أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسيوط اليوم الأربعاء    السياحة تشارك في اجتماعات اللجنة الفنية للتجارة والسياحة والصناعة بالاتحاد الأفريقي بمدينة مالابو    عاجل| الخارجية الفلسطينية: اعتراف النرويج وأيرلندا وإسبانيا بالدولة الفلسطينية يعزز جهود إنهاء الاحتلال    إقامة صلاة الجنازة على رئيسي وعبداللهيان في طهران    حلمي طولان: حسين لبيب عليه أن يتولى الإشراف بمفرده على الكرة في الزمالك.. والفريق في حاجة لصفقات قوية    الأمن يوجه ضربات استباقية ضد تجار الكيف بقليوب    عاجل.. رفض طعن سفاح الإسماعيلية وتأييد إعدامه    غرق 3 أطفال في النيل خلال محاولتهم الهروب من حرارة الطقس بكفر الشيخ    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    لقاءات على هامش القمة    أسعار المكرونة اليوم الأربعاء 22-5-2024 بالمنيا    رئيس مياه القناة: استخراج جذور الأشجار من مواسير قرية الأبطال وتطهير الشبكات    استعدادات مكثفة بمواني البحر الأحمر ورفع درجة الاستعداد والطوارئ لبدء موسم الحج    طلاب جامعة الإسكندرية في أول ماراثون رياضي صيفي    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    بعد فشله أول مرة.. شاب ينهي حياته شنقا بعين شمس    لأول مرة .. انعقاد مجلس الحديث بمسجد الفتح بالزقازيق    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    «الصحة»: ورشة عمل حول تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية بشرم الشيخ .. صور    «نقل النواب» تناقش موازنة سكك حديد مصر.. و«الإقتصادية» تفتح ملف «قناة السويس»    لمواليد 22 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    دار الإفتاء توضح أفضل دعاء للحر.. اللَّهُمَّ أَجِرْنِى مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ    "يريد اقتسامها مع منافسيه".. جوارديولا يحصد جائزة مدرب الموسم في الدوري الإنجليزي    خبيرة تغذية تنصح بعدم شرب الماء بعد الوجبات مباشرة    اليوم.. انطلاق الدورة الرباعية المؤهلة إلي الدوري الممتاز    على البساط الوردى «فرانكلين» و«دوجلاس» فى كان!    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    استعدادات مكثفة بموانئ البحر الأحمر.. ورفع درجة الاستعداد بميناء نويبع البحري لبدء موسم الحج البري    إسبانيا تلحق بالنرويج وأيرلندا وتعترف بالدولة الفلسطينية    فصائل فلسطينية: استهدفنا ناقلة جند إسرائيلية جنوب شرق مدينة رفح    استطلاع رأى 82% من المواطنين:استكمال التعليم الجامعى للفتيات أهم من زواجهن    جامعة عين شمس تحصد 3 جوائز لأفضل رسائل ماجستير ودكتوراه    5 أسباب رئيسية للإصابة بالربو ونصائح للوقاية    طلاب الشهادة الإعدادية في الإسكندرية يؤدون امتحان الهندسة والحاسب الآلي    الطالب الحاصل على جائزة «المبدع الصغير» 2024 في الغناء: أهدي نجاحي لوالدتي    حملة لإزالة مزرعة العاشر للإنتاج الحيوانى والداجنى وتربية الخيول والنعام فى الشرقية    باحثة سياسية: مصر تقف حائط صد أمام مخططات التهجير القسري للفلسطينيين    رابط نتيجة الصف السادس الابتدائي 2024 الترم الثاني جميع المحافظات والخطوات كاملة    المفتي: نكثف وجود «الإفتاء» على مواقع التواصل.. ونصل عن طريقها للشباب    51 مباراة دون هزيمة.. ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ في موسم استثنائي    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    جدول مساحات التكييف بالمتر والحصان.. (مساحة غرفتك هتحتاج تكييف كام حصان؟)    