوفَ يأتيكَ منها بريدُ البشارةِ بالغيبِ والنبأُ المستفيضُ ببرْدِ اليقين وهذا يقينُكَ : رملٌ تُجَذِّرُ فيهِ الخطي تحت وحشٍ من الضوءِ في أبدٍ من حضورِ النهارِ الأخير. فأرْخِ أعنّةَ موالكَ ، احلُلْ أزِمَّةَ سرجكَ واطوِ الركابَ ترجّل ، وبلِّلْ بوقدةِ روحِكَ رفرفةَ الظمأِ المتسعِّرِ بين السراب فهذا شرابٌ ومغتسلٌ ربما تستطيعُ بإبرةِ رملٍ وخيطينِ من ظمأٍ وسرابٍ تُمِرُّهما أن تلملمَ معني اكتمالِكَ رملاً علي الرملِ ، علّكَ ترفو شظاياكَ حتي تردَّ إلي الرملِ معني اكتمالِكَ في جسدٍ ليسَ يفني عيونُكَ هذا الحصي ولسانُكَ زمزمةُ الريح والشمس مجمرةٌ يتنضّحُ منها غناءٌ توغَّلَ في صمتِهِ ، ليسَ من سامعٍ ، ليسَ من معجمٍ أو كلام ، تمامُ القصيدةِ في صمتها والزمانُ استوي أبدا من نهارٍ أخير .. (2) لي خيمةٌ في كلّ باديةٍ ولي كهفٌ ألوذُ بهِ ولي طللٌ وشاهدُ مدفنٍ وهديرُ كلبٍ حول نيران القِري وأنا المغني جامعُ الأشعارِ من متردّمِ الشعراءِ أروي ما رأيتُ لمن رأي وأنا ربيبُ الدمع كلُّ أراملِ الشهداءِ أُماتي علي وترين أسحبُ قوسَ أغنيتي وأضربُ نقرةَ الإيقاعِ في عظمِ الرباب وأنا يقينُ الرملِ : آخرُ نفخةٍ للخلقِ والتكوينِ منفردٌ وباقٍ ليس يغلبني سواي ..