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    مبلغ صادم.. كم بلغ سعر إطلالة ماجي زوجة محمد صلاح؟    طريقة صنع السينابون بالقرفة.. نكهة المحلَّات ولذَّة الطعم    شاهد.. حمادة هلال ل إسلام سعد: «بطلت البدل وبقيت حلاق»    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    «نادٍ صعب».. جوميز يكشف ماذا قال له فيريرا بعد توليه تدريب الزمالك    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    «الثقافة» تعلن القوائم القصيرة للمرشحين لجوائز الدولة لعام 2024    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    مصرع طفل وإصابة 3 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة ملاكى بأسوان    اليوم.. قافلة طبية مجانية بإحدى قرى قنا لمدة يومين    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    حدث بالفن | فنانة مشهورة تتعرض لحادث سير وتعليق فدوى مواهب على أزمة "الهوت شورت"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آليس مونرو لا تحب الخطابة.. كتابتي سهلة.. لم أتعمد ذلك

بدلا عن الخطاب التقليدي الذي يلقيه الكاتب الحاصل علي جائزة نوبل في الأدب في حفل تسليم الجائزة في ستوكهولم، أرسلت آليس مونرو التي لم تستطع السفر لظروف مرضها فيديو للمنظمين علي الحفل، ولكن فيديو آليس مونرو كان مختلفا عّمن أرسلوا فيديوهات من قبل في أنه لم يكن خطابا بل حوارا أجراه معها المذيع السويدي ستيفان أوسبيرج، ركزت فيه علي بداياتها مع الكتابة، وهنا ننشر ترجمة الحوار كاملا.
مونرو: اهتممت بالكتابة من وقت مبكر، بسبب قصة قُرئت لي. كتبها هانز كريستيان آندرسن، وهي قصة "حورية البحر الصغيرة". لا أعرف إن كنت تذكر القصة. ولكنها كانت حزينة بشكل بشع. وقعت الحورية في حب هذا الأمير، ولكن لم يكن بإمكانها أن تتزوجه، لأنها حورية بحر. وكانت قصة حزينة جدا لا أستطيع أن أسرد عليك تفاصيلها. ولكن علي كل حال، في اللحظة التي أنهيت فيها القصة خرجت وسرت حول المنزل الذي كنا نعيش فيه، وابتكرت قصة بنهاية سعيدة، لأنني شعرت بأن هذا واجبي تجاه الحورية الصغيرة، لم تدر القصة أنحاء العالم، ولكنني شعرت أنني قمت بأفضل ما يمكنني فعله، ومن الآن ستتزوج الحورية الأمير وتعيش في سعادة، تلك التي كانت رغبتها بالتأكيد، لأنها قامت بأشياء بشعة للحصول علي قوة الأمير وطبيعته. كان عليها أن تغير أطرافها. كان عليها أن تحصل علي القدمين اللتين يملكهما الناس لتسير، ولكن مع كل خطوة تخطوها تشعر بألم شديد. ذلك ما كان عليها أن تعانيه لتحصل علي الأمير. لذلك فكرت أنها استحقت أكثر من الموت في المياه. ولم أهتم بحقيقة أنه ربما لن يعرف بقية العالم القصة الجديدة، لأنني شعرت أن القصة نُشِرَت في اللحظة التي فكرت فيها. وهكذا كانت هذه بداية مبكرة للكتابة.
المحاور: أخبرينا كيف تعلمت حكاية قصة وكتابتها؟
مونرو: كنت أبتكر القصص طوال الوقت، كنت أسير في طريق طويل نحو المدرسة، وطوال الطريق كنت عامة أبتكر القصص. عندما كبرت أصبحت القصص عني أكثر فأكثر، كبطلة في هذا الموقف أو ذاك، ولم يكن يزعجني أن هذه القصص لن تنشر للعالم علي الفور. ولا أعلم إن كنت فكرت حتي في أن يعرفها الناس أو يقرأوها. كان الأمر متعلقا بالقصة نفسها، بشكل عام قصة مرضية من وجهة نظري، مع فكرة عامة عن شجاعة الحورية الصغيرة، أنها كانت ذكية، وكانت قادرة بشكل عام علي صناعة عالم أفضل، ولديها قوي سحرية وأشياء من هذا القبيل.
المحاور: هل كان من المهم أن تُسرَد القصة من منظور امرأة؟
مونرو:لم أشعر بأن هذا أمر مهم، ولكني لم أفكر في نفسي علي أنني أي شيء سوي امرأة، وكان هناك قصص جيدة عديدة عن الفتيات الصغيرات والنساء. ربما عندما تصل للمراهقة يصبح الأمر بشكل أكبر عن مساعدة الرجل للوصول لرغباته وهكذا. ولكن عندما كنت شابة لم يكن لديّ شعور بالضعة لكوني امرأة. وربما يكون هذا بسبب كوني عشت في أونتاريو حيث كانت تقوم النساء بالقراءة، وتسرد معظم القصص، بينما يكون الرجال بالخارج يقومون بالأمور الهامة، لم يكونوا يهتمون بالقصص، بالتالي شعرت بأنني في موطني.
المحاور: كيف ألهمتك هذه البيئة؟
مونرو: لا أعتقد أنني كنت بحاجة إلي أي إلهام، كنت أفكر في أن القصص مهمة جدا في العالم، وأردت أن أبتكر بعضا من هذه القصص، أردت أن أستمر في فعل هذا، وذلك لم يكن له علاقة بالناس الآخرين، لم أكن بحاجة لأسردها أمام أحد، ومضي وقت طويل حتي أدركت أنه سيكون من المثير للاهتمام أن يتلقاها جمهور أكبر.
المحاور: ما المهم بالنسبة لك عندما تسردين قصة؟
مونرو: حسنا، بشكل واضح كان الأمر الهام في تلك الأيام المبكرة هو النهايات السعيدة، لم أكن أتسامح مع النهايات الحزينة لبطلتي علي الإطلاق. وبعد ذلك بدأت أقرأ أشياء مثل "مرتفعات ووذرينج"، فبدأت توجد نهايات غاية في الحزن، بالتالي غيرت فكرتي تماما وانتقلت إلي التراجيديا التي استمتعت بها.
المحاور: ما الذي يمكن أن يكون مثيرا للاهتمام في وصف الحياة الكندية في مدينة صغيرة؟
مونرو: عليك فقط أن تكون هنا. أظن أن أي حياة يمكن أن تكون مثيرة للاهتمام، أي محيط يمكن أن يكون مثيرا للاهتمام، لا أعتقد أنني كنت سأصبح شجاعة جدا إن عشت في مدينة كبيرة، وأنا أنافس أناساً يمكن أن يطلق عليهم بشكل عام أنهم من مستوي ثقافي أعلي. لم يكن عليّ التعامل مع ذلك. كنت الشخص الوحيد الذي كنت أعرفه يكتب القصص، علي الرغم من أنني لم أكن أحكيها لأي أحد، وعلي قدر معرفتي، علي الأقل لفترة، كنت الشخص الوحيد الذي كان بإمكانه فعل ذلك في العالم.
المحاور: هل كنت دوما واثقة هكذا في كتابتك؟
مونرو: كنت كذلك لفترة طويلة، ولكني أصبحت غير واثقة من نفسي بشكل كبير عندما كبرت وقابلت بضعة أشخاص آخرين يكتبون. ساعتها عرفت أن المهنة أصعب قليلا مما كنت أتوقع، ولكني لم أستسلم أبدا، كان هذا ما فعلته.
المحاور: عندما تبدأين في كتابة قصة، هل تصوغين الحبكة دوما؟
مونرو:نعم، ولكن عادة ما تتغير، أنا أبدأ بحبكة، وأعمل عليها، ثم أري أنها تمضي في اتجاه آخر، وتحدث الأشياء بينما أكتب القصة، ولكن علي الأقل يكون عليّ أن أبدأ بفكرة واضحة تماما عما تدور عليه القصة.
المحاور: كيف تستهلكك القصة عندما تبدأين الكتابة؟
مونرو: نعم، أصل إلي حدود اليأس. ولكن كما تعلم، كنت دوما أحضر الغذاء لأطفالي، أليس كذلك؟ لقد كنت ربة منزل، لذا تعلمت أن أكتب في أوقات الفراغ، لا أعتقد أنني استسلم، علي الرغم من مرور أوقات كنت فيها محبطة جدا، لأنني كنت أبدأ في رؤية أن القصص التي كنت أكتبها ليست جيدة جدا، وأنه أمامي الكثير لأتعلمه، وأن المهنة أصعب كثيرا جدا مما كنت أتوقع. ولكني لم أتوقف، لا أعتقد أنني فعلت ذلك أبدا.
المحاور: ما هو الجزء الأصعب حينما تريدين أن تسردي قصة؟
مونرو: أعتقد أنه ربما يكون الجزء الذي تنظر فيه إلي القصة وتدرك كم هي سيئة. كما تعلم الجزء الأول: الإثارة. الثاني: معقول، وبعد ذلك تنظر للقصة في أحد الصباحات وتفكر "ما هذا العبث"، وهنا يكون عليك فعلا أن تعمل عليها. وهذا بدا لي دوما الشيء الصحيح. إن كانت القصة سيئة فهذا ذنبي وليس ذنب القصة.
المحاور: ولكن كيف يمكنك تغيير القصة إن كنت غير راضية عنها؟
مونرو:بالعمل الشاق. ولكني أحاول التفكير في طريقة أفضل للشرح. لديك شخصيات لم تُقدَّم لهم الفرصة، وعليك أن تفكر فيهم أو أن تقوم بشيء مختلف معها. في أيامي الأولي كنت أميل للكثير من النثر الفضفاض، وتعلمت تدريجيا التخلص من الكثير منه. بالتالي عليك أن تمضي في التفكير عن ذلك وتكتشف أكثر فأكثر عما تعنيه القصة. ذلك الذي ظننت أنك كنت تفهمه من البداية ولكن في الحقيقة يكون أمامك الكثير لتتعلمه.
المحاور: كم عدد القصص التي رميتها؟
مونرو:عندما كنت شابة كنت أرميها جميعا. لم تكن لديّ فكرة، ولكني لم أفعل ذلك كثيرا في السنوات الأخيرة. عامة كنت أعرف ما عليّ فعله لجعل القصص تعيش. ولكن ربما أظل مخطئة في بعض الأحيان وانا أدرك أنني مخطئة ولكن يكون يكون عليك أن تتناسي ذلك.
المحاور: هل ندمت في أي وقت علي رمي قصة؟
مونرو:لا أعتقد، لأنني في هذه اللحظة اكون قد مررت بالألم الكافي تجاهها، وأكون قد علمت أنها ليست ناجحة من البداية. ولكن كما قلت هذا لم يحدث كثيرا.
المحاور: وأنت تكبرين، هل غيّر ذلك في كتابتك؟
مونرو: حسنا، بشكل متوقع. أنت تبدأ بالكتابة عن أميرة شابة جميلة ثم تكتب عن ربات البيوت والأطفال ثم عن العجائز، وهكذا يمضي الأمر، بدون ضرورة محاولة فعل أي شيء لتغيير ذلك. الرؤية تتغير.
المحاور: هل تظنين أنك مهمة للكاتبات الأخريات، لكونك ربة بيت، قادرة علي مزج أعمال المنزل بالكتابة؟
مونرو: في الحقيقة لا أعرف، أتمني أن أكون كذلك، أعتقد أنني ذهبت لكاتبات أخريات عندما كنت شابة، وكان في هذا تشجيعا كبيرا لي، ولكني لا أعرف إن كنت مهمة للأخريات. أعتقد أن النساء لديهن وقت أكبر لن أقول أسهل، ولكن من المقبول الآن للنساء أن يفعلن شيئا مهما، ليس فقط التسكع واللعب الذي تفعله في حين يكون جميع أهل منزلها بالخارج، ولكن أن تكون جادة في الكتابة، مثلما يكون الرجل.
المحاور: ما التأثير الذي تعتقدين أنك تصنعيه في شخص يقرأ قصصك، خاصة النساء منهم؟
مونرو: حسنا، أنا أريد من قصصي أن تحرك الناس، لا أهتم إن كانوا رجالا أم نساء أم أطفال، أريد من قصصي أن تقول شيئا عن الحياة لا يجعل الناس تقول أليست هذه هي الحقيقة، ولكن ان يشعروا بنوع من المكافأة من الكتابة، وهذا لا يعني أن تكون النهاية سعيدة أو أي شيء من ذلك، ولكن أي شيء تقوله القصة يحرك القاريء بطريقة أنه يشعر أنه شخص مختلف عندما ينتهي منها.
المحاور: من تظنين نفسك؟ ما الذي يعنيه هذا التعبير لك؟
مونرو: حسنا، لقد نشأت في الريف، نشأت مع أناس كانوا عموما أسكتلنديين-آيرلنديين، وكان الشائع جدا ألا تحاول كثيرا، ألا تفكر في أنك ذكي. هناك تعبير كان شائعا: "هل تظن نفسك ذكيا؟". وأن تفعل شيئا مثل الكتابة عليك أن تظن نفسك ذكيا لفترة طويلة، ولكني كنت شخصا خاصا.
المحاور: هل كنت نسوية من وقت مبكر؟
مونرو: لم أكن أعرف مصطلح "نسوية"، ولكن بالطبع كنت نسوية، لأنني نشأت في الحقيقة في جزء من كندا تكتب فيه النساء بشكل أسهل من الرجال. الكتاب الكبار والمهمون كانوا رجالا، ولكن معرفة أن امرأة تكتب قصصا لن يشينها بقدر ما يشين الرجل الذي يكتب القصص. لأنها ليست مهنة رجال. حسنا، هذا كان الوضع عندما كنت شابة، الأمر ليس علي هذا النحو الآن.
المحاور: هل كانت كتابتك ستتغير لو كنت قد أنهيت دراستك الجامعية؟
مونرو: ربما كان هذا سيحدث حقا، ربما كان هذا سيجعلني أكثر حذرا وأكثر خوفا من أن أكون كاتبة، لأنني لو كنت عرفت أكثر عما كتبه الناس، كنت سأصبح أكثر رهبة بشكل تلقائي. ربما كنت سأقول إنني لن أستطيع فعل هذا، ولكن لا أظن حقا أن هذا كان سيحدث، ربما كان سيحدث لفترة ولكن بعد ذلك، لقد أردت الكتابة بشدة لدرجة أنني كنت سأستمر وأحاول في الأمر في كل الأحوال.
المحاور: هل الكتابة موهبة جُبِلتِ بها؟
مونرو: أنا لا أعتقد أن الناس من حولي ظنوا أن الأمر كذلك، ولكني لم أفكر في الأمر أبدا علي أنه موهبة، لقد اعتقدت دوما أنه شيء يمكنني فعله أن حاولت بجد كاف. لذا فحتي إن كانت موهبة، فبالتأكيد هي ليست موهبة سهلة، خاصة بعد مرحلة "الحورية الصغيرة".
المحاور: هل ترددت أبدا، هل ظننت أنك لست كاتبة جيدة بما يكفي؟
مونرو: طوال الوقت، طوال الوقت، رميت العديد من الأشياء أكثر مما بعثت أو أنهيت، وهذا كان في العشرينيات من عمري، ولكني ما زلت أتعلم الكتابة بالطريقة التي أردت أن أكتب بها. بالتالي لم يكن الأمر سهلا.
المحاور: ما الذي كانت تعنيه أمك لك؟
مونرو: أمي كانت معقدة جدا، لأنها كانت مريضة جدا، كانت تعاني من مرض باركينسون، كانت تحتاج للمساعدة، ولكنها كانت تتكلم بصعوبة، لم يكن الناس يستطيعون تحديد ما الذي تقوله، كانت شخصا اجتماعيا، أرادت بشكل كبير أن تكون جزءا من الحياة الاجتماعية، وبالطبع هذا لم يكن ممكنا لها بسبب صعوبات الكلام، كنت مرتبكة منها، أحببتها ولكن بطريقة ما لم أكن أريد أن يعرف الناس أنها أمي، لم أرد أن أقول الأشياء التي أرادت مني أن أقولها للناس، كان وقتا صعبا بالطريقة نفسها التي يعاني منها أي شاب لديه شخص أو أب أخرس بطريقة ما، ستحتاج إلي الوقت لتتخلص من مثل هذا الشيء.
المحاور: هل ألهمتك بأي طريقة؟
مونرو: أظن أنها فعلاً ليس بالطرق التي لاحظتها أو فهمتها، لا يمكنني تذكر الوقت الذي لم أكن أكتب فيه القصص، أعني، لم أكن أكتبها، ولكني لم أكن أسردها ليس لها وليس لأي أحد. ولكن في الحقيقة هي كانت تقرأ، أبي كان يقرأ أيضا، أمي علي ما أعتقد، كانت ستصبح جذابة لشخص يريد أن يكون كاتبًا، كانت ستفكر أن هذا أمر محبب، ولكن الناس من حولي لم يكونوا يعرفون أنني أريد أن أصبح كاتبة، لأنني لم أدعهم يكتشفون ذلك، كان هذا يبدو سخيفا لمعظم الناس. لأن معظم الناس الذين كنت أعرفهم لم يقرأوا، كانوا يأخذون الحياة بطريقة عملية وفكرتي كلها عن الحياة كانت محاطة بالناس الذين كنت أعرفهم.
المحاور: هل من الصعب سرد قصة من منظور امرأة؟
مونرو: لا، علي الإطلاق، لأن هذه هي الطريقة التي أفكر بها، أن أكون امرأة وهكذا، وهذا لم يزعجني قط، أنت تعرف هذا النوع الخاص من النشأة التي مررت بها، لو قرأ أحد فهو امرأة، لو تعلم أحد فهو امرأة، ستكون المرأة مُدَرسة أو شيئا من هذا القبيل، عالم القراءة والكتابة منفتح للنساء أكثر من الرجال، سيصبح الرجال فلاحين أو يقومون بأنواع مختلفة من العمل.
المحاور: وهل نشأت في منزل للطبقة العاملة؟
مونرو: نعم.
المحاور: وهل هناك بدأت قصصك أيضا؟
مونرو: لا، لم أدرك أنه منزل للطبقة العاملة، أنا فقط نظرت إلي المكان الذي أعيش فيه وكتبت عنه.
المحاور: وهل أحببت حقيقة أنك تكتبين دوما في وقت محدد، في حين تتابعين الجدول المدرسي وترعين الأطفال وتطبخين الغذاء؟
مونرو: حسنا، كنت أكتب طالما كان ذلك في استطاعتي، زوجي الأول كان يساعدني كثيرا، كانت الكتابة بالنسبة له محببة، لم يكن يعتقد فيها كشيء لا يجب أن تفعله النساء، كما كان يفكر العديد من الرجال لاحقا، كان يعتبر الأمر شيئا أرادني أن أفعله ولم يعقني عنه.
كان هذا أمرا طريفا في الأصل، لأنه انتقلنا إلي هنا ونحن ننوي افتتاح مكتبة لبيع الكتب، وكل الناس ظنوا أننا مجانين، وأننا سنجوع حتي الموت، ولكن هذا لم يحدث، عملنا بكد شديد.
المحاور: كيف كانت المكتبة مهمة في بدايتكما عندما بدأ كل شيء؟
مونرو: كانت معيشتنا، كانت كل ما نملكه، لم يكن لدينا مصدر دخل آخر، اليوم الأول الذي افتتحنا فيه حصلنا علي 175 دولارا، وكنا نعتقد أنه مبلغ كبير، حسنا، كان كبيرا بالفعل، لنحصل علي مبلغ مشابه مرة أخري.
اعتدت أن أجلس وراء المكتب وأبحث عن الكتب للناس وأرتب كل الأشياء التي نفعلها في المكتبات، بشكل عام كنت أقوم بذلك وحدي، وكان الناس يأتون ويتحدثون كثيرا علي الكتب، كان المكان بشكل كبير يجذب الناس ليأتوا معا أكثر من أن يشتروا الأشياء علي الفور، وكان هذا حقيقيا في الليل بشكل خاص، عندما كنت أجلس هنا مع نفسي، وكنت أري هؤلاء الناس يأتون كل ليلة ويتحدثون إليّ عن الأشياء، كان هذا أمرا عظيما ومرحا. حتي هذه اللحظة كنت ما أزال ربة بيت، كنت أقضي كل الوقت في البيت، كنت كاتبة أيضا، ولكن هذه كانت فرصة رائعة للدخول إلي العالم، لا أظن أننا صنعنا كما كبيرا من المال، ربما تحدثت إلي الناس كثيرا، هل تعرف، بدلا من أن أجعلهم ينغمسون في الكتب، كان هذا وقتا رائعا في حياتي.
المحاور: زائر للمكتبة يقول: كتبك تذكرني بالوطن نعم، أعيش في جنوب آمستردام، شكرا جزيلا، مع السلامة؟
مونرو: فكر في ذلك، حسنا، أحب عندما يأتي شخص مثل هذا، عندما لا يكون الأمر فقط متعلقا بتوقيع الأوتوجرافات ولكن لتحديد سبب إعجابه.
المحاور: هل تريدين أن تلهمي الشابات بكتبك ويدفعهم الإلهام ليكتبن؟
مونرو: أنا لا أهتم بما يشعرن طالما أنهم من يستمتعن بقراءة الكتب. لا أريد من الناس أن يتلقوا الإلهام بقدر ما يستمتعون بالكتاب. هذا ما أريده: أريد من الناس أن يستمتعوا بكتبي، أن يفكروا فيها كشيء متعلق بحيواتهم بعدة طرق، ولكن هذا ليس الأمر الرئيسي. أحاول أن أقول إنني لست شخصا سياسيا كما أعتقد.
المحاور: هل أنت شخص مثقف؟
مونرو: ربما، أنا لست متأكدة بما يعنيه هذا، ولكنني أظن أنني كذلك.
المحاور: يبدو أن لديك رؤية بسيطة للأشياء؟
مونرو: هل أنا كذلك؟ أعتقد أن هذا صحيح.
المحاور: حسنا، لقد قرأت في مكان ما أنك تريدين أن تُشرَحي الأشياء بطريقة سهلة؟
مونرو: نعم، ولكني لم أعتقد أبدا أنني أريد أن أشرح الأشياء بطريقة سهلة، هذه هي الطريقة التي أكتب بها، أظن أنني أكتب أصلا بطريقة سهلة، بدون التفكير أن هذا سيجعل الكتابة سهلة.
المحاور: هل مررت بأوقات لم تكوني قادرة فيها علي الكتابة؟
مونرو: نعم، لقد تركت الكتابة، متي كان هذا؟ ربما منذ عام، ولكنه كان قرارا، بأنني لن أكتب ولست قادرة علي ذلك، كان قرارا، أردت أن أحافظ عليه أمام العالم. لأنه عندما تكتب أنت تقوم بشيء لا يعرف الناس أنك تفعله، وأنت لا تستطيع أن تتحدث عنه، أن تجد طريقك دوما في هذا العالم السري، ثم تقوم بشي آخر في الحياة العادية. ولقد تعبت من ذلك بشكل ما، كنت أقوم بذلك طوال حياتي، طوال حياتي بالفعل، عندما أكون في صحبة كتاب أكثر أكاديمية، أشعر أنني مرتبكة لأنني لا أستطيع الكتابة بطريقتهم، لا أملك هذه الموهبة.
المحاور: أظن أن لديهم طريقة أخري لسرد القصة؟
مونرو: نعم، ولم أعمل بهذه الطريقة، بالطريقة الواعية كما يمكن أن أقول، بالطبع كنت واعية، ولكني كنت أعمل بطريقة تريحني وتبسطني أكثر من متابعة نوع ما من الأفكار.
المحاور: هل تصورت أبدا أنك ستحصلين علي نوبل؟
مونرو: لا، لا، لقد كنت امرأة، رغم أنني أعرف أن هناك نساء حصلن عليها، أنا أحببت المجد في الموضوع، ولكني لم أكن أفكر بهذه الطريقة، لأن معظم الكتاب يبخسون قدر أعمالهم، خاصة بعدما ينتهون منها. أنت لا تقول لأصدقائك أنك ربما ستحصل علي نوبل، هذه ليست طريقة شائعة لتحية الأصدقاء.
المحاور: هل تسترجعين الأيام المبكرة وتقرأين كتبك القديمة؟
مونرو: لا، أنا أخشي من ذلك، ولأن ساعتها سيكون لديّ دافعا مرعب لتغيير شيء هنا أو هنا، لقد قمت بذلك مع نسخ معينة من كتب أخرجتها من الدولاب، ولكني أدرك بعدها أنه لا يهم تغيير شيء، لأنها لن تتغير في الخارج.
المحاور: هل هناك شيء تريدين أن تقوليه للناس في ستوكهولم؟
مونرو: أريد أن أقول إنني ممتنة جدا لتكريمهم العظيم، لا يوجد شيء في العالم بإمكانه إسعادي كهذا الأمر. شكرا لكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